ظهرت حديثا فئة شبابية مكونة من ثلاث شبان مهتمين بالموسيقى الأمازيغية، كوّنوا مجموعة فنية افتراضية أطلقوا عليها إسم ” أدرار أمارك ” أي موسيقى الجبل، كناية عن الفن الموسيقي الذي تزخر به جبال سوس والحوز، لاسيما وأن نسبة كبيرة من رواد الفن الأمازيغي نشأوا وزاولوا فنونهم بالمناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والصغير.
نشأت هذه الفرقة وتوهجت في مواقع التواصل الإجتماعي، على الرغم من أن اشتغال أعضائها بشكل جماعي بدأ منذ أوائل العقد الثاني من الألفية الثالثة (حوالي سنة 2012). ففي ظل التدابير الإحترازية التي وضعتها البلاد لمكافحة وباء كوفيد 19 المستجد والحد من انتشاره، فكر أعضاء هذه المجموعة في إنجاز عمل فني افتراضي (عن بعد) كان الهدف منه فقط تعزيز الروابط والعلاقات الفنية التي كانت تجمع بينهم، وتم اختيار أول أيام عيد الفطر لسنة 2020 كموعد لإطلاق أول شريط فني مصور وموضب باعتماد القطع الموسيقية المنجزة عن بعد. وبالفعل، نُشر العمل على صفحاتهم بالفايسبوك، ولم يقف عند حدودها، بل تعداه إلى صفحات خاصة بمؤثرين آخرين، ولوحظ تسجيل نسب مشاهدة عالية جدا، لم تكن متوقعة، مما دفع بالشباب إلى التفكير في إعداد قناة خاصة بهم، يعملون من خلالها على مشاركة أعمال فنية عبارة عن إعادة أداء لمعزوفات مختارة من الفن الأمازيغي بطرق حديثة (الكوفر)، نالت هي الأخرى إعجاب فئات عريضة من المتابعين، تمخض عنها ترك تعاليق مشجعة ومنوهة بجودة الأعمال التي تنجزها الفرقة، وتوصيات ببذل المزيد من الجهود، وتكثيف الإشتغال لتوسيع القاعدة الجماهيرية، خصوصا أن النمط الموسيقي الذي تشتغل عليه الفرقة، والأساليب التي تنهجها يعجبان غالبية المتتبعين. والدليل على ذلك، نسب المشاهدة التي تتطور بشكل ملحوظ، قس على ذلك الأعداد المشجعة للمشتركين في القناة الرسمية أدرار أمارك.
يُجمع أعضاء المجموعة على أن الهدف الرئيسي من قيامهم بهذه الأعمال هو الإنخراط في التعريف بالموروث الفني الأمازيغي إسوة بباقي الفنانين الأمازيغيين ذائعي الصيت، ثم العمل على إحياء موسيقى الرواد وإعادة الإعتبار إليها وتكريس روح التغني بها وبقيمها في الأوساط الفنية الحالية ولدى الأجيال المقبلة.
ومنذ تأسيس هذه المجموعة الإفتراضية في فترة الحجر الصحي، يسهر أعضائها على اختيار أعمال فنية بإمكانها تعزيز حب الجمهور وكسب المزيد من إعجابهم وتنويهاتهم.
وجدير بالذكر أن أفراد هذه الفرقة يشتغلون على شكل متباعد جدا، حيث أنها تتكون من الشاب خالد أيت الحسان العازف على آلة الرباب والذي يقطن بمدينة تافراوت، والشاب محمد أمين الذي يعزف على آلة البيانو والمنحدر من تافراوت ويقطن بمدينة أكادير، بالإضافة إلى الشاب جمال البوقعة الذي ينحدر من أكادير ويعيش بمدينة الراشيدية، حيث لم تكن المسافات الفاصلة بينهم أبدا عائقا أمام إبداعاتهم ومنجزاتهم الفنية في ظروف الأزمة الآنية.
بقلم، جمال البوقعة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.