متى يسكننا الوطن “ليبيا”حتى نسكنه…
هذا البلد الغريب الذي تقوم فيه الديكتاتوريات الإرهابية والمرعبة ويستكين سكانه من الخوف والرعب للديكتاتورية ولمدة إثنان وأربعين عام،
هذا الوطن الذي ينصاع لحكامه ويتنكر حتى لماضيه ولتراثه الثقافي وينسى أصله،
هذا الوطن يظهر فيه اليسار ويظهر فيه اليمين المتطرف فيؤيد اليسار أحيانآ وليرجع في مساره متحالفآ مع اليمين ليصف اليسار ب ال”ملحد” ويتعود بالله منه مرات ومرات.
ينقلب العسكر على النظام الملكي الرجعي والمتخلف، ويفرح الشعب بهذا الإنقلاب العسكري الغامض والذي ليس له وضوح في إتجاه سياسي معين فهو عسكري ومسلم وقومجي عروبي وضد ما يسمى الرجعية،ثم يتظاهر بالإشتراكية ولينقلب إلى أعتى ديكتاتوريات المنطقة.
يسأم الشعب من الديكتاتورية الطويلة الأمد حتى أنها أعتبرت من أعتى الديكتاتوريات التي أصابت حتى البلدان المجاورة، وينفجر ظاهريآ مناديآ بالحرية والديمقراطية ويقدم الضحايا من الشباب،
وتتشكل عصابات من المجرمين والقتلة ويتنكر لليمين ويكفر اليسار ويتشوق الشعب لرجوع الملكية المتعفنه وأدهى من هذا يتحسر على أيام الديكتاتورية العسكريه.
يتولى زبانية النظام العسكري تحت مظلة التسامح والعدالة الإنتقالية مناصب قيادية وتخطيط المستقبل المجهول لحماية مصالحهم وتعبئة جيوبهم.
أكثر من هذا يتقدم العسكر والمنهزمين الذين حاولوا السيطرة على البلاد وتعاملوا مع الأجانب من العروبيين والجيران والأوروپيين لا بل حتى إبن الديكتاتور الذي أطاحوا به في إنتفاضتهم (التي كانوا يسمونهاالثورة المجيدة) عليه وعلى نظام أبيه، تقدم للترشح وبكل جرأه مناديآ بحقه(الدي كان طامعآ في الحصول عليه بالوراثه من أبيه) في هذا تحت إسم العدالة الإنتقاليه وحقه كمواطن ليبي والذي كان يهدد بأصبعه الذي بتره أنصار الإنتفاضة ضده وضد والده الديكتاتور وهو مازال مطلوبآ في المحاكم.
الآن كل من العروبيين والإسلاميين والأفاقين ينتظرون تسوية حساباتهم للسيطرة الأبدية على هذا الوطن حتى وإن نكروا تاريخه وماضيه….
هؤلاء حفتريون وسيفيون قذافيون وعقيلة صالحيون والمشريون والمصريون وهاذوا باشاغويين ودبيبين ومنهم من ينتظر مجيء السيسيون والإماراتييون(1).
كلهم يلتقون في نقطة لقاء واحدة هي أنهم نسوا الوطن ليبيا ولا يواجهون حقيقة أنهم لايعملون لصالح هذا الوطن الذي لم يسكنهم لحظة من وجودهم فيا ترى متى يسكنهم ليسكونوه…
محمد شنيب, طرابلس شهر مايو 2022.
هامش:
1)الحفتريون هم حفتر وعصاباته،سيفيون قذافيون هم سيف القذافي ومن معه وعقيلةصالحيون والمشريون هم جماعة الأفاق عقيلة صاح وخالد المشري و هم من يدعون تواجدهم الشرعي البرلماني والمؤتمر الوطني وعملاء مصر وتركيا وجميع “ساسة البلاد” العملاء لمصر والسعودية الوهابية ودويلة الإمارات ودويلة قطر وتركيا
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.