مسلسل “بابا علي” ونشطاء الحركة الأمازيغية، منطق النضال ورغبة الإبداع…
الحسن باكريم
خص عدد من نشطاء الحركة الامازيغية ( عدد من المناضلين ) وليس كل النشطاء حتى لا نعمم، انتقادات شديدة اللهجة لمسلسل “بابا علي” انطلاقا من ايمانهم ان المسلسل “تشويه وتحريف للعديد من القضايا المرتبطة بالامازيغ وثقافتهم وتاريخهم” هذا الامر من وحهة نظرنا ينطبق على مسلسل “فتح الاندلس”، ولا نظن انه ينطبق على مسلسل “بابا علي” لماذا؟
مسلسل “بابا علي’ لا يتحدث عن الحضارة الامازيغية وتاريخ الامازيغ، كل ما يروج في المسلسل هو ضرب من الخيال للفرجة لا غير باستعمال اللغة الامازيغية(تاشلحيت) ..هو إبداع من خيال صاحب فكرته الفنان أحمد نتما، ومن كان يتابع ما قدمه هذا الفنان من سكيتشات كوميدية خلال تجربته، سيكتشف ان أغلب حلقات “بابا علي” مستنبطة من تأليفاته السابقة في منصات المهرجانات والسهرات، ادن هو ابداع مرتبط بشخص البطل وبخياله وثقافته، التي أضحك بها جماهير كثيرة بمنصات سوس والمغرب، لا يمكن تحميله ما لا يحتمل، هو مسلسل دراما كوميدية شخصياته ووقائعه من خيال المبدع، ولكنه يحمل رسائل، أهمها رسالة الانتاج باللغة الامازيغية الاكثر انشارا بعدة مناطق من المغرب، ومحافظا عليها لانها مهددة، في زمن لم يتمكن المغرب الى حدود اليوم من مأسستها لغة رسمية للدولة، رغم كل المكتسبات التي تحققت لها.
وصلة بهذه الانتقادات ومواقف هؤلاء، فان اغلب الفنانين الأمازيغ او الفنانون الذين يبدعون باللغة الأمازيغية، (لابد ان نؤكد على أهمية معرفة هؤلاء الفنانين ومعرفة أوضاعهم الاجتماعية والثقافية، ونعرف أيضا أنهم حاملين للغة الأمازيغية وحافظوا عليها طوال مدد من الزمان وهي مهددة بالدارجة نكاد نقول انها اختفت من مجالات عديدة بسبب التدريج خاصة في المدن الكبرى)، هؤلاء الفنانون لا يتفقون مع ما يطرحه بعض نشطاء الحركة الامازيغية، لسببين اثنين الاول، لأن الفنان الذي يعمل في التلفزة والسينما والمسرح يريد أن يعمل باللغة الأمازيغية لغته الأصلية، وبأية لغة اخرى يتقنها، هدفه الابداع والعمل(ضمن الخبز و العيش الكريم).
والسبب الثاني عبارة عن سؤال، أي علاقة موجودة بين الفنانين الذين يبدعون باللغة الامازيغية والحركة الامازيغية؟ سؤال غير مفكر فيه عند انتقاد الاعمال الدرامية الناطقة باللغة الامازيغية، لأن الحركة الامازيغية، أو مناضلي القضية الأمازيغية، يشتغلون في حقل (أغلبه مطلبي ذات ابعاد سياسية استراتجية في الغالب) والفنانين يشتغلون في حقل أخر مختلف تماما (حقل الابداع والعمل وهو آني)، فهل هناك من يفكر، من الطرفين، في خلق علاقة بين الحقلين والتنسيق بينهما؟ الامر غير موجود وغير مفكر فيه، كانت جمعية الجامعة الصيفية في بدايتها خلقت جسرا للتواصل مع بعض الفنانين، والتجربة لم للأسف لم تستمر.
خلاصة الكلام أن مسلسل “بابا علي” مهم جدا، نجاحه الباهر في استقطاب الجميع، رسالة قوية، فتحت نقاشا بين النخبة المناضلة والنخبة المبدعة، وحتى لا يتيه النقاش ويكون بدون نتيجة لابد أن نفهم أن فرقا شاسعا وكبيرا بين منطق النضال ورغبة الابداع.
الحسن باكريم
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.