تم، يوم أمس الثلاثاء، بجماعة العطاوية (إقليم قلعة السراغنة)، إطلاق آلية متنقلة موجهة لزراعة الزيتون.
وسيستفيد الفلاحون العاملون في سلسلة الزيتون على صعيد هذا الإقليم، بفضل هذه الآلية التي تندرج في إطار “مبادرة المثمر”، التي أطلقتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، سنة 2018، من ورشات، طيلة ثلاثة أيام، تتمحور حول الترويج لأفضل الممارسات الفلاحية والتقنية والحكامة، ولا سيما تحليل التربة والتخصيب المعقلن والممارسات الفضلى وتقليم أشجار الزيتون، وكذا التدبير المعقلن للري.
وتم وضع رهن إشارة الفلاحين، فريق من المهندسين والمستشارين الزراعيين، من أجل تزويدهم بالأدوات الضرورية للمساعدة في تحسين إنتاجية ومردودية محاصيلهم.
ولم يأت اختيار جهة مراكش – آسفي لإطلاق هذه الآلية بالصدفة، بل لكون إنتاج الزيتون في 2019-2020 بالجهة قدر بنحو 283 ألف طن (أكثر من 18 بالمئة من الإنتاج الوطني) مقابل 223 ألف طن في الموسم السابق، أي بارتفاع بلغت نسبته 21 بالمئة.
وتندرج آلية “المثمر المتنقل” الموجهة لزراعة شجر الزيتون في إطار استمرارية الآليات المتنقلة، التي تم تنظيمها منذ شهر شتنبر من سنة 2018، وتهدف، على الخصوص، إلى نشر الممارسات الفلاحية الفضلى التي تحترم البيئة، ولا سيما التخصيب المعقلن، القائم على مسار تقني علمي مندمج، وتحفظ وتعزز العلاقات مع الفلاحين وتقرب “حلول الفلاحين” منهم.
ويتعلق الأمر أيضا بتشجيع استخدام تطبيقات “@tmar” و “T@swiq” وربط الفلاحين بشركاء مصنعي وموزعي الأسمدة وشبكاتهم من البائعين.
وقال مدير “المثمر”، نوفل روديس، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مبادرة المثمر تقودها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية منذ شتنبر الماضي، من أجل ترسيخ النهج العلمي أكثر، والذي يشكل جوهر المبادرة، مبرزا أنه سيكون بإمكان مؤسسة التعليم العالي هذه في إطار هذه المبادرة، من ضمان الربط بين البحوث التطبيقية والمنظومة الفلاحية، قصد المساهمة في وضع نماذج للتنمية الفلاحية مستدامة وشاملة.
وأضاف أن هذه الآلية المتنقلة الموجهة لزراعة الزيتون، تساهم في الدينامية الفلاحية الوطنية، بفضل الاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر”، وذلك من أجل فلاحة مستدامة وذات كفاءة بيئية في المغرب، موضحا أنه من بين مستجدات هذه الدورة هناك ورشات التحسيس، والمواكبة لتدبير الموارد المائية، والتي سينشطها خبراء من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وتطمح آلية المثمر المتنقل إلى مواكبة أزيد من 1800 فلاح من أربع جهات، هي جهة مراكش – آسفي وبني ملال خنيفرة، والشرق وفاس – مكناس.
وبحسب المكتب الشريف للفوسفاط، فإن مبادرة المثمر خصصت أكثر من 4 آلاف 700 منصة تطبيقية لشجر الزيتون منذ العام 2018، في إطار تطوير سلسلة الزيتون.
وأوضح أن برنامج المنصات التطبيقية مكن من تحسين المردودية من 18 بالمئة إلى 22 بالمئة، في حين أن برنامج الإنتاج المندمج المعتمد في المنصات التطبيقية لزراعة الزيتون مكن من تحسين هامش أرباح الفلاحين من 28 بالمئة إلى 34 بالمئة.
وعلاوة على ذلك، فقد مكن استخدام الأسمدة المناسبة وتأطير الفلاحين من قبل المهندسين الزراعيين لمبادرة المثمر على مستوى المنصات التطبيقية الخاصة بالزيتون، من تعزيز تقنيات التخصيب المعقلن وبالتالي تحفيز الطلب على الأسمدة الباطنية (4 صيغ جهوية للزيتون، 12 صيغة إقليمية وأكثر من 430 صيغة خاصة تم إنتاجها على مستوى نقاط بيع “سمارت بلاندر “.
التعليقات مغلقة.