وصف محمد زروال نائب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل تدبير ملف احتجاجات إقليم الحسيمة بـ”الارتباك”. وقال زروال في الجلسة العمومية، اليوم الثلاثاء، بمجلس المستشارين إن ” الاتحاد المغربي للشغل يسجل بامتعاض حجم الارتباك والارتجال في تدبير ملف احتجاجات الحسيمة، ولسنا في حاجة للتذكير بحساسية المرحلة، في ظل محيط إقليمي ملتهب الجميع فيه يناصبنا العداء. فالموقف يتطلب جرعات قوية من التهدئة و ظبط النفس، والابتعاد عن خيار التصعيد وحملات الاعتقالات، وأسلوب التخوين والتشكيك والتحريض الذي لن يحبب الوطن لأبنائه ، ولن يعمل إلا على تأجيج نار الحقد والكراهية ،وضرب اللحمة الوطنية الغالية”.
وتابع الكاتب العام للجامعة الوطنية لعمال الطاقة ” مثل هذه الممارسات لم تعد تجدي نفعا أمام تنامي الوعي الشعبي بالواقع المعاش، وماكينة التدجين والتضليل لا تستطيع أن تحجب شمس الحقيقة”.
وأضاف زروال ” لقد عاش المغرب محطات مفصلية للمصالحة مع الذات ،انخرط فيها أجيال من المناضلين الشرفاء في نقاش صريح و مسؤول ، تمخضت عنه توافقات من أجل طي صفحات الماضي الموجعة، وإقرار ديمقراطية حقيقية، والخروج من نفق التحكم والحكرة والتهميش والإقصاء ،توافقات لم يبق منها للأسف إلا الشعارات كعناوين تؤرخ لتلك المحطات. وهكذا توالت الارتدادات والانتكاسات و خيبات الأمل .و تعمقت أزمة الثقة. وما تعيشه منطقة الريف وغيرها من المناطق هو نتاج لكل ذلك، في غياب إرادة حقيقية في التعامل مع المغاربة كمواطنين كاملي المواطنة، وكذا الإصرار على مواصلة التحكم، وضرب استقلالية ومصداقية هيئات الوساطة الحزبية والنقابية وغيرها”.
واعتبر المتحدث نفسه أن “ما يقع اليوم من أحداث، هو ليس للمزايدة ولا ينبغي له أن يكون كذلك. الموضوع خطير ويتطلب منا جميعا حسا وطنيا رفيعا ،و منسوبا عاليا من الحكمة والتبصر، وأن نرجح منهج الحوار الصادق لإنهاء هذا الخلاف، ولن يكون ذلك الحوار مجديا إلا في إطار أجواء هادئة، تهدأ فيها النفوس، وتطمئن بإطلاق سراح أبنائها المعتقلين. تلكم أهم المقدمات الضرورية للإسهام في تنفيس الاحتقان الاجتماعي بالمنطقة،وفي نفس الآن بعث رسائل طمأنة إلى كافة أبناء هذا الشعب ،بأن طريق الإصلاحات الحقيقية لازالت ممكنة، فقط يجب أن تحسن النيات و تتوفر لذلك الإرادة الصادقة”.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=6&v=G581B_m56UI
التعليقات مغلقة.