“مبادرة” السيسي زيادة العدوان وتدخل في شؤون ليبيا

ظهر العقيد رئيس مصر  السيسي وبرفقتة البيدقين الليبيان العقيد حفتر والمسمي نفسه “المشير القائد العام للقوات المسلحة الليبية”  والمدعي رئاسة الپرلمان الليبي “عقيلة صالح” صباح أمس في منظر مخزي له ولرفيقيه محاولآ خداع العالم وبطريقة تدل عن النجاسة والسداجة السياسية والتي ينطبق عليها المثل الليبي ” إللي يتحشموا ماتوا” أو كما يقول مثل عربي  “إن لم تستحي فإفعل ما تشاء”.

ظهر ليعلن ما سماه “مبادرة” مصر لحل الأزمة الليبية بعدما حققته قوات حكومة الوفاق الوطني من إنتصارات على ميليشيات “حفتر” في عدة مواقع في ليبيا

أي مبادرة هذه التي تصدر  من الطرف المعتدي ليس على طرابلس فقط بل على ليبيا ككل وأن تصدر من طرف هو أصلا من المشاركين في خلق الأزمة الليبية وتقديم كل الدعم ل “حفتر” و “عقيلة صالح” ؟؟؟

مبادرة كان ممكن لها أن تكون حقيقية وصالحة لو أقنع هذا الدخيل بيدقيه بالذهاب إلى مدينة”غدامس” في أپريل 2019  والجلوس مع بقية الليبين في محاولة لتقديم تصور لايجاد حل للأزمة الليبية ولكن موقفه آن ذاك  هو وبقية مجموعة “الشر العربي” (المملكة الوهابية السعودية ودولة الإمارات العربية ودولة الأردن” الذين قاموا بدفع “حفتر” وميليشياته وبمباركة “عقيلة صالح” لغزو طرابلس عاصمة ليبيا الأبدية وخلق بذور الكراهية بين الليبين.

“مبادرة” لو قام بالضغط على بيدقيه في المؤتمرات التي عقدت في أماكن عديدة من دول العالم وبإشراف الأمم المتحدة ( أو بالأحرى الدول أو الأوطان المتحدة )* آخرها كان في “موسكو” ثم “برلين” حيث طلبت دول “الشر العربي” من حفتر عدم توقيع إتفاقية الهدنة والفرار من البلدين.

هذا السيسي الذي زادت حدة طمعه من إغراق الشعب مصر الدولة المجاورة لليبيا من الشرق، في ديون متراكمة ومأهولة بخلق مشاريع وهمية ثم إدخالها في حرب خاسرة في ليبيا بتأييده للعقيد “حفتر” الذي تعود على  مذاق الهزيمة في تاريخه منذ أيام حرب التي وكله بقيادتها ديكتاتور ليبيا السابق “القذافي” في ثمانينات القرن الفارط.وكان العقيد السيسي في هذه الحرب “الليبية” قد قام بإعطاء  السلاح والعتاد الحربي وأحيانآ العساكر** وما يسميه الإستشارة العسكرية واللوجستية ..

هذه “المبادرة” الأضحوكة تذكرني وبالذات قي هذا الشهر شهر يونيو  بديكتاتور مصر “جمال عبالدالناصر” القومجي العروبي الذي تبنى الكذب في حربه مع دولة إسرائيل في  شهر يونيو 1967.غير أنه وبعد إعترافه بالهزيمة النكراء التي عانتها مصر،خرج على التلفزيون ليعلن إستقالته ولتقوم مخابراته بدفع الجماهير للخروج في الشوارع لتنادي ببقائه وليبقى حتى الموت رئيس مصر.

وها هو السيسي يحاول لملمة الهزيمة النكراء التي تعرض لها “حفتر” و”عقيلة صالح” في محاولة للحفاظ على ماء وجهه أمام الشعب المصري الجار  ومحاولة الحصول على بعض ما يمكن الحصول عليه في ليبيا بالطرق المراوغة،متناسيا مواقفه كلها التي كان يصرح بها علانية بتأييد “ميليشيات حفتر” والوقوف معها وبدون أي إعتبار لقرار غالبية الليبين.

إن الليبيين لن ينسوا تحالفه مع الدوله الوهابية ودولة الإمارات العربية  حيث قامتا بإرساله إلى رئيس الولايات المتحدة لإقناعه بإعطاء التأييد لقائد الهجوم على طرابلس بعد قيامه بالهجوم الذي قام به في 04.04.2019 كما أن الليبين لن ينسوا مواقفه المخزية في جميع المؤتمرات التي كانت تقام لمناقشة القضية الليبية وكيف كان يكرروبكل وقاحة موقفة المؤيد ل”ميليشيات حفتر” والتي يسميها حفتر “القوات المسلحة العربية الليبية” وفي واقعها ليست إلا مرتزقة مجمعه من مرتزقة دول العالم من روس وجنجاويد والسودان والتشاد.

السيسي ليس له الحق لتقديم أي مبادرة لإحلال السلام في ليبيا فهو مشارك في جريمة قتل الليبين وليس له الحق في التدخل في الشؤون الداخلية في ليبيا والليبيين يرفضون هذا التدخل السافر والوقح ويرفضون الجلوس مع “حفتر” و”عقيلة صالح” العملاء وقادة الهجوم الفاشل على العاصمة طرابلس.

لمن المؤسف أن يحاول السيسي الهروب من مشاكله في مصر بالتدخل في ليبيا تاركآ مشكلة الساعة بالنسب له ولمصر والتي يجب أن يجد لها حل فوري حل  مع دولة أثيوبيا أي مشكلة سد “النهضة” ويحل مشاكله مع عصابات داعش في سيناء بل أن يستخدم ليبيا كحجة وكمخرج للهروب من مواجهة مشاكله وينتبه إلى شعب مصر الفقير المتفاقمة مشاكله في البطالة وعدم الحصول على العيش الكريم***

ليدع تحالف “الشر العربي” (الوهابية السعودية والإمارات العربية ومصر والأردن) بتحالفهم مع فرنسا وروسيا واللتان خانتا شعارات ما قامت ونادت بهما الثورة الفرنسية والثورة البلشفية التي كانتا منارتين للإنسانية جمعاء.

وسيقوم الليبين ببناء ليبيا الوطن الذي سيعيش فيه الليبين كشعب ليبي واحد في ظل الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة وبجميع  حقوقها وواجباتها التي سيكفلها لهم الدستور لكل المواطنين الليبين بعيدآ عن عسكرة الدولة وعن الأدلجة السياسية بكل أنواعها.

محمد شنيب //طرابلس// 07.06.2020

هوامش :

*لقد تعرضت في الأسبوع الفارط إلى إسم الأمم المتحدة معتبرآ إياه ترجمة خاطئة في مقال سابق.

**حسب ما قالته قوات حكومة الوفاق أنها قبضت على جنود مصريين في بعض المعارك مع ميليشيات حفتر المتعددة الجنسيات،وكذلك حصولها على أسلحة مصرية من ميليشيات حفتر

***يوجد ما لا يقل عن مليوني عامل مصري يشتغلون في ليبيا ويعيش من خلفهم في مصر عائلتهم..


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading