مفتاح نجاح القمة بالرباط
يوسف الغريب
“.. سيتم إيفاد وزير العدل الجزائري إلى المغرب، بعد المملكة العربية السعودية والأردن؛ في حين سيسلم وزير الداخلية الدعوة نفسها إلى القمة إلى تونس وموريتانيا. وفي هذا السياق سيتم استقبال وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي، بالمغرب.”
هي الفقرة الاهمّ في بيان لوزارة الخارجية المغربية الصادر يوم السابع من هذا الشّهر وما زال هذا المبعوث الرئاسي لم يصل بعد إلى بلدنا حتّى اعتقد البعض بأنّه تاه في الطريق نحو العاصمة الرباط.. خاصّة وأنّ أغلبية الدول العربية توصلت بدعوة الحضور إلى القمة المرتقبة بالجزائر بداية نونبر المقبل حسب الإعلام الرسمي هناك حيث لم تبق إلاّ دول قليلة كاليمن والصومال ودجيبوتي
ورغم هذا التأخير فما زال الرأي العام الإقليمي والدولي ينتظر بشوق وصول هذا المبعوث الجزائري إلى المغرب باعتباره حدثاً استثنائيا بكل المقاييس باعتباره مرسولاً جاء ليأخد مفتاح القمّة من عاصمة المملكة المغربية الرباط بحيث تمّ ربط فشل ونجاح القمة بالجزائر بحضور / غياب صاحب الجلالة الملك محمد السادس.. وهو ما ذهبت اليه أغلبية النقاشات التي تناولت موضوع الخبر المنشور بمجلة جو افريك وجريدة الشرق الأوسط..
وهو الخبر الذي أكّد حضور جلالته للقمّة حتّى قبل وصول المبعوث الجزائري لحد اليوم..هو الخبر نفسه الذي أطلق حملة مسعورة وغير مسبوقة تستهدف مؤسسات المغرب ورموز سيادته وبشكل يوميّ وممنهج آخرها ما كتبته ج الشروق لسان حال المؤسسة العسكرية إلى جانب وكالة الأنباء الرسمية هناك وبعناوين متناقضة بين اعتبار المغرب مملكة بدون ملك بدلالة الضعف والفقر والتهميش من جهة.. وبين اعتبار المغرب قوة إقليمية مؤثرة في القرار الأمريكي نفسه الذي استطاع أن يحرّض البانتغون ضد الجزائر..
هذا التناقض عنوان حالات الارتباك والتيه والخوف الذي تعيشه العصابة كل يوم وهي تحاول التوفيق بين الإنضباط الصارم لقرارات الدول العربية كشرط لانعقاد القمة وخاصة ما يتعلق بدعوة المملكة المغربية وبين تأجيلها اوحتّى نقلها إلى بلد آخر..
هو نفس الارتباك والخوف المفسر لتأخير هذا المبعوث الجزائري لحد الساعة وهم يعرفون مسبّقاً أنّ قبول الدعوة كأمر طبيعي يشترط على النظام العسكري التراجع – مرغما – على قراراته العدائية منها فتح الأجواء للطائرة الملكية او من يمثله للنزول بمطار هواري.. والأهم من كل هذا هو عودة السفير المغربي إلى الجزائر باعتباره المشرف الأول والمنسق الوحيد مع اللجنة التنظيمية والمشرف على بروتوكول الزيارة الملكية اذا تمّت كما جرت العادة في كل الأعراف والعلاقات الدولية..
يشرف السفير المغربي على كيفية الإستقبال وطول السجاد الأحمر وعن اسم الشخص المستقبل.. عن شكل الإقامة وظروف وشروط الأمن فيها. الاكل والمبيت.. جدول اللقاءات الثنائية.. مكان الجلوس وبجانب من.. ترتيب خطبة وكلمة المملكة المغربية وتفاصيل دقيقة ترافق مثل هذه التظاهرات الدولية بحجم ووزن الحاضرين من ملوك وامراء ورؤساء.
لا مجالة للصدفة وخاصة وانت ببلاد العسكر وعند أناس لا يتنفسون إلاّ الحقد والكراهية اتجاه بلدنا وبدويّون في تعاملاتهم مع مواقف دولية سابقة ولعل صورة الرئيس تبون لحظة استقباله من طرف أردوغان نمودج حيّ لذلك مقابل صورة الملك محمد السادس الذي أوقف موكبه الرسمي حتى يصل الرئيس الفرنسي هولاند إلى منصة الإستقبال..
وربطاً بماسبق فلا سلطة للنظام الجزائري في رفض الحضور المغربي وبالشكل والشرط المناسب لمكانته ومهابته.. وعلى النظام الجزائري ان يعترف ان إقامة القمة على أراضيه لا يختلف عن مدراء قاعة للافراح لاغير فلا دخل لهم في أشغال القمة ومخرجاتها..
هنا وقف حمار شيخ العسكر في العقبة.. و أطلقوا ألسنتهم المسمومة اتجاه بلدنا ورموز سيادتنا الوطنية وبشكل ممنهج وحقير وهم يدركون تمام الإدراك ان المبعوث الجزائري إلى المغرب لا يحمل دعوة الحضور.. بل يتوسّل مفتاح نجاح القمّة بالرباط..
أمّا هذا العنف اللفظي والرمزي فليس منشأه فائض الثقة كما تتوهّمون.. بل من الضعف والعزلة والتهميش
نقطة .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.