مالك الفايسبوك العبقري يسقط في فخ سوار مزيف لحمايته من القرش

بالنظر لكونه قد صنع موقع فيس بوك وأداره بنجاح طوال أكثر من عقد ونصف من الزمن، فمن الواضح أن زوكربيرغ شخص ذكي بالضرورة، ووصفه بعبقري تقني ليس مبالغة أصلاً بالنظر إلى ما فعله. لكن المشكلة هي أن حتى أذكى الأشخاص في العالم قد يقعون في أفخاخ الاحتيال عندما لا ينتبهون كفاية. والآن يبدو أن زوكربيرغ قد انضم إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالانخداع بسوار يدعي أنه يقدم تقنية مميزة.

السوار المقصود هو Sharkbanz الذي ظهر على معصم مارك زوكربيرغ ضمن فيديو أخير نشره على حسابه على إنستجرام. وفي الفيديو يقوم زوكربيرغ بركوب الأمواج مع الرداء المناسب والسوار الذي يدعي أنه يطرد القروش بعيداً في يده. حيث أن السوار يدعي أنه يصنع حقلاً مغناطيسياً قوياً كفاية ليشوش على أسماك القرش ويبعدها بفضل مغناطيسين ضمنه. ومع كون السوار يكلف 84 دولاراً فهو باهظ دون شك (ولو أن سعره لا يفكر به حتى من قبل شخص بثراء زوكربيرغ) مما يعزز من مظهره كمنتج تقني.

صورة شاركها زوكربيرغ على حسابه على إنستجرام وتظهر السوار.

يعتمد السوار المزيف على فكرة أن العديد من أسماك القرش حساسة للمجال المغناطيسي في الواقع. وبادعاء أنه ينتج حقلاً مغناطيسياً قوياً فهو يؤثر على حساسيتها للمجال المغناطيسي ويدفعها بعيداً عن مرتدي السوار. وبالطبع فقد تم ترويج السوار بشدة من قبل بعض من أشهر رياضيي ركوب الأمواج، وبالنظر إلى الخوف (المبالغ به عادة) من هجمات أسماك القرش، فقد أقبل الكثيرون على شراء السوار كون السلامة لا تقدر بثمن.

لكن هناك مقابل كل هذا مشكلة أساسية كبرى: السوار لا يعمل في الواقع، وليس سوى عامل راحة نفسي قد يكون خطراً حتى. حيث أنه يعطي إحساس أمان لا أصل له مما يؤدي للبعض بالمخاطرة أكثر إلى المياه المعروفة بوجود سمك القرش ضمنها من مبدأ أنهم بأمان تام مع السوار.

في الواقع لا توجد أية دراسات علمية أو اختبارات مثبتة تأكد أن السوار أو أي أداة مشابهة له تقوم بردع سمك القرش أو طرده. وعند استشارة علماء الأحياء المختصين بالقروش كان الرد مشابهاً لرد علماء الفيزياء: لا يمكن لهكذا أداة أن تعمل. حيث أن المغانط ضمنها صغيرة حقاً ولا يمكن أن تولد حقلاً مغناطيسياً يكفي لتشويش حواس أسماك القرش، وحتى في حال تشويشها فلا دليل أن ذلك سيمنع هجمات القرش أصلاً، بل أن هناك حالات مسجلة لأشخاص تعرضوا لهجمات القرش وهم يرتدونها، وبالنظر لكون هجمات القرش نادرة جداً فحتى هجوم واحد كافٍ لجعل هكذا سوار لا ينفع في الواقع سوى كوزن لتثبيت الورق.

بالطبع هذه المرة ليست الوحيدة أو الأولى التي يخدع فيها أشخاص أذكياء ولديهم حتى فرق كبيرة من الموظفين لإدارة حياتهم بهذا النوع من المنتجات. حيث سبق أن خدعت أساور سابقة تعد بنشاط أكبر شخصيات عديدة. كما أن كاشفات القنابل المزيفة خدعت حكومات بضع عشرات من الحكومات لسنوات.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading