مجرد أسئلة في سؤال كبير : لماذا المتظاهرون لم يحركوا ساكنا؟

بقلم سدى علي ماءالعينين// * 
لا يتظاهرون بالمغرب وخارجه وهم يحملون الأعلام الوطنية، قلنا هذا ليس تفسيرا بأنهم إنفصاليون،
يتظاهرون حاملين أعلام جمهورية الريف غير مكتفين بالأعلام الامازيغية ذات الرمزية الثقافية، قلنا هذا ليس تفسيرا بأنهم إنفصاليون،
يتظاهرون بالخارج لتدويل القضية، و ووالد الزفزافي متحمس لكل داعم مهما كانت دوافعه،من جهات ومؤسسات ومنظمات تتربص بالمغرب قلنا هذا شأن اب مكلوم في ولده، وغيره كثيرون من أسر المعتقلين يجلسون في أحضان وطنهم يبحثون عن قنوات التسوية التي لا يقبلون فيها غير الحرية للشباب،
ان يتم التظاهر على تراب دولة أجنبية دفاعا عن المحكومين في مظاهرات الحسيمة، قلنا حق مشروع،
وان يقول والد الزفزافي ان حرق العلم الوطني في الوقفة تم من طرف متسللين مدفوعين من جهات تريد إلصاق تهمة الإنفصال بهم…امر وارد،
أنا أريد فقط أن أستفسر بكل وطنية صادقة كما هو متعارف عليها عند كل الأوطان وكل الأمصار :
نفترض ان هذه ” الخنزيرة” الجالسة وبيدها ولاعة وهي تشرع في حرق علم المغرب بفرنسا، هي مدسوسة ولا علاقة لها بالمتظاهرين،
إذا فلماذا هؤلاء المتظاهرون المحلقون حولها حاملين أعلام جمهورية الريف و تيفيناغ، لم يحركوا ساكنا لمنعها من حرق علم بلادهم المغرب الذي يحملون جنسيته،؟
كيف وقف المتظاهرون يتفرجون بتشفي كما تبرز ملامحهم وهم يعاينون علم بلادهم يهان أمام أطفال أبرياء يصورون المشهد بهواتفهم؟
ملتقط الصورة نفسه، ألم تتحرك فيه وطنيته وينتفض ضد ” الخنزيرة” لمنعها من حرق علم بلده؟
أنا لا ألمح لشيئ من قبيل تكريس تهمة الإنفصال في حق المتظاهرين، لكنني بكل تأكيد حريص ان اتكلم بقواعد القيم الكونية التي تؤكد أن المواطنين مهما لحقهم حيف من وطنهم وحكام وطنهم فإنهم لا يقايضون الحكام بوطنيتهم ومواطنتهم وبحبهم لعلم بلادهم ومقدساته،
” وطني وإن جار علي عزيز”
لن يجد من يدفعه غضبه للمس برموز بلده وطنا يأويه، فالذين مزقوا جوازات سفرهم و نادوا بإسقاط جنسيتهم، لن يجدوا بلدا يحضنهم لكنهم بكل تأكيد سيجدون من يأويهم ومن يعطف عليهم كمنبوذين فوق الأرض.
انا كمواطن مغربي :
لا يهمني من حرق علم بلادي، فقد يكون فعلا كما قال والد الزفزافي، مدفوع من جهات تريد الإساءة للمتظاهرين،
لكن ما يهمني لماذا المتظاهرون لم يحركوا ساكنا و بدوا منتشين بالمشهد المقرف لتلك ” الخنزيرة”؟

*فاعل مدني أكتوبر 2019 بمدينة اكادير


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading