ماذا لو كان حزب الله هو قاتل رفيق الحريري؟
تستمر جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري في لاهاي في اجواء سياسية واجتماعية مشحونة جدا في الداخل اللبناني بسبب التداعيات السياسية الكبرى المنتظرة للحكم القضائي الدولي في تورط اعضاء حزب الله في اغتيال رفيق الحريري ، جميع المؤشرات والدلالات الجنائية التي اوردها الادعاء الدولي والتي تتجاوز 3000 قرينة تؤكد على تورط قياديين عسكريين كبار تابعين للجناح العسكري لحزب الله (سليم جميل عياش-اسد حسن صبرا-حسين حسن الاونيسي ومصطفى امين بدر الدين) بتنسيق عالي المستوى مع لقيادة السورية ومباركة من قيادة الضاحية الجنوبية ، فقد كشفت الاتصالات الهاتفية التي تم اكتشفها في محيط جريمة اغتيال الحريري اياما قبل اغتياله في فبراير 2005 وجود شبكة اتصالات بين افراد مجموعة لبنانية بالتنسيق مع المخابرات السورية نسقت لتنفيذ العملية وتوهيم المحققين عبر شريط مزيف لمجموعة ارهابية مزعومة تحملت مسؤولية لاغتيال ليتبين للجنة التحقيق الدولية عدم وجود اي انتحاري في محيط الانفجار وكان الهدف هو تمويه المحققين بعدما تم التلاعب بمكان الانفجار وبالاليات المستهدفة ليلة الانفجار ،وقد سبق لضابط لبناني برتبة نقيب يعمل في قسم المعلوميات في فرع المعلومات اللبناني ان كشف شبكة لاتصالات التي نفذت الاغتيال و حصل على المعلومة الثمينة واعطاها للمحقق الدولي ميليس قبل ان يتم اغتياله في يناير 2008 لينظف الى قائمة الذين تصفيتهم لمحو كل معالم الجريمة الاصلية ، ويتعلق الامر بالضابط وسام عيد الذي اغتالته ايادي غادرة عقابا له على كشفه لمجموعة من المؤشرات التي تدل على الفاعليين الرئيسيين في جريمة اغتيال رفيق الحريري نفس المصير لقاه اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في الامن اللبناني واحد مناصري رفيق الحريري حيث تم اغتياله كذلك سنة 2012 بعد ان كشف خيوط جرائم ارهابية تحاك ضد امن لبنان وتجرا على تفكيك شبكة يقودها الوزير مشيل سماحة احد ادرع النظام السوري بلبنان ، اذ هناك تصفية ممنهجة لكل من حاول البحث في خيوط عملية اغتيال الحريري . فاداعاء المحكمة الدولية ادان كل من القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين احد المطلوبين الرئيسيين دوليا في قضايا الارهاب والاختطاف و محاولة التفجير داخل وخارج لبنان والذي تم اغتياله في سوريا شهر ماي 2016 في ظروف شكك فيها العديد من الخبراء ونسبها البعض الى اجهزة المخابرات السورية التي تسعى جاهدة لاخفاء كل الدلائل التي تورط سوريا في اغتيال الحريري. كما ان بدر الدين صهر لقائد عسكري اخر اغتيل في سوريا قبل ذلك يتعلق الامر بعماد مغنية .
في طريق اقرار الحقيقة والعدالة في لبنان تم اغتيال عدد كبير من الصحفيين والسياسيين والعسكريين اللبنانيين في مختلف الطوائف والمذاهب يجمع بينهما العداء للوصاية السورية في لبنان و مطالبتهم بالتحرر النهائي للدولة للبنانية من نظام الاستبداد السوري اولهم سمير قصير وليس اخرهم السياسي المخضرم الشيوعي الكبير جورج حاوي مرورا بجبران التويني و الجميل و الائحة طويلة من من ذاق مرارة الاغتيال والتصفية الجسدية دون ان ننسى عدد من الناجين باعجوبة من عمليات التصفية كالوزير مروان حمادة و الصحفية شدياق و الوزير الياس المر..وكل هؤلاء المغتاليين والناجين يجمع بينهم العداء للنظام السوري والعمل على عدم التمديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود وضرورة نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وان يبقى السلح ممركزا لدى الدولة وحدها .
يبقى ان نتساءل اليوم : لماذا بقي النظام السوري واذنابه في لبنان احرارا طلقاء لا يابهون باي شرعية دولية ولا بقرارات دولية يقتلون من يشاؤون ومتى يشاؤون ؟ لماذا باع الامريكان والفرنسيون الوهم لقوى التغيير في لبنان بدعوى حميتهم ومساندتهم لكن لا شئ من ذلك حصل ، ؟ . ان المتتبع للمشهد السياسي اللبناني اليوم وللمنطقة الشرق اوسطية عموما سيخرج بخلاصة اكيدة، هي انهزام المحور الغربي وتبخر وعوده مقابل هيمنة المشروع الايراني الروسي على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية بالمنطقة ، ويبدو ذلك جليا في الاوضاع الميدانية في سوريا حيث بقيت المعارضة السورية في مازق كبير بعد ان تنصل الغرب والخليج من وعودهم واعطوا بشار الاسد ونظامه فرصة استعادة زمام المبادرة ولو على حساب جماجم السوريين. نفس التنصل والتهرب من دعم القوى الاصلاحية التحررية اللبنانية قام به الغرب في لبنان حيث تركت الساحة السياسية فارغة امام استقواء حزب الله وحلفائه بالسلاح و الدعم المالي الايراني السخي وتبخرت امال تحقيق القرارات الدولية منها القرار 1559 و قرارات اخرى اممية معلقة في انتظار تغير في التوازنات الدولية.
اذا كان حزب الله اليوم قد تورط في اغتيال الحريري ، فهل يستطيع المنتظم الدولي والشرعية الدولية اجبار حزب لله على تقديم الجناة الى العدالة الدولية ؟ هل سيبقى لبنان والمنطقة رهائن بيد سلاح حزب الله والطيران الروسي ومخابرات ايران ؟ مؤخرا سيطرت الماكينة الانتخابية لحزب الله على المشهد السياسي اللبناني باستعمال الطائفية والترهيب الداخلي والمال الايراني و الدعم السوري و واجبرت اللبنانيين على قبول رئيس لبناني عاجز على المقاس حليف للنظام السوري ، ولكن الغرب بقي صامتا خنوعا خائبا ، هل ما يحدث في لبنان يعني خطة لتسليم قطر ليبرالي اخر الى توجهات دينية بعدما سقط اليمن والعراق في قبضة الايرانيين في صفقة غير مفهومة بين الامريكان والروس والايرنيين؟ .
بقلم : بوبكر أنغير
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.