إحتضنت قاعة الندوات للمكتبة الوطنية يوم الخميس الماضي، حفل تقديم و توقيع الإصدار الجديد: “المغرب و الجغرافيا السياسية للثورات بشمال إفريقيا”للباحث في القانون العام الدولي بجامعة محمد الخامس أنوار مزروب،من إصدار دار القلم، وذلك في إطار الاحتفالات بالذكرى الثالثة و العشرين لعيد العرش و الحادية عشر لتبني دستور فاتح يوليوز 2011 .
أرضية المؤلف استهدفت: المساهمة الفكرية في النقاش العام حول التحديات المطروحة أمام القطاع الإعلامي و الأكاديمي، خاصة المتصلة بما وصفته الكلمة الإفتتاحية للتظاهرة، ضعف حضور هذين القطاعين على “الميديا سكايب”و”البلوغ سفير” العالميين،و ما يخلفه ذلك من عدم اضطلاعهما بواجب دعم السرديات المغربية و المصالح العليا للمغرب و التسويق الخارجي nation branding للإصلاحات الديمقراطية التي ما فتئت الدولة المغربية تباشرها منذ 30 يوليوز 1999 ، و كذا المساهمة الأكاديمية في تقييم و مواكبة السياسات الحكومية، عبر تحليلات متخصصة مفتوحة الولوج حول قضايا الحكامة العامة و الديناميات السياسية بالمغرب و محيطه الإقليمي الإفريقي و الشرق أوسطي و الاورومتوسطي ، حسب منطوق دائما الملف الصحفي للتظاهرة الموزع على وسائل الإعلام.
الأستاذة سعاد التدلاوي، التي قدمت ضمن ذات الجلسة الإفتتاحية بطاقة بيبليوغرافية و تعريفية بالجنس الصحفي للإصدار، أن المؤلف، يعد محاولة رصينة و جادة للإجابة على أسئلة استراتيجية للمغرب من قبيل: أية مداخيل لتصحيح مسار السياسات الفلاحية و المائية بمناطق الواحات غداة قمة المناخ بغلاسكو لتلافي تداعيات الاجهاد المائي و الجفاف،و كيف تحول خطاب المسيرة الخضراء لنونبر 2021 الى توطئة لبراديكم جديد للحوار السياسي المغربي- الاوروبي قبيل الزلزال الذي هز الديبلوماسية الإسبانية،التي باتت داعمة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي بات يحظى بدعم كبير داخل المنتظم الدولي،خاصة غداة صدور القرار الأممي رقم 2602 و توقيع الاتفاق الثلاثي المغربي-الأمريكي -الإسرائيلي التاريخي، و ذلك في أفق تصديق مجلس الأمن النهائي على هذا المقترح كحل نهائي لقضية الصحراء المغربية .
في نفس السياق، ثمن الباحث في التواصل المؤسساتي عادل شوراق ما أسماه ” المبادرة العلمية النيرة بإصدار هذا الكتاب النوعي الذي يرصد الدينامية السياسية التي عرفتها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إبان ما عرف “بالربيع العربي”، و ما أعقبه من تحولات عميقة تستهدف ترسيخ البناء الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية. و أضاف المتدخل أن ” هذا المؤلف القيم بمثابة وثيقة تاريخية توثق لهذه العشرية الحبلى بالأحداث والوقائع ، لما تضمنته من مضامين وطروحات جريئة ومتقدمة، بخصوص بعض المفاهيم المتصلة بالديمقراطية والتعددية والهوية و موقع الأمازيغية في الدبلوماسية الثقافية المغربية، والتي تتطلب تعميق البحث والتمحيص فيها من قبل عموم الباحثين المختصين والمهتمين بهذه الحقبة من تاريخ المنطقة، وذلك بهدف بلورة جهاز مفاهيمي سياسي مغربي أصيل ،متصل بالبيئة المغربية، ومرتكز على مقومات الهوية المغربية الغنية والمتعددة”.كما دعا ذات المتدخل في معرض قراءته للمؤلف إلى خلق مدونات متخصصة على نفس منوال ما هو معمول به بباقي الدول المتقدمة .
من جهته، الدكتور و الخبير في السياسات العمومية و القانون الدستوري، الأستاذ مصطفى السحيمي أكد أن المؤسسة الحزبية فعلا لم تستطع مجاراة طموحات الملك و حركة 20 فبراير خلال العشرية الأخيرة، بل و حتى قبلها، مع عرض المفهوم الجديد للسلطة و الانفتاح السياسي و إلإشارات القوية للدمقرطة للعهد الجديد، مع إعتلاء الملك الشاب محمد السادس العرش سنة 1999, لذلك، يعتبر أن الحاجة ماسة لجيل جديد من الإصلاحات، على أن يكون مضمونها التغيير بإشراف من الأعلى، باعتباره النمط الوحيد الآمن و الفعال، وكذا لأن المؤسسة الملكية هي المؤسسة الوحيدة التي تتمتع بالشرعية الدستورية و السلطة السياسية المطلوبة لفرض هذا التغيير المنشود على ذلك المشهد الحزبي المأزوم، الذي لم يعد لائقا لا بالنمودج التنموي و لا بثابتة الخيار الديمقراطي الذي أسس له خطاب 09 مارس 2011 .
و فيما خص الشق الدولي لعشرية2011-2021 بالمغرب، أكد الدكتور و الخبير في العلاقات الدولية، الاستاذ زكرياء أبو الذهب أن ديناميات اتفاقيات أبراهام و السياسة الإفريقية و تنويع الشراكات التي تقودها الديبلوماسية المغربية في الآونة الأخيرة كلها عناوين لتوجه ديبلوماسية شاملة و مؤثرة. كما اعتبر أن حجم ما حدث مؤخرا بمليلية، يدعو لليقظة الجيوسياسي
التعليقات مغلقة.