مغاربة العالم بصوت واحد : مغربية الصحراء مسألة وجود

أزول بريس – يوسف الغريب //

“جرينا عليكم من الكركرات.. وغادي نجريو عليكم من هنا… صافي اللعب ديال دراري انتهى…”

يكرر الجملة بصوت عال ملفوفا بالعلم الوطني بإحدى الساحات الكبرى وسط باريس..

لم يكن وحيدا.. ولا عشرة أشخاص.. هم  حشود في حشود لا يرى القادم من بعيد إلاّ هذه الأعلام المغربية وبأحجامها الكبيرة.. لا يسمع إلاّ هذا التردد الجماعي للنشيد الخالد (صوت الحسن.. ينادي بلسانك ياصحراء..).. وهم يحاصرون شردمة قليلة من عناصر البوليزاريو..

كان المشهد جدّ مؤثر وبليغ من مغاربتنا هناك بالخارج..وبهذا الانضباط وروح المسؤولية من جهة.. وبهذا الإستعداد للدفاع عن الوطن.. والوقوف ضد كل الإساءة اليه وإلى رموزه..

كانت الوقفة اليوم وبهذا الزخم والعنفوان إعلان لنهاية لكل السلوكات الاستفزاز ية السابقة التي كان الانفصاليون يمارسونها ضد رموز السيادة ووحدته الوطنية بأوروبا ولعقود..

هم مغاربة العالم من كل الأعمار والأجناس.. وبهذه العفوية التي فجّرت هذا الارتباط الروحي بوطنهم الأم.. هذا الاستعداد الصّوفي للدفاع عن حدوده وحمايته..

كانت حناجر إخواننا هناك تصدح سماء بارس ولساعات بشعارات بأحاسيس الافتخار والإعتزاز والإنتماء لوطن أبهر العالم بهذا العمل النوعي والمتميز الذي دبّر به أزمة الكركرات…

نعم خرجوا كي يفتخرون بوطنهم.. وبمكانته وحظوته وسط الأمم والشعوب..

تظاهروا البارحة من أجل تقديم الشكر والإمتنان لجيشنا الوطني الصامد الصامت.. ولقيادته الرشيدة..

خرجوا من أن يقولوا للعالم بأننا مغاربة ونفتخر.. ببلدنا

مغاربة ومستعدّون للدفاع عن بلدنا..

هي رسائل تظاهرة  البارحة هناك بباريس والتي أزعجت الجميع وخاصة حكام الجزائر ووسائلهم الإعلامية التي اعتبرت التظاهرة تشويش على بعض الانفصاليين الصحراويين كما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية وغيرها من الأبواق..

نعم خروج المغاربة أمس بساحة الشهداء بباريس وبتلك القوّة والصلابة فاجئ الجميع وأربك حسابات النظام الجزائري الذي كان يسوّق لفكرة أن قضية الصحراء مرتبطة ( بالمخزن والملكية بالمغرب فقط) ليكتشف بأن المغاربة قد يختلفون في كل شيء إلاّ الوطن..

نعم لقد انتهى عمل الدراري.. كما قال أحد المتظاهرين وبكل الوثوقية وهو يرفع صوته عاليا ( عاش المغرب.. عاش الملك.. الصحراء مغربية.. عاشت القوات المسلحة الملكية..)..

لم يكن يستطيع أحد من المغاربة أن يرددوا هذه الشعارات إلى حدود البارحة وخاصة في اسبانيا التي تحولت خلال كل السنوات منصة التظاهر الخاص بالانفصاليين.. وبمناصرة القوى المدنية والسياسية والاعلامية هناك.. وخاصة بأقاليم الباسك وغيرها..

اليوم تغيّر كل شيء.. بتغيير قواعد اللعبة… وبانتصارات دبلوماسية ساحقة.. وتعزيز موقع دولي محترم.. جعلنا جميعا نتقاسم ونحتفل كمغاربة هنا وهناك بهذا البلد الآمن الأمين..

أصل قوّته ووجوده..

وأصل عدوانية الغير عليه..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد