بقلم : تسليت أونزار//
وَعدتُ نفسي
مُنذْ وعَيْتُ وجودي
بأحلامَ طُفوليَّة :
أن أقتنيَ دُميةْ،
ألهو ساعاتٍ طِوالٍ معها
دونَ خَشيةٍ من عِقاب أبي
إذا أهملتُ واجباتي المدرسية ..
و أشاهدُ برامج تَلفزيَّة
خاليةٍ مِن مُخَلَّفاتٍ حربيَّة
أو مسلسلاتِ عاطفةٍ تجاريَّة
تُقنِّعُ كلَّ حقيقةٍ
و تزيدُني قهراْ
بعد كلِّ الذي مرَّ عَلَيَّ …
وعدتُ نفسي
مُنذْ وعَيْتُ وجودي
بآمالَ بديهيَّة :
أن يصيرَ الكونُ أُمَّةْ
تسمو لأهدافَ إنسانيَّة
فتنمحي آثارُ عُنصريَّةٍ
مَزَّقَتْنا إلى شطائِرَ
ضاعتْ معها روحنا الإنسانيَّة ..
و تَزولُ شعاراتُ قوميَّةٍ
قوقعتنا في عباءاتٍ بالية
و عَيَّشَتْنا عل هامِشِ مجدٍ
صَنعهُ سَلفٌ صالحُ
و بكاهُ قرونا، خلَفٌ… ! …
أنْ تحيا الشعوبُ في أمنٍ
دون خوفٍ من غاراتٍ ليليَّة
أو تَدَخُّلٍ في قراراتٍ مَحَلِّيَّة ..
دون خوفٍ
من طَمْسٍ لِلهويَّة
أو تهميشِ أمَمٍ
باتفاقِ قِمَمٍ ثمانية
لمجرَّدِ فقرٍ في البِنْية ..
أن تصيرَ الأرضُ دولةً حقيقيَّة;
تُلْغى جوازاتُ السفرِ
و تسقُطُ حدودٌ
تَراها الآدَمِيَّةُ فعلاً .. وهمِيَّة …
وعدتُ نفسي
مُنذْ وعَيْتُ وجودي
بِعوْدَتِكَ إلَيَّ
مع عَودةِ أوَّلِ سُنُونُوَّةٍ
إلى عُشٍّ بَرَحَتْهُ أمساً
لِأَسبابَ قَهريَّة..
أن نلتَقي بين زُرقَةِ سماءٍ
لِصفاءِ نَوايانا تَعكِسُ،
و هُياجِ بحرٍ
عن عواطفَ بِداخلنا يُعَبِّرُ،
فَيدي إلى يدِكَ تَشتاقُ،
و أصابعٌ تَشتَبِكُ،
و هَدْبُ يَنْسَدِلُ،
و موْجٌ
لِلُقيانا.. يُهَلِّلُ …
بِتَجاوُزِ واقِعٍ جارِحٍ مَنَّيْتُ نفسي
فوجَدْتُ الواقِعَ في عَينَيكَ يحْلُو
و وجَدْتُ الجُرْحَ بِداخِلي، يَتَوَغَّلُ..
أنْ نصيرَ واحداً
عن لِسانِ حَالِكَ أُعَبِّرُ
و عنْ قَضايا بداخلي .. تُدافِعُ
و بِعَودتِكَ إِلَيَّ .. لا أندمُ…
وعدتُ نفسي
و منَّيتُ روحي
بأمانيَ تَغَلْغَلَتْ في صدري
أراها يوماً عن آخرَ
تهجُرُني;
فَلا الطفلةُ،
بِدُميتها .. باتَتْ تكثَرِتُ.
و لا العالمُ،
لِتَغييرٍ فِعْلِيِّ .. يَطْمحُ.
و لا حتى أنتَ،
أراكَ من فهمي تَقتَرِبُ!
نَسَيْتُ آمالي
و مزَّقتُ أوراقي
و لو تمسَّكتُ بأحلامي
لَقادتني نفسي إلى :
كُرْهِ أَبٍ أحْبَبْتُهُ
أو سُخْطٍ على عالَمٍ نَزَّهْتُهُ
أو عِصيانِ رَبٍّ عَبَدْتُهُ!.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.