عبّر عدد من الفنانين الأمازيغ في سوس عن غضبهم لـ”إقصائهم” من الاستفادة من بطاقة الفنان المهني، بعد قيام وزارة الثقافة بتوزيع الدفعة الأولى من البطائق الجديدة.
الممثل والمخرج رشيد أسلال انتقد ما سمّاه “إقصاء الفنانين الرواد الأمازيغ المنتمين إلى سوس” من الحفل الذي نظمته وزارة الثقافة بالرباط يوم الثلاثاء الماضي، واصفا البطاقة المهنية للفنان، في تدوينة نشرها على صفحته بـ”فيسبوك”، بـ”البطاقة المُهينة”.
أسلال قال في تصريح لهسبريس إنّ “وزارة الثقافة منحت البطاقة المهنية لفنانين أمازيغ، لكنها لم تمنحْها لكثير من الأسماء البارزة التي سبقت إلى الميدان الفني”، مضيفا أن “المشكل هو إقصاء رواد سوس من حفل توزيع البطائق الجديدة في الرباط”.
بدوره، انتقد الممثل حميد أشتوك “إقصاء” الفنانين الأمازيغ المنتمين إلى سوس من الاستفادة من بطاقة الفنان المهني، وعلق على الموضوع بسخرية قائلا: “أنا الضوسي ديالي غاندفعو لوزارة قطاع الطرق، والرزق على الله، أما الثقافة أورسيتنغ تعتارف (وزارة الثقافة لا تعترف بنا)”.
الممثلة المعروفة فاطمة بوشا اشتكت بدورها من عدم استفادتها من بطاقة الفنان المهني، وكتبت معلقة على الموضوع في “فيسبوك”: “أبارك للفنانين المستفيدين، أما أنا فلا أتوفر على بطاقة الفنان. أتمنى من مسؤولي الوزارة أن يسلموها إلي”.
وتساءل عدد من الفنانين عن المعايير المعتمدة من طرف وزارة الثقافة للحصول على بطاقة الفنان المهني، معتبرين أن هناك فنانين مغمورين في سوس حصلوا على البطاقة، في حين لم يحصل عليها الرواد.
في المقابل، نفى مسؤولون بوزارة الثقافة والاتصال أن يكون هناك أي إقصاء للفنانين الأمازيغ من الاستفادة من البطاقة المهنية. وأوضح محمد بنحساين، رئيس لجنة البطاقة المهنية للفنان، أنّ اللجنة لم تبتّ بعد في كل الملفات التي توصلت بها، وأنها ما زالت في طور معالجتها.
وقال بنحساين في تصريح هسبريس: “لقد توصلنا بأزيد من عشرة آلاف ملف، ونعالج الملفات التي توصلنا بها بالترتيب، ونتعامل مع الفنان المغربي كفنان، وليس بناء على الانتماء الإثني”، مضيفا: “أنا أمازيغي، ولجنة البطاقة المهنية للفنان تضم جميع الشرائح”.
وأضاف بنحساين أنّ “لجنة البطاقة المهنية للفنان لم تبتّ، إلى حد الآن، سوى في الدفعة الأولى من الملفات، وما زالت تعالج ما تبقى منها، على أن تنهيها قبل الشروع في معالجة طلبات الدورة الثانية التي ستنتهي قبل نهاية السنة الجارية”.
وبلغ عدد الفنانين المستفيدين من بطاقة الفنان المهني، في دورتها الأولى، 2065 فنانا، أما الفنانون الذين لم يجدوا أسماءهم ضمن لائحة المستفيدين، “فذلك يعني إما أن ملفاتهم لم تدرسها اللجنة المكلَّفة بعد، أو إنها ناقصة يتعين تتميمها”، وفق إفادة رئيس اللجنة.
وبالنسبة للفنانين الأمازيغ المتحدرين من سوس، فقد بلغ عدد المستفيدين منهم من البطاقة المهنية للفنان 124 فنانا، وفق اللائحة التي نشرتها المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة سوس ماسة.
وفي الوقت الذي عبر فيه عدد من الفنانين الأمازيغ بسوس عن “إقصائهم” من الحصول على بطاقة الفنان المهني، قال محمد بنحساين: “هذا غير صحيح على الإطلاق. إذا كان الفنان مستوفيا للشروط المطلوبة، فسوف يحصل على البطاقة، ونحن لم نُقْص أحدا ولا نتعامل مع الملفات على أساس إثني، فحتى الفنانون الأجانب المقيمون في المغرب استفادوا من بطاقة الفنان المهني”.
من جهة ثانية، يرى التجاني الحمزاوي، مهتم بالشأن الفني الأمازيغي، أنّ لوائح الفنانين المستفيدين من البطاقة المهنية للفنان، يجب أن يُعاد فيها النظر، من أجل إضفاء المصداقية عليها، من جهة، واحترام المعطيات الشخصية للفنان.
واقترح الحمزاوي، في رسالة وجهها إلى مقررة لجنة البطاقة الفنية، خديجة الإدريسي، أن تتم كتابة الاسم الكامل لصاحب البطاقة، واسمه الفني، ومهنته الفنية أو التقنية، ولغة الإبداع عند الاقتضاء، مع سحب رقم بطاقة التعريف الوطنية في لائحة النتائج، باعتبارها من المعطيات ذات الطابع الشخصي المَحمية قانونيا.
محمد الراجي
وبالرغم من أنّ وزارة الثقافة تتيح للفنانين الذين لم تُقبل ملفاتهم، حق الطعن، فإنّ التيجاني يرى أن يقتضي “الإعلان عن لائحة الطلبات المرفوضة، وأسباب الرفض لكل حالة، مع الإعلان عن تاريخ انطلاق وانتهاء أجل الطعون من طرف اللجنة المشرفة على معالجة الملفات، وتبسيط مساطر الطعن، بجعلها إلكترونية أو هاتفية”.
التعليقات مغلقة.