نعم لليبيا المتوسطية والشمال إفريقية. لا للجامعة العربية لا للقومية العربية.
إن من يسمون أنفسهم الشعوب العربية ومن يسمون أنفسهم أعضاء الجامعة العربية،لا يدركون أن هذا الجسم والمسمى الجامعة العربية قد تم خلقه (ميتآ) في عام 1945 من بريطانيا لضم ما قاموا بتسميتهم الدول العربية.هذه الدول التي ورثت النظام الأحادي وكرسته منذ أن تحصلت الإستقلال وتسيير أمور بلدانهاوكان هذا النظام على مختلف أطيافه سواء كان قبليآ أسريآملكيا أو جمهوريآ عسكريآ.لكنهم كلهم كانوا يلتقون في شيئ واحد أساسه قهر شعوبهم وحرمانهم من تعلم وبناء الديمقراطية والإعتراف بالتعددية بكل أشكالها الإجتماعية والسياسية والثقافية (السمة الأساسية للمواطنة والوطن الحديث)،بل عمقت الديكتاتورية والإرهاب وفتح السجون ومنع الكلمة الحرة والحياة الحزبية الضرورية لتداول السلطة حسب ما تريده الشعوب وما تفرزه صناديق الإنتخابات.
فكانت المملكة الوهابية السعودية الدولة الكبرى في جزيرة العرب ومملكتي العراق والأردن الهاشمية(تيمنآ ونسبة لإسرة النبي محمد الهاشمية)وكانت لبنان دولة “الديمقراطيات الطائفية” التي تختار وتوزع فيها مناصب الدولة على أساس طائفي لا يمت لقدرة المختارين حسب قدراتهم وعطآتهم وسوريا التي سقطت في دوامة الإنقلابات العسكرية منتهية في بحيرة حزب البعث القومي العربي الفاشي،وإنضمت إليهم المملكة المصرية آن ذاك.وكانت مهزلتهم في “وحدة” جيوشهم التي هزمت أمام جيش دولة إسرائيل في عام 1948…ماذا قامت الجامعة العربية تجاه هذه الهزيمة النكراء سوى إصدار بيانات رنانة ولكنها جوفاء ولم تقدم آي حل للمشكلة الإسرائيلية الفلسطينية بل عمقت الخلاف بين الشعب الفلسطيني واليهودي حتى يومنا هذا.وإستشرى اليمين الصهيوني الإسرائيلي في أطماعه وتبعثر الفلسطينيون بين يمينهم ويسارهم مدعيين تكوينهم ل “دولتين” واحدة في غزة بزعامة تنظيم يسمى “حماس” و”دولة فلسطين” بقيادة ما يسمى”قيادة فتح أو جبهة التحرير الفلسطينية” والتي هي أيضآ تعاني من الخلافات المتوارثة بين فتح وما يسمى يسار المقاومة..
وأصرت الدول الكبرى على الزج بدول المغرب الكبير في إدخالها في هذا الجسم الهزيل مستغلة إنتمآت وعواطف المواطنين الدينية والعاطفية ومساعدة للتيار القومي العروبي الأحادي المتقمص لروح الوطنية الكاذبة والتي ظهرت بمظهر المقاوم للإمپريالية العالمية وبالذات في فترة خمسينات وستينات القرن الفارط ؛متمثلآ في حزب البعث والإتجاه القومي العسكري الناصري؛ وكلنا يذكر ما جاء به هذا الإتجاه القومي الأحادي والفاشي من هزائم لكل من مصر وسوريا والأردن ولبنان آيضآ في عام 1967،في حرب الأيام الخمس في يونيو 1967 التي خسرت فيها الدول المحيطة بإسرائيل إجزاء من بلدانها.فخسرت مصر الناصرية شبه جزيرة سيناء (إستردتها في سبعينات القران الفار) وخسرت سوريا البعثية مرتفعات الجولان وهـي الآن جزء من دولة إسرائيل وخسرت الأردن الجزء الشرقي من مدينة القدس وهو جزء من العاصمة الإسرائيلية الآن.
اليوم أين يقف هذا الجسم الهزيل المنهوك المسمى الجامعة “العربية” والتي يجب أن يسمى الجامعة المصرية مما يحدث في بلدان أعضاء في تنظيمه؟ في سوريا حرب تدور رحاها منذ ربيع 2011 وفي اليمن حرب تهدد بتقسيم هذا البلد مرة أخرى إلى شمالي وجنوبي ومازالت تخوض الدولة الوهابية السعودية التي بدأتها مع دولة الإمارات والجارة لليمن هذه الحرب ولمصلحة.. أين يقف هذا الجسم المشبوه.أما في المغرب الكبير تعاني ليبيا بعد الإطاحة بالديكتاتور القذافي من ويلات حرب أهلية تغديها الدولة الوهابية السعودية ودولة الإمارات ودولة مصر السيسي العسكري ويقوم بتنفيذهذه الحرب بيدقهم ؛عقيد تم أسره في حرب التشاد التي قام بها القذافي في محاولة لضم التشاد لسيطرتهم عام 1988 يسمي نفسه هذا العقيد الأسير* ب “الجنرال حفتر”…ضد من يقوم هذا “الجنرال” بحربه؟ مدعيآ بمحاربة الإرهاب في طرابلس؟ ولكنه يقوم ويمارس الإرهاب ضد السكان المدنيين المسالمين مستخدما قذائفه والمسيرة بطائرات إمراتية وقنابل أوروپية وأمريكية الصنع (زودتها له الإمارات)وبإشراف ظباط مصريين ومرتزقة روس وسودانيين خبراء فرنسيين…فآي إرهاب هذا الذي يقوم هذا الجنرال بمحاربته؟؟؟؟
ليبيا ليست في حاجة إلى تدخل مصري وسعودي وإماراتي تحت مظلة وكذبة “العروبة” وما قاله سكرتير الجامع العربية “أبو الغيث” أنهم لن يسمحوا بالتدخل الأجنبي في “العالم العربي”…!!!فأي عالم عربي هذا الذي يتحدث عنه السيد” أبو الغيث” متناسيآ أن ليبيا دولة مغاربية ومتوسطية أفريقية بها مكونات مخطلتة وليست عربية فقط؟؟؟؟ أولم يخطر في بال السيد “أبوالغيث” أن التدخل والدعم المستمر والمركز من الإمارات والسعودية ومصر السيسي الذي يؤكد دومآ تأييده ومساندته لجيش “الجنرال حفتر” هذا هو التدخل الذي بدأ نار الحرب وزاد إشتعالها؟؟؟؟؟ وبالنسبة لنا نحن الليبيين أي تدخل ومساعدة من خارج الحدود الليبية هو تدخل من الدول الأجنبية وخاصة وإن لم يكن نتيجة لإتفاق رسمي بين جهات ومعترف بها رسميآ….!!!!!!أم أن القضية بالنسبة للسيد “أبو الغيث” أو بالأحرى يمكننا أن نسميه “شيخ. قبيلة العرب” أننا مازلنا نعيش في زمن “القبيلة العربية” وأننا لم ندخل بعد زمن الأوطان الحديثة والدول…
لندع الجامعة العربية والمد القومي العربي الفاشل والمشبوه ولنركز على النداء بالوطن ليبيا والمواطنة الحقة، هذا المفهوم الحديث الذي سارت عليه كل شعوب العالم سوى من يسمون نفسهم “العرب” والذين مازالوا مصرين على السير في تخلفهم الأبدي إلى الوراء..
لا شك أن تركيا ذات الأحلام الخرافية ما زالت تسعى لإرجاع خلافة التخلف وتحقيق أحلام “حزب العدالة الإسلامي ” بقيادة “أردوغان” في إسترجاع الدولة العثمانية والتي أدت إلى إستبداد الجهل والتخلف ولفترة بلغت أكثر من أربعمائة عام ما زلنا نعاني من أثارها السلبية ولكن مقاومة هذا الإتجاه “الخلافة الإسلامية” لايتأتى بسيطرة العسكر والفكر القومي العربي والأحادي الفاشي والمتمثل في الجامعة العربية والسيسي ودولة الوهابيين السعوديين ولا دولة الإمارات “الصوفية”.
محمد شنيب
طرابلس 01.01.2020
*كان حفتر قائد الغزو القذافي لتشاد في عام 1988 وتم أسره من المقاومة التشادية.وتم تسليمه إلى وكالة المخابرات الأمريكية.وعاش في أمريكا ما يقارب العشرين سنة التي تحصل فيها هو وأسرته على الجنسية الأمريكية.غير أن القذافي وفر له سكن وإقامة في مصر وعند قيام إنتفاضة فبراير (2011) رجع إلى ليبيا محاولآ إقناع المجلس الوطني إعطائه قيادة الجيش ولم يتمكن من ذلك.
التعليقات مغلقة.