بقلم : عمر اسرا
كثيرا ما يتداول الصحافيون قاموسا “إثنولوجيا مزورا” في تقاريرهم وربورطاجاتهم وتعليقاتهم على المباريات الرياضية… كلما تعلق الأمر بتألق أحد المغاربة، أو إحدى المغربيات، في مجال من المجالات على المستوى العالمي أو القاري، تتردد على مسامعنا أوصاف تنسب المتألقين إلى ثقافة يتبناها صاحب المادة الإعلامية.
أتذكر جيدا الكثير من المرات التي يردد فيها أحد أصدقائي من معلقي الجزيرة الرياضية، على مسامعنا عبارة “اللاعب العربي” “المنتخب العربي” فخر العرب”… والأمر هنا يتعلق بلاعب غير عربي، بل لا يتقن حتى اللغة العربية، كأمرابط و فجر و بوصوفة و محمدي و…! https://youtu.be/lfE02gKXi_M
وكثيرا ما نسمع ونقرأ عبارات من قبيل، ” لحسن أولحاج العقل العربي الخارق” بينما هو ليس كذلك… وقس هذا على كل من نجح في مباراة دولية أو جائزة قارية أو من فاز بلقب عالمي أو… في مجالات الرياضة والفكر والثقافة و الاقتصاد و التكنولوجيا و…
كان، ويجب على الصحافيين تفادي مثل هذه الألفاظ، لأنها لا تعبر عن الحقيقة، وتدخل في باب تسمية الأشياء بغير مسمياتها، ونسب الناس إلى غير ثقافاتهم وانتماءاتهم، وغالبا ما يؤدي هذا إلى الإحراج.. فقد سبق أن طرحت صحافية من قناة خليجية سؤالا على زين الدين زيدان: هل تتحدثون العربية في المنزل؟ بعد تقديمه أنه “أول عربي…” فأجابها: في المنزل نتحدث القبايلية الأمازيغية وليس العربية! يا له من إحراج! https://youtu.be/Ro6fCBNYC74
نفس الموقف تكرر مع خديجة الرياضي حينما قالت مقدمة برنامج مباشر على قناة الميادين: خديجة الرياضي أول عربية حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان… فما كان من الضيفة (خ.الرياضي) إلا أن تجيب الصحافية: أنا لست عربية…. إلى آخره… والرابط هنا…
أظن أن الصحفي ليس مجبرا أصلا على البحث عن “أ دي إن” الناس كي يربطهم بهذا النسب أو ذاك… والحل أن ينسب الناس إلى بلدهم وكفى فنقول ” أول مغربي، أول شمال إفريقي، أول شخص في المغرب الكبير…” و هكذا، فقط تفاديا للإحراج، وتفاديا كذلك لتزوير الحقائق وتسمية الأشياء بغير أسمائها…
والله أعلم…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.