بقلم: ذ/ الحسين بكار السباعي//
مبادرة جلالة الملك اليوم ، فاتح رمضان الأبرك و بقصر فاس ، برهنت على مدى حرص جلالته على التفاعل مع انشغالات شعبه وانتظاراته خلال هذه الفترة الحرجة التي يمر منها الوطن والعالم ، وعلى الهوة التشريعية بين مختلف قوانين ونظم الحماية الاجتماعية وحيف في التغطية التي تضمنها وعدم استفادة العديد منها خاصة الحرفيين وبعض المهنيين ومحدودي الدخل .
إن إعطاء المبادرة للنتائج المتوخاة ، دشنها جلالته اليوم و التي تعتبر بكل المقاييس ثورة إجتماعية وبداية عهد جديد توحد فيه جميع نظم التغطية الاجتماعية، لتستفيد منها كل فئات الشعب المغربي التي كانت محرومة منها لسنوات ، والتي أظهرت أزمة كوفيد 19 هشاشتها وعدم فعالية بعضها المتعلق بالتغطية الاجتناعية لفئات معينة ، بل والتهرب من التصريح بالاجراء والمستخدمين وانعدام المراقبة وترتيب الجزاءات عن ذلك ، ناهيك عن الحرمان والمستقبل الضبابي لفئات كثيرة من المهنيين والحرفيين والمياوميين ودوي الدخل المحدود والذي ازيلت عنه الغشاوة اليوم ، بتفعيل مطالب تحقيق العدالة الاجتماعية، والتي ستتحقق بتوفير الحماية الاجتماعية لكل المغاربة، و تعميمها على جميع الفئات الاجتماعية.
اقرأ أيضا…
المثقف العربي بين العولمة والتربيةالجابري: عربي أم مغاربي؟حقوق الطفل والإعلام بالمغرب أية قراءة؟
وعودة الى التاريخ القريب فقد ذكر الملك محمد السادس، بخطاب العرش لسنة 2018، للتعجيل بإعادة النظر في منظومة الحماية الاجتماعية، التي يطبعها التشتت، والضعف في مستوى التغطية والنجاعة.
إن الوقت قد حان، لإطلاق عملية حازمة، لتعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة ، خلال الخمس سنوات المقبلة، فالمجتمع المغربي يعاني من عدم تفعيل هذا الإجراء والحكومة المغربية يجب أن تفكر في برنامج عمل مضبوط ابتداء من يناير 2021، بدءا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، والتعويضات العائلية، قبل توسيعه ليشمل التقاعد والتعويض عن فقدان العمل ، ليكون بذلك اليوم 14 ابريل 2021 المتزامن مع فاتح رمضان الابرك ، الانطلاقة الفعلية لكل ما حملته خطابات الملك من انشغالات واهتمامات بالمعضلة الاجتماعية للمواطن المغربي .
إن دقة المقترحات الموازية للمتطلبات الانية والمستقبلية للمواطن المغربي وضمان كرامته وتخطي آثار الجائحة ، جائحة كوفيد 19، والمبنية على الحكمة والشفافية والعمل على توفير آليات تنزيلها على أرض الواقع.
جاءت بها مبادرة الملكية الانسانية اليوم بفاس لتوضح على العلاقة القوية التي تجمع العرش بالشعب وكون هده المؤسسة هي من تحس بهموم المواطنين.
غير ان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه باستمرار هو :
هل الحكومة المغربية اليوم او حتى حكومة مابعد الانتخابات المقبلة، قادرة على تطبيق توجهات المؤسسة الملكية ؟وهل استعابت احزابنا عمق ما تحمله خطابات الملك ومبادراته من دروس؟
أن التلاحم الذي يجمع الشعب و الملك على الدوام ، مكن من تجاوز جميع الازمات كيفما كانت ، فهو استمرار لثورة ملك وشعب جسدت الرباط القوي الذي به تتقوى لحمة الأمة المغربية .
واليوم والحمدلله وامام التفاهم الدي يبليه الشعب المغربي رغم معاناته مع الفساد وتطلعه الى غد افضل تتكافئ فيه الفرص وتفعل فيه المحاسبة التي بها قادرون انشاء الله على تجاوز الأزمة و بكل مسؤولية وإنجاح كل المبادرات .
*محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان
التعليقات مغلقة.