حاوره الحسن باكريم//
أربع أسئلة للحسين بويعقوبي منسق ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” بكلية الآداب بأكادير:
تستعد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير لاحتضان النسخة الثالثة من ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” ما بين 10 و15 أبريل 2017 بفضاء الإنسانيات. ولتسليط الضوء على هذا الملتقى العلمي الدولي نجري هذا الحوار القصير مع الدكتورالحسين بويعقوبي, منسق اللجنة المنظمة وعضو مختبر الدراسات والأبحاث في الثقافة واللغة الأمازيغية (ليركلا) المشرف على تنظيم هذه التظاهرة.
السؤال الأول : ما هي هوية هذا الملتقى الذي سميتموه ب ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” ؟
” أسبوع الأنثروبولوجيا ” هو ملتقى علمي دولي يطرح للنقاش مختلف المواضيع المرتبطة بالإنسان والمجتمع وفق مقاربة أنثروبولوجيا بمشاركة أساتذة جامعيين من المغرب ومن الخارج. والتسمية في حد ذاتها أي ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” تجعل التظاهرة متميزة وفي نفس الوقت تحيل بشكل غير مباشر على تسميات أخرى مشابهة ك ” السنة السيسيولوجيا ” لايميل دوركهايم أو” ثلاثاء السيسيولوجيا ” المنظم بكليتنا أو ” خميس ايما ” بباريز. “، أسبوع الأنثروبولوجيا ” أصبح اليوم من الأنشطة العلمية الرئيسة المنظمة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بأكادير.
السؤال الثاني : هلا عرفتم بالأنثروبولوجيا كعلم وما موقعها في الجامعة المغربية اليوم؟
الأنثروبولوجيا علم من العلوم الاجتماعية ظهر أساسا ابتداء من القرن التاسع عشر ويسعى لدراسة الإنسان في مختلف جوانبه باعتباره عضوا في المجتمع. وكما يقول كلود ليفي ستراوس ” تسعى الأنثروبولوجيا لفهم ما لم ينقشه الإنسان على الحجر ولم يكتبه على الورق ” ويمكن تعريفها أيضا بالعلم الذي يهتم بدراسة التعدد والاختلاف والمحلي والكوني ويبحث عن إيجاد قواعد عامة لفهم وتفسير الممارسات الإنسانية ثقافية كانت أو اجتماعية.
مند الاستقلال إلى السنوات الأخيرة حوصر هذا العلم بسبب أحكام خاطئة تربطه بالاستعمار فكان ينظر إليه بغير الرضا مع أنه أنتج أيضا خطابا يدعو للتحرر والانعتاق و المساواة بين الشعوب والثقافات، كما أنه علم يرفض التنميط ويطرح أسئلة مزعجة. وهذا ما يفسر عدم وجود شعبة للدراسات الأنثروبولوجيا في أية جامعة مغربية. مند بداية القرن الحالي لوحظ انفتاح على هذا العلم وبدأ يدرس كمادة إما في شعبة السيسيولوجيا أو شعبة الدراسات الأمازيغية، دون إغفال وجود مركز للدراسات السيسيولوجيا والأنثروبولوجيا بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
ويمكن القول أن ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” الذي ينظم سنويا بأكادير وللمرة الثالثة جعل من جامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية تحديدا فضاء رحبا لتطوير ونشر النقاش الأنثربولوجي في الجامعة المغربية في أفق تأسيس مسلك للدراسات الأنثروبولوجيا وتحويله فيما بعد إلى شعبة قائمة الذات. وليس غريبا أن تفتتح بكلية الآداب بأكادير شعبتي الأمازيغية والسيسيولوجيا في نفس الفترة لارتباط المجالين ولاعتبارهما من المقصيين سابقا، كما لا يجب أن نستغرب إن كان مختبر الدراسات والبحث في الثقافة واللغة الأمازيغية (ليركلا) هو المبادر لتنظيم ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” لكون هذا العلم هو الذي حطم أسطورة التفاضل بين اللغات والثقافات والشعوب وسمح خطابه العلمي بالاعتراف باللغات المهيمن عليها والمقصية بناء على تصورات خاطئة.
كما أن هذا العلم هو الذي يسمح لسكان شمال إفريقيا عموما والمغاربة خصوصا، سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو العربية أو بلغات أخرى, بالوعي بانتمائهم لنفس الفضاء الثقافي الذي تعتبر الثقافة الأمازيغية من محدداته الأساسية.
السؤال الثالث : ما جديد النسخة الثالثة من ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” ؟
بعد الدورة الأولى التي تمحورت حول ” أنثروبولوجيا البحر الأبيض المتوسط “(2014-2015) و النسخة الثانية حول ” تصوير المجتمع ” (2015-2016) اختارت الدورة الثالثة (2016-2017) موضوع “المقدس في شمال إفريقيا : رؤى متقاطعة “. والهدف من طرح هذا الموضوع هو إعادة فتح النقاش حول المقدس باعتباره من المواضيع الكلاسيكية في الدراسات الأنثروبولوجيا والبحث في طبيعة حضوره و تمثلاته لدى شعوب مختلفة في الماضي والحاضر وفق مقاربة مقارنة. ولذلك سيتم التطرق لهذا الموضوع طيلة أسبوع كامل من خلال 15 مداخلة تناقش المقدس الطبيعي والأضرحة والمقدس لدى المسلمين سنة أو شيعة ولدى اليهود بالإضافة لمداخلات نظرية حول مفهوم ” المقدس “.
وبالموازاة مع هذه العروض النظرية تمت برمجة ورشات تكوينية لفائدة الطلبة المسجلين في مختلف أسلاك الدكتوراه في العلوم الاجتماعية حول ” معنى الأطروحة ” و ” تقنيات البحث الميداني ” و” كتابة مقال علمي ” و” استثمار الأرشيف المكتوب ” إلى جانب معرض للصور عنون ب ” الأركان المقدس ” بالإضافة لرحلة علمية لمنطقة تازروالت وسيدي احماد أو موسى و دار اليغ.
السؤال الرابع : ماذا عن شركائكم هذه السنة ؟
إلى جانب رئاسة جامعة ابن زهر وعمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير اللتان توفران الظروف الملائمة لنجاح هذه التظاهرة هناك شركاء في هذه الدورة وهم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومركز جاك بيرك للعلوم الاجتماعية ثم مدرسة العلوم الاجتماعية العليا بباريز التي يحضر منها أيضا إلى جانب الأساتذة المشاركين مجموعة من طلبة الماستر في الأنثروبولوجيا. ومن المحتمل جدا أن يلتحق شركاء جدد في السنوات المقبلة لنجعل من ” أسبوع الأنثروبولوجيا ” موعدا سنويا لكل المهتمين بهذا المجال سواء من المغرب أو خارجه.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.