معاناة الطبيب الداخلي بأكادير  لاتنتهي، بسبب الإقصاء وتفويت المناصب لصالح انتقالات مشبوهة..

إن وضعية الطبيب الداخلي بالمستشفى الجامعي بأكادير أصبحت معروفة لدى القاصي و الداني، فمنذ أكثر من سنتين و نحن ندق ناقوس الخطر حول مجموعة من الاختلالات الخطيرة التي تشوب تكويننا، بدء ا من تعييننا من الأصل في غياب للمستشفى الجامعي، و في ظل وجود مستشفى جهوي يفتقر لأبسط الشروط البيداغوجية لتكوين في التخصص، مما ينذر بكارثة ستكون تبعاتها وخيمة جدا على جودة الطبيب المتخرج من اكادير، و على صحة المواطن بجهة سوس.

ولعل ما زاد الطين بله، التجاوزات التي بتنا نشهدها مؤخرا في حق الطبيب الداخلي و حقوقه البديهية، فالإدارة تريد حرماننا من حقنا البديهي في التخصص و هو الحق الذي أقرته الوزارة الوصية بمحضر اتفاق وقع سنة 2011. متحججة بدعوى عدم وجود الطاقة الاستيعابية داخل بعض التخصصات المطلوبة. قد يبدوا الأمر في ظاهره معقولا، لكن هذه الإدارة هي نفسها التي توافق على تنقل أطباء من مدن أخرى لشغل نفس التخصصات التي تحججت قبلها ب بعذر الطاقة الاستيعابية، و ذلك على حساب أبناء أكادير الذين اختاروا طوعا اجتياز مباراة التخصص في مدينتهم، بل الأدهى من ذلك هو ولوج أطباء من أوروبا الشرقية لنفس هاته المصالح لتلقي تكوينهم و لا و لا نستقوي بعذر الطاقة الاستيعابية للمصالح إلا أمام أطباء أكادير دون غيرهم.

إن درجة السخط و الإحتقان لدى الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير قد وصلت إلى درجات قياسية، و رغم ذلك، لا زال الأطباء يمارسون قدرا كبيرا من الحكمة و ضبط النفس و لا يريدون الانزلاق وراء الاستفزازات المتكررة للإدارة، و أو إعطاء التهم الجاهزة لأي جهة كانت، لكن هذه الوضعية التي طفت إلى السطح تبقى غير مفهومة، فكيف يعقل أن الطبيب الداخلي الذي اجتاز بكل استحقاق مباراة الداخلية ، و أفنى بعدها سنتين من عمره في خدمة جهة سوس في مستعجلات الحسن الثاني و في باقي المصالح، حتى يخول له اختيار التخصص الذي يرغب فيه، و هو الذي قدم درسا في العطاء و التضحية أثناء الجائحة كلما طلب منه الأمر. الطبيب الذي اختار طوعا الرجوع إلى أحضان جهته، و خدمة مواطني بني جلدته، يتم التنكر له، و إقصاؤه في مدينته و داخل مستشفاه، و تفويت المناصب التي من حقه لصالح انتقالات مشبوهة .

إن المقاربة الأحادية و سياسة الإقصاء التي تنهجها عمادة كلية الطب بأكادير تجاه قضايا الطبيب الداخلي تبقى غير مقبولة، فقد تم قمعنا من حقنا في طرح التساؤلات في مسألة الانتقالات المشبوهة، و الاجتماعات التي تدعوا إليها عمادة الكلية و التي تتناول قضايا الطبيب الداخلي لا تتم دعوتنا إليها، و القرارات يتم اعتمادها بطريقة أحادية دون إشراك المعنيين. وضعية يبدوا أنها لا تثير استهجان الأطباء الداخليين لوحدهم، بل حتى أكثر الفئات الوازنة داخل الكلية عبرت غير ما مرة عن امتعاضها و سخطها من الطريقة التي يتم بها تدبير الأوضاع في كلية الطب بأكادير.

أمام هذه التطورات الخطيرة و الغير مسبوقة التي باتت تشهدها الساحة، يعلن الأطباء الداخليون من داخل إطارهم العتيد اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين ما يلي :

استنكارنا لسياسة الأمر الواقع و المقاربة الأحادية التي تنهجها عمادة كلية الطب و الصيدلة بأكادير تجاه الأطباء الداخليين،
نعلن تشبتنا الراسخ بحقنا في اختيار التخصص كما يمليه اتفاق 2011 بين وزارة الصحة و اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين .
نطرح تساؤلنا الكبير عن حرمان الأطباء الداخليين بأكادير من حقهم في التخصص و اختيار المصالح الاستشفائية بدعوى عدم وجود الطاقة الاستيعابية في مقابل التأشير لأطباء من مدن أخرى لشغل نفس المناصب بنفس المصالح.
دعوتنا موجهة إلى كل الهيئات المجتمعية و المنتخبة من أجل دعم و إنصاف الطبيب الداخلي في قضيته العادلة، و ندعوا كل الضمائر الحية إلى الالتفات إلى ظروف الاشتغال و التكوين التي تهدد مستقبل التطبيب بجهة سوس ماسة، و تنذر بالكارثة إن لم يتم التدخل على العجل.
لن نقبل بأي حال من الأحوال إقصاء الطبيب الداخلي و الالتفاف على حقوقه بهذه الطرق المشبوهة، ونعلن استعدادنا إلى تصعيد غير مسبوق في سبيل قضيتنا العادلة و المشروعة.

عن مكتب جمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي بأكادير بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين و المقيمين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد