محسن فكرى يجدد المطالب السياسية للريف

احمد-الدغرني
بقلم احمد الدغرني//
حضرت مسيرة يوم10دسمبر2016 ذكرى مرور أربعين يوما على طحن محسن فكري بالحسيمة وكان لازما ان أكتب للناس مايلي:
لم يكن الذين طحنوا محسن فكري بآلة طحن الأزبال بمدينة الحسيمة يعرفون انهم صنعوا حدثا تاريخيا من مطحنة الأزبال سيغير كثيرا من الأمور السياسية بالريف وربماالمغرب وشمال افريقيا ككل ،يتجلى في صنع بطل جديد وهو هذا الشاب المسمى محسن، وهو محسن برهن على إحسانه بما يفوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المزعومة، لم يكن يظن أحد من الناس أن هذا الشاب الذي اشتهر الآن ببائع السمك، سيحسن الى الفقراء والمظلومين والمحرومين من حرياتهم بدمه ولحمه وحياته وهو أقصي مايملك، ولم يكن الذين صلبوا المسيح منذ 2000 سنةيعرفون أنه سيُصبِح رجلا يصنع أناس تمثال صلبه من الذهب والفضة والجواهر ويعلق في اعناق ملايين الرجال والنساء والأطفال ويصنع من الخشب والرخام لينحت في ساحات وحدائق ومقابر ملايين الناس في العالم يسمون المسيحيين،
ولم يكن الذين حضروا زمن ملك بني اسرائيل ابراهيم الخليل منذ حوالي 3000عام عندما قرر ذبح ولده أن ذبح الولد سيعوض بذبح خروف ليصبح ملايين الناس يخلدون قتل هذا الولد بذبح ملايين الحيوانات تخليدا لذكراه كل عام يسمون مسلمين.
قتل محسن وكان محظوظا بموته، لأن الطبيعة الريفية من جبال ووديان وبحار وأرض وسماء ومجتمع وسياسيين تحتاج الى بطل جديد ليس من الأبطال الذين نصبتهم أموال المخدرات والمهربين، وولاة مخزن الرباط، ولا من احزاب الفساد،الذين يلهثون وراء المال والمناصب، لينشروا ثقافة الكذب السياسي وتبرير سرقة ثروات الشعب، وهو محظوظ، لأنه إنضم الى قائمة الأبطال التي لايستطيع أن ينضم اليها من يملكون القصور والبواخر والحسابات البنكية ويسلطون على الناس أجهزة القمع ،على شواطئ وميناء الحسيمة ان لم نقل كل شواطئ الريف وغيرها…
حمل الشباب في ذكرى وفاة محسن صورته، مع صورة البطل التاريخي مولاي موحند(الخطابي) وهاتان الصورتان لاغير، ورفرفت في ساحة الشهداء وشوارع الحسيمة رايتان فقط راية الخطابي وراية الأمازيغ، ووجودهما معا بالريف يدل من الناحية السياسية على تجديد مفهوم وحدة الشعب بإرادة الجماهير ، ومفهوم سيادة الشعب على أسس عميقة وأصول تاريخية حقيقية،لم يؤسس لها الاستعمار الفرنسي ولا الإسباني ، ولم تؤسس لها الحركة الوطنية التي اكلت ثمار الاستعمار من يمينها ويسارها وامتلكت قوة الحكم المخزني منذ سنة1912الى اليوم كما لم يؤسس لهامختلف أنواع غزاة شمال أفريقيا الى حدود تاريخ ظهور العلم ألأمازيغي سنة1996 بعد حرب طويلة ضد راية الخطابي منذ سنة1917.
وهناك بالريف الآن عودة قوية الى التاريخ الحديث والقديم وعلينا أن نفهم بهدوء ووعي مايجري لكي لا يقع الشعب في الأخطاء التي وقعت في معالجة ملف الصحراء بانتهاج سياسة شراء العائدين من مناطق نفوذ البوليساريو….لأن الشعب سيغلق أسواق شراء العائدين من الحركات الإنفصالية،
شبابنا اليوم بدأينطلق من مبدأسيادة الشعب كما يريدها هذا الشباب، الذي يريد ان يفرض السيادة الشعبية في الحياة اليومية، و في طقوس الحياة والمماة….وفي تنظيم تسييره للشأن العام وخلق لها ابطالها وبطلاتها ورموزها ولجانها التنظيمية وقياداتها السياسية ،وعلى من له ذكاء ورؤية علمية أن يفهم كيف يصنع الشعب سيادته الجديدة؟ وأن الرموز المخزنية بدأت تزول منذ20فبراير2011……

ولم يحضر رسميا ممثل أي حزب سياسي بالمغرب ولارئيس نقابة عمالية مراسيم تخليد ذكرى موت محسن لأن جماهير الريف تجاوزتهم يوم لاينفعهم المخزن ولا صحافة مأجورة…ولا انتخابات مزيفة٠٠٠٠٠
قدم الى الحسيمة لتخليد ذكرى وفاة محسن فكري نساء ورجال جاءوا من مختلف جهات المغرب تجمعهم بالريف وكل مكان في الدنيا راية الأمازيغ ولغتهم وهويتهم وتاريخهم، التي أضيفت لأول مرة في التاريخ الى مراسيم جنازة الكاتب والفنان محمد شاشا، بمدينة “راس الماء”وجنازة محسن فكري بعد أن أبدعتها الجماهيرفي مراسيم الدفن الجديدة التي مورست في دفن الشهيد عمر خالق بمدشر اكنيون ikniwen سنة2016وعلى من يفهم أن يدرك أنها طرق جديد ة يلتقي حولها آلاف الناس على نفقتهم وستكون هي مراسيم الموت والحياة في المستقبل يتمناها اليسار واليمين وسينضمون اليها لأنها رموز ومراسيم من صنع الشعب
وأن يدرك المغاربة والمغربيات أننا نحن الذين جئنا لتمجيد وتخليد ذكرى محسن لسنا ريفيين لكننا مدفوعين بسبب مايجمعنا معهم من لغة وهوية تاريخية وراية أمازيغية….وهى عناصر وحدتنا معهم، وهي وحدة مميزةوجدنا جذورها القديمة في المرابطين والموحدين وخاصة المرينيين الذي أسسوا دولتهم بالريف وحكموا سوس والصحراء والجنوب الشرقي وكل شمال افريقيا….
هناك رموز تاريخية في مدينة الحسيمة تمثل التسامح الديني على مستوى طقوس الدفن هي من ارقى ما يمكن أن يعرف في منطقتنا وهو المقبرة التي فيها ثلاثة أديان تجتمع موتاها في قطعة أرضية واحدة، يحيطهاسور واحد،تضم المسلمين والمسيحيين واليهود في مقبرة واحدة، بدلا من عزل مقابر اليهود،والمسيحيين عن مقابر المسلمين كما هو الحال في كثير من الإماكن بالمغرب بسبب تأثير الميز الديني….. والشباب يسعى الى تسامح وتساكن ليس فيه قهر ولاسيطرة،ويريدون دولة وسلطة تنبثق منهم وتحترم ارادتهم ليقبلوها وليس لتقبلهم، ويعترفون بها وليس لتعترف بهم….
وعلى المخزن الحالي أن يفهم أن معالجة العلاقة مع سكان منطقة الريف لن تنفع معها سياسة فرنسا وإسبانيا الخاسرة في معركة انوال سنة 1921 والمنتصرة بعد ذلك بتواطئ السلاطين مع قياد الاستعمار من المغاربة،ولن تنفع معها سياسة المخزن سنة 1958 ولاسياسةمخزن1984 لان تلك الفترات المظلمة لم تكن فيها الراية الأمازيغية ولا كان فيها شباب يتقن التواصل بالوسائل الحديثة،ويتوفر على قيادات سياسية درست السياسة المخزنية وعرفت كيف تتغلب عليها،ويتوفر على تضامن واسع مع الشعب خارج الريف وخاصة مع الأمازيغ،وهم شريحة من الشعب لها امتداد مهم في صفوف أجهزة الدولة ولا يمكن علاج المشاكل بسحق الشعب فحذار من سياسة طحن الشعب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد