مريرت : ميزانية في مهب الريح تطفو فيها الكماليات وتغيب التنمية…
محمد شجيع
في الوقت الذي تعاني فيه مدينة مريرت من تعثر في التنمية على جميع الأصعدة والموت الكلينيكي و الركود الاقتصادي الذي وصل إلى الحضيض تفاجأ الرأي العام المحلي من جديد بخبر تخصيص ميزانية ضخمة (الصورة) لتزيين المكاتب وإعادة تهيئة قاعة الاجتماعات التي تعد على أحسن حالها منذ عهد الرئيس السابق محمد عدال .
القاعة المذكورة متوفرة على جميع التجهيزات والمكيفات الهوائية وهي على أحسن حال فلماذا إعادة تهيئتها من جديد إضافة إلى تخصيص ميزانية لشراء مكاتب للجماعة علما أن تلك المتواجدة حاليا على أحسن حالها إضافة إلى شراء سيارة مصلحة والتي لم نعرف عن أية مصلحة تعنيه هاته الأخيرة.
الجماعة لا تتوفر حتى على شاحنة واحدة لنقل النفايات اذ تتم الاستعانة بشاحنات الرمال لنقل الأزبال وروائح كريهة تخنق الأنفاس خلال مرورها في الأزقة كما تم تخصيص ميزانية مهمة لشراء حاويات النفايات بعد تلك الصفقة المعلومة والخاصة بتدبير قطاع النفايات من طرف شركة أوزون ( 117 مليون ).ولم تعرف بنود هاته الأخيرة علما أن توفير شروط نقل الحاويات السالفة الذكر تبقى عديمة الفائدة.
ومن الملاحظ أيضا تكرير العتاد لمرتين عن أي عتاد يتحدثون هل هو عتاد حربي وما زاد الطين بلة هي تلك الدراسة العامة التي لم نفهم محتواها و اية دراسة هاته ….؟؟؟ إذ استنكرت أصوات حقوقية وجمعوية هذا التوجه خصوصا أن الميزانية انكبت على المكاتب والدراسات وتجهيز قاعة الاجتماعات المجهزة اصلا.
مشروع الميزانية المصادق عليه خلال الجلسة الاستثنائية لمجلس الجماعة الترابية لمريرت بتاريخ 21 ماي 2022 أثار الكثير من الجدل في صفوف الفاعلين والمهتمين بالشأن المحلي حيث غياب ترتيب الأولويات و انفاق الميزانية على مشاريع ثانوية لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تدخل ضمن الكماليات إذ كان حريا أن يتم إعطاء الأولوية للمشاريع ذات الصلة بمشاكل المنطقة وما تعاني منه مدينة مريرت التي احتلت مراتب متأخرة في التنمية البشرية و ظلت عنوانا لحالة الركود الغير مسبوق الذي جثم عليها.
لسان حال جميع الفاعلين المحليين و الحقوقيين و المهتمين بالشأن المحلي يقول إن الميزانية الضخمة تم تخصيصها لأمور تتعلق بالكماليات حيث تم تغييب تمويل مشاريع اجتماعية واقتصادية ستعود بالنفع على المنطقة التي تعاني اصلا من تبعات الجفاف وغلاء أسعار وارتفاع فاتورات استهلاك الماء و الكهرباء علما ان هذا ليس وقت إصلاح القاعات التي هي باحسن حال والمكاتب و المكيفات وتزيين الواجهات واقتناء لوازم جديدة حيث والقديمة على أحسن حالها.
في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع أن تخرج الجلسة بتخصيص الميزانية للتنمية المحلية والنهوض بها حتى لاحت في الأفق مبالغ ضخمة مخصصة لإصلاح القاعات المجهزة اصلا وإعادة اقتناء نفس الاجهزة والقديمة في احسن الاحوال والجماعة في غنى عنها كل هذا يؤكد بالملموس أن مريرت ستبقى وجهة من اوجه الإقصاء والتهميش و تعثر المشاريع التنموية وغياب اي إصلاحات حقيقية … مجالس تدير رحاها وترعاها نخب فاشلة شعارها بطء التنمية وتكريس الانتظارية الى الأزل
التعليقات مغلقة.