03 – مسارات واتجاهات سينمائية
ونحن نناقش سؤال حضور توجهات و تيارات فنية وجمالية في الإنتاج السينمائي المغربي أود التذكير ببعض الملاحظات المبدئية الأساسية. أولا: عندما نقترح تصنيف فلم ما داخل تيار فني نعي جيدا أنه ليس هناك انتماء خالص مائة بالمائة. فالنوع البوليسي له بعد اجتماعي و التاريخي يكون ملودراميا,,,كل عملية تصنيف هي نتيجة استقراء لتوجه سائد داخل الفلم الذي هو في أخر المطاف قبس من العلامات منفتحة على قراءات متعددة. ثانيا: كل عملية تصنيف متسرعة لا تخلو من شيء من التعسف و غالبا ما تبدو كتطبيق لأسطورة ” سرير بروكوست” حيث يتم تفصيل الفلم على مقاس نظرية مسبقة., ثالثا ونحن نقارب المتن الفلمي المغربي نستحضر مقولة كودار حول الطبيعة الجمركية لبعض الأسئلة (خاصة حول هوية الفلم).
هدا تذكير مبدئي لتاطير هدا التمرين النقدي دو الأبعاد التعريفية المحضة دون أحكام قيمة والتي تبقى نتيجة وخلاصة التحليل. وأعود هنا لأول تصنيف للأفلام المغربية أنجزه التونسي فريد بوغدير في العدد 14 من مجلة سينما اكسيون لسنة 1981 حيث تحدث عن مسارات أربع للسينما المغربية انطلاقا من فلموغرافيا لا تتجاوز انداك 18 فلم طويل. انطلق بوغدير بداية من كون السينما المغربية يتوزعها اتجاهان غالبان: اتجاه السينما التجارية واتجاه السينما الفكرية, ثم بسط دلك في أربع مسارات:
السينما التجارية وساق كنماذج الحياة كفاح لمحمد التازي و احمد المسناوي (1968)+الصمت اتجاه ممنوع لعبد الله المصباحي (1973)+ عندما تنضج الثمار للعربي بناني وعبد العزيز الرمضاني (1968)+ الكنز المرصود لمحمد عصفور (1970)+ القنفودي لنبيل لحلو (1978).
السينما الواقعية : شمس الربيع للطيف لحلو (1969)+ ساعي البريد لحكيم النوري (1979).
السينما الفكرية : وشمة لحميد بناني (1970)+اشركي لمومن السميحي (1975)+ جرحة في الحائط لجيلالي فرحاتي (1978)+ سراب لأحمد البوعناني (1980)+ أحداث بدون دلالة لمصطفى الدرقاوي (1974)
السينما السياسية: ألف يد ويد لسهيل بنبركة (1972)+حرب البترول لن تقع لسهيل بنبركة (1975) + ليام أليام لاحمد المعنوني (1978) .
كتعليق أولي أجد نوع من التعسف المنهجي في إقحام فلم القنفودي ضمن تيار السينما التجارية والحاصل أنه يفتح لمسار نوع من الواقعية الجامحة القريبة من الغرائبية التي ستسم الأعمال الموالية لصاحب القنفودي. لا أتفق أيضا على تواجد فلم ليام أليام في خانة الفلم السياسي والحاصل أنه يميل إلى الحكاية الموثقة ذات البعد الاتنوغرافي.
في كتاب “المرآة والصدى” أطلقت على سينما السبعينات “عشرية سينما المؤلف” لكونها ستؤسس للاتجاه الذي سيظل غالبا داخل السينما المغربية مع تواجد بوادر سينما تجارية في شخص عبد الله المصباحي. و ضمن سينما المؤلف سجلت تنويعات تتجلى في:
- سينما ملتزمة (مواضيع سياسية اجتماعية قوية) وساعية الى الكونية (على مستوى الصورة والكاستنغ الدولي):
- سينما سهيل بنبركة
- سينما تفكيك اللغة والسرد السائدين : سينما الدرقاوي.
- سينما الهوية الثقافية واستلهام الرموز الشعبية: حميد بناني, مومن السميحي, احمد البوعناني…
- سينما الواقع مع بعد اتنوغرافي: الفلم الجماعي رماد الزريبة + ليام أليام…
- وبموازاة مع هدا التصنيف العام للأفلام استنجت تصنيفا خاصا بالسينمائيين لازلت أطبقه مع تطور الفلموغرافية المغربية وهو ترتيب منهجي دون إصدار أحكام قيمة :
- السينمائي الحكواتي (سينما تعتمد القصة السلسة و السرد الشفاف) : عبد الله المصباحي+محمد عصفور.
- السينمائي المحامي (سينما القضية): حكيم النوري+سهيل بنبركة+جيلالي فرحاتي
- السينمائي المهندس المعماري (يؤسس لعالمه الخاص): مومن السميحي+ احمد الوعناني…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.