هاج وماج الناس في ذكرى 17 فبراير وسهرت طرابلس ولماذا تغنى حتى الأمازيغ …! بالشهداء اللذين ضحوا في أيام الانتفاضة وأكثر من هذا صرفت الأموال وتقاضاها المشرفون والمطربون وبكل وقاحة على هذه الحالة من الهيجان…
هل تحققت أهداف الانتفاضة التي قمنا بها في فبراير 2011 ؟ وإن تحققت فما هي يا ترى؟
أهي
ما يقوله بقايا الديكتاتور من أهم عائدون ليسموا ليبيا والليبيين الحديد والنار مرة أخرى؟
أم هي فرحة بتلويحهم لعودة ولي عهده سيف والذي كان يهدد ويوعد الليبيين بهذه الأيام المشؤمة؟
أهي الوضع الفوضوي الذي نعيشه اليوم في كل أنحاء ليبيا؟
أهو الأمن الذي يعم البلاد؟
أهو الطوابير التي يتراكم فيها الناس في محطات البنزين؟
أم هو الطوابير أمام البنوك؟
أم هو الغلاء المتفاقم في وقت تنعدم فيه السيولة النقدية وبالذات للشرفاء واللذين هم في حاجة للرغيف؟
ترى هل هي فرحتنا بإنقطاع الكهرباء المتواصلة؟
أهو فرحة المهجرين في بلادهم والممنوعين من الرجوع إلى ديارهم؟
أم هي فرحة المافيا من مهربي البشر والبنزين وتجار المخدرات؟
أم هي فرحة “الضباط في الجيش العربي الليبي” اللذين يقومون بإعدام البشر وبدون محاكمات وأمام عدسات التصوير كما كان يقوم الديكتاتور القذافي وزبانيته؟
ليبيا اليوم ليس دولة وبها ثلاث حكومات متناحرة و”برلمان متسلط” مدعيا الشرعية وميليشيات في يدها كما كان الديكتاتور يقول “السلطة والثروة والسلاح”
حتى الدول “الشقيقة” لا تسمح لليبيين الدخول إليها
ليبيا اليوم بدون قانون إلا قانون الغاب. اليوم ليبيا هي دولة يسود فيها القتل والاختطاف والاغتصاب والسرقة وعدم وجود من يوقف هذه الأعمال الإجرامية؟
هل هو احتفال أم هو عزاء ؟
هل هو عزاء أم غناء؟
ألا يخجل اللذين يغنون باسم 17 فبراير وشهدائها وينسوا الأهداف التي كنّا ننادي بها، ويقومون بمد أيديهم لأخذ الألاف من اللذين يسومون ليبيا الذل والعار ؟ ألا يخجلون من أنفسهم وهم يَرَوْن الليبيين اللذين يتضورون جوعا؟
لماذا الاحتفال وحتى هيئة الدستور لم تتوصل إلا إلى صيغة دستور هزيلة؟
هل نحن أصبحنا شعب “سكيزوفريني” منفصم الشخصية وغابت عنا إمكانية تقييم الأمور وأصبح بإمكاننا الخلط بين الفرح ونحن في حالة حزن وألم؟
لماذا لا ننظر إلى تجربة رواندا في المصالحة الوطنية وأين وصلت اليوم؟
لماذا لا ننظر إلى بذور الديمقراطية في الجارة تونس كيف تنموا وكيف تصارع الزمن وتسيطر تاريخا مشرفا. هل سنعقل يوما ونرجع إلى مسار التاريخ الحقيقي وننفض الفوضى والهمجية ونصبح دولة؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.