ماذا تعني قضية الارض لدى ءيمازيغن؟

أزول بريس- لحسن بنضاوش //

تتطلب الإجابة على هذا السؤال الفلسفي، العودة إلى تاريخ ءيمازيغن ومراحل المنشأة وصولا إلى الاشكالات المعقدة اليوم بقضية الأرض .
وقبل تفكيك السؤال، والبحث عن جواب مقنع، لابد من التأكيد على أن الأرض قضية وليست مسألة تتطلب حلولا حسب منطق المسألة الحسابية والرياضيات، بل هي قضية إنسان وقضية وجود وضمان الإستمرارية عبر الزمن وفي مجال جغرافي واضح .
وعند العودة إلى تاريخ ءيمازيغن ، فكل الكتابات تجر إلى فرضية أن أصل هذا المكون خارج إفريقيا فقط من أجل جرده من المجال الافريقي لانه القوة والمصدر، والمعرفة كل الاقوام الأخرى التي أحاطت بالشعب الامازيغي اقتصاديا واجتماعية وثقافيا وحربيا أنه شعب يعتز بأرضه وتربطه به علاقة تتجاوز المادة .
وفي فترة ما يعرف بالسيرة كانت الضرورة ملحة اتحرك القبائل بعد إنتشار ظاهرة سلب الاراضي من طرف الاقوياء وبعضهم باسم الدين والسلطة فكانت خط أحمر لا يمكن تجاوزه فاندلعت الحروب بين القبائل بسبب الأرض .
ومع عهد الحماية، اكتشفت فرنسا عمق العلاقة بين الإنسان الامازيغي ومجال تواجده فاعتمد سياسة نزع الاراضي من القبائل المتمردة والخارج عن السراب الذي كانت تقودها الإقامة الفرنسية بمغرب الحماية، وأنتجت ترسانة قوية من الظهائر من أجل إيقاف قوة الانسان المغربي في أرضه، إستغلال أراضيه الاستعماري .
ولجيش التحرير ارتباط قوي بين الارض والاستقلال، وكان في أدبياته استرجاع الأرض من المستعمر وطرده من المغرب اي من أراضي مغربية ، وهي رسالة تأكيد واضحة لمكانة الارض لدى ءيمازيغن .
وفي الاستقلال، الانشغال الاول والرئيسي لايمازيغن كانت الارض فتم الحرث والزرع والتشجير، واتمام بناء المدرجات ، وحتى المقيمين بالخارج كانوا يهتمون بالحرث بسوريا ومسقيا ويخصصون من ميزانيتهم السنوية حصص كبيرة للأرض تحث مبدأ الواجب واحترام العلاقة بين الارض والانسان عموما .
ومن كل هذا يمكن القول أن الأرض ليست عقارا لدى ءيمازيغن من أجل البيع والشراء ، وتحويله الى معاملات مالية حسب الموقع والأهمية، وإلا ما القيمة المادية لاعالي الجبال والثمن ومناطق نائية جدا يتطلب الوصول إليها أيام معدودات، وكيف يمكن تفسير التقسيم العائلي المدرجات في المناطق الجبلية لامازيغن، إنها قضية وجود بالنسبة لامازيغن، بالارض هي التي تؤكد تواجدهم وتربطهم بالحياة، ويتنفسون من خلالها البقاء والحب والإستمرارية وإثباته الذات .
واعتماد الحركة الأمازيغية الثلاثية المصيرية اللغة والانسان والأرض لم تكن اعتباطية أو صدفة بقدر ما كانت شعار مصيري وثابت وقوية له جذوره التاريخية والكونية ويلخص نضال ءيمازيغن عبر التاريخ .
واليوم ومن أجل تجاوز وحل إشكالية الأرض لدى ءيمازيغن لابد من استحضار هذه العلاقة القوية والازلية والمصيرية بين الإنسان الامازيغي والأرض والتي تتجاوز المفهوم التقني والتجارية والنادي للأرض الى درجة اكثر تعقيدا إنها علاقة الإنسان بداته ووجوده، إنها علاقة الإنسان بالماء والاوكسجين، إنها علاقة بين الحياة والموت .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد