بيان استنكاري//
إن المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة والمجلس الوطني وفروع الجمعية الثلاثون من وجدة إلى الداخلة إذ يتابعون بقلق واستنكار شديدين مخرجات مراجعة برامج مادة التربية الإسلامية في التعليم الثانوي التأهيلي كما تم وضعها بين أيدي ناشئة المغرب في الكتب المدرسية الجديدة، لا يسعهم إلا أن يعبروا عن إدانتهم الشديدة لمضامينها المسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم، وهي كتب متزمتة تدعو للتعصب والجمود والتطرف ولا تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية والتي تعتبر مكونا من المكونات الأساسية لهوية أمتنا المغربية بدء بأجدادنا الأمازيغ ومرورا بكبار فلاسفة العالم كابن رشد وبن باجة وبن طفيل وبن عربي.. ووصولا الى معاصرينا من أمثال محمد عابد الجابري وعبدالله العروي وعبد الكبير الخطيبي وغيرهم وإسهامات الفكر الفلسفي المغربي المشهود لها قديما وحديثا في الثقافة الإنسانية الكونية. كما أن هذا الخيار يعتبر تراجعا عن المكاسب الديمقراطية والحقوقية والحداثية التي ناضل من أجلها المغاربة ولا يزالون.
والمكتب الوطني إذ يقف بعد الدراسة والتحليل على مختلف الجوانب السلبية التي تمس مادة الفلسفة تربويا وأخلاقيا في خرق سافر لمباديء الدستور والميثاق الوطني للتربية والتكوين ومبادئء حقوق الإنسان والطفل كما صادق عليها المغرب دوليا والتوجيهات الملكية في هذا الصدد، فإنه يدين:
– التوجهات الرسمية للدولة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ويحملهما المسؤولية التامة في الدفع بالبلاد والتعليم إلى الفتنة والتطرف من خلال التأشير على كتب مدرسية متزمتة ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف وتهيؤها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين.
– نذكر الدولة المغربية بأن هذه الإختراقات الإيديولوجية الخطيرة للمدرسة المغربية تسير عكس الإختيارات الإستراتيجية التي تبنتها والمتمثلة في الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان وتشجيع الإسلام المغربي المعتدل والوسطي والمتسامح بما لا يعرض مستقبل المدرسة والبلد للخطر في ظل مناخ إقليمي مهيأ للعنف والتطرف والإرهاب.
– نذكر الدولة المغربية بالتزاماتها الدستورية والدولية بحماية الفلسفة وتشجيعها تشجيعا للحق في حرية التعبير والتفكير باعتبار الفلسفة حقا إنسانيا كونيا لا يجوز المساس به.
– ندعو الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية للتراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية وسحبها من التداول المدرسي درء للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية، ومراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية وذلك بحذف مجزوءتي الإيمان والعلم والإيمان والفلسفة والحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية والإبستمولوجية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين وصون المدرسة من الصراعات الإيديولوجية والتقاطبات المذهبية.
– ندعو الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني إلى محاسبة المؤشرين على هذه الكتب المدرسية المتطرفة والتي لا تراعي منهاج مادة التربية الإسلامية نفسه والداعي إلى الوسطية والإعتدال والتسامح واحترام الآخر والدعوة إلى إعمال العقل وطلب العلم والمعرفة.
– نحمل الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المسؤولية التربوية والأخلاقية والسياسية فيما سيترتب عن تداول هذه الكتب من تنمية للفكر الظلامي المتطرف في الاوساط المدرسية والجامعية والمجتمعية.
– ندعو وزارة التربية الوطنية ومديرية المناهج والبرامج إلى لقاء عاجل مع المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة لتدارس هذه الوضعية الخطيرة في أقرب وقت.
– ندعو جميع فروع الجمعية ومدرسي ومدرسات الفلسفة بمختلف ربوع وطننا الحبيب إلى تنفيذ وقفات احتجاجية داخل المؤسسات التعليمية في فترات الاستراحة الصباحية والمسائية مرفوقة بشرح دواعيها للإدارة التربوية وللتلاميذ والتلميذات والآباء وأولياء الأمور وذلك يوم الأربعاء 21 دجنبر 2016 مع حمل الشارات الحمراء داخل الأقسام وفي فضاءات المؤسسات التربوية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الاربعاء.
– ندعو جميع فروع الجمعية إلى فتح نقاشات موسعة مع المدرسين والمدرسات والهيئات السياسية والنقابية والمدنية والجمعيات المهنية لشرح مضامين هذه البرامج وتداعياتها الخطيرة على مستقبل المدرسة المغربية وتقديم مذكرات احتجاجية للمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
– ندعو جميع الفعاليات المدنية والجمعيات المهنية والأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني إلى الوقوف صفا متراصا في وجه الغزو الوهابي التكفيري لبلادنا وتحمل المسؤولية الكاملة في الدفاع عن مكاسبنا الديمقراطية والحقوقية والحداثية.
– ندعو جميع المفكرين والمثقفين المغاربة إلى المساهمة في اليوم الدراسي الذي تعتزم الجمعية تنظيمه بالرباط لتدارس هذه الوضعية والخروج بتوصيات “إعلان الرباط من أجل الفلسفة” ترفع للجهات المسؤولة والمهتمة بالشأن الفلسفي وطنيا ودوليا.
– ندعو الإعلام الوطني إلى تحمل مسؤولياته في فضح هذه المناورات التي تسعى إلى بث الفرقة والفتنة في الوسط المدرسي والمجتمعي والتصدي لها.
– ندعو مدرسينا ومدرساتنا وعموم المواطنين والمواطنات إلى توقيع عريضة احتجاجية وطنية للمطالبة بسحب هذه الكتب المدرسية.
– ندعو جمعيات الأباء وأولياء الأمور إلى تحمل مسؤوليتها فيما يصنع بمصير أبنائها وبناتها وما يهييء لهم ولهن من مصير ظلامي متطرف.
– نذكر زملاءنا وزميلاتنا مدرسي ومدرسات مادة التربية الإسلامية ومشرفيها ومشرفاتها التربويين أن معركتنا ليست ضد مادة التربية الإسلامية التي نحترم دورها التربوي والتخليقي في المنظومة التربوية بل مع الدولة والوزارة التي تسعى إلى بث الفرقة والخلاف في تكامل أدوارنا التربوية بما يخدم الصالح العام وحاضر ومستقبل ناشئتنا. كما نعبر لهم ولهن عن شكرنا وامتناننا لما أبدوه من مساندة وتضامن معنا في هذه المحنة التربوية، كما نشد على أيديهم/ن بحرارة في تبليغ رسالتهم التربوية النبيلة.
– والجمعية إذ تسجل هذه الخروقات والإنحرافات التربوية والأخلاقية الخطيرة فإنها تعلن أنها لن تدخر جهدا وطنيا ودوليا في الدفاع عن الفلسفة ضد هذا الهجوم الغاشم، كما تحتفظ لنفسها بالحق في تسطير برنامج احتجاجي تصعيدي إذا لم تستجب الوزارة لمطلبها القاضي بسحب هذه الكتب من التداول المدرسي حفاظا على تكامل الادوار التربوية للمواد الدراسية وصونا للمدرسة من كل تشنج هي في غنى عنه.
ملحوظة: الكتب المدرسية المعنية هي: منار التربية الإسلامية للجدع المشترك والسنة الأولى بكالوريا.
المكتب الوطني
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.