ليبيا : الخنوع للعسكر
محمد شنيب
العاصفة التي ألمت بليبيا في اليومين الأخيرين والتي تم تسويقها من طرف الحكومة الوطنية على أنها هي لصالح المواطن من إعادة تصدير النفط الذي كان قد قفله وأوقفه عسكر “حفتر”, وأنه مساهمة في استقرار البلاد وعودة خدمات الكهرباء,وتوفير البنزين في محطات الوقود, لم تكن إلا صفقة تمت بين الحكومة الوطنية والتي هي أيضا مصرة على البقاء رغم أنف الليبيين بشرعية وأي شرعية هده؟
والناظر لهده التمثيلية الساذجة والبسيطة والمثيرة للشفقة للا يرى سوى إلا أتفاق الدي سيمكن سيطرة العسكر تحت قيادة “حفتر” وأبنائه على ليبيا.وإستمرار ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية.
وهدا لاشك أنه سيطيل هده الأزمة والوضع المأساوي في ليبيا ويزيد في نهاية الأمر من عمر مايسمى البرلمان والمجلس الأعلى للدولة….
حفتر ومن معه من الدول قرروا ونتيجة لإحتياجات السوق العالمية إلى إزدياد وجود النفط في السوق العالمية وخاصة بعد نقصه الحاد نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا أنه لابد من إدخال النفط الليبي في هده المعمعة وإرغام الطرف العسكري في ليبيا متمثلآ في العقيد “حفتر” وكذلك إدخال حكومة الوفاق الوطني ممثلة في رئيس وزرائها السيد “عبدالحميد الدبيبية”والدي هو في حاجة ماسة إلى يد العون للوقوف ضد الحكومة المختلقة(1) مما يسمى برلمان “طبرق وعقيلة صالح”, وبإدخال هادين الطرفين في صفقة يستفيد منها هادين الطرفين, طرف “حفتر” العسكري في حل أزمته المالية المستعصية وخاصة بعد أن حليفته الإمارات بدأت تقلص من دعمها المالي له ولميليشياته وفشل حكومة “باشاغا” الدخول إلى “طرابلس” وتوليها والتي كان مخطتآ لها دلك لتمكنه من الدخول إلى “طرابلس”, هدا من جهة ومن جهة كانت حكومة الوفاق الوطني برآسة ” عبدالحميد الدبيبية” ترغب في السيطرة الكاملة على ” طرابلس الغرب” بل كل ليبيا ولو تطلب دلك إعطاء تنازلات ل “حفتر” لضمان بقائها في السلطة, وبهادا قبلت هده الحكومة حفتر….
فهل سيستمر هدا الحل مرحليا وما سيكون تبعاته من التنازل السياسي من قبل حكومة الوفاق الوطني ل “حفتر”؟
بالإجابة على هدا السؤال سيتضح عمالة كل من “حفتر” وإرتباطاته بدويلة الإمارات وزيادة نفودها ومن تمثله من القوى العالمية, وخنوع حكومة الوفاق الوطني وقبولها لإملآت “حفتر” وسيطرت دويلة ألإمارات على النفط الليبي ودلك لضمان بقائها في السيطرة على ليبيا ما امكن لها دلك.
أما بالنسبة للشعب الليبي الدي يعاني من غياب الكهرباء ووجوده في طوابير البنزين التي قد تستمر حتى لأيام وبالذات في هدا الصيف الحار والدي يعاني منه مند سنوات يقف منتظرآ مادا سيعقب هدا من عمالة للدول الأجنبية؟؟؟؟؟؟ فدول الخليج وبالدات الوهابية السعودية هده الدول التي هي الطرف الأساسي في الأزمة الليبية والتي تحالفت مع مصر في تأييدها ل “حفتر” وزودته بالمال والسلاح إبان غزوته على العاصمة وجرائمه التي قام بها في “طرابلس الغرب” وبالذات “المقابر الجماعية” في “ترهونة”
وغيرها من الجرائم كجريمة إختفاء عضوة البرلمان السيدة “سيرقيوة” هدا الإختفاء الدي مازال ولما يقارب ثلات سنوات ولا نعرف حتى الآن أين إنتهى إختفاء هده السيدة البرلمانية ؟؟؟؟ والإعتداء على زوجها وأطفالها وكدلك قتل الحقوقية “حنان البرعصي و”لأن هاتان السيدتان عارضتا وانتقدتا هجوم ” حفتر” على “طرابلس” .
هل ستكون هده الصفقة حلآ لهده الجرائم والتي لن يقبل بها الليبيون؟؟؟؟ ام مادا سيكون رد كل من طرفي الصفقة عن هده الأسئلة, بل كل ما يهمهم هو الوصول لتحقيق أهدافهم الشخصية في تكبيل ليبيا وتحقيق أهدافهم الشخصية والضيقة…..
محمد شنيب
طرابلس يوليو 2022
- تحالف السيد “فتحي باشاغا” مع كل من العقيد “حفتر” والسيد “عقيلة صالح” الدي يسمي نفسه رئيس البرلمان لتشكيل ودلك لتشكيل حكومة لدخول “طرابلس” لتفتح الطريق أمام دخول “حفتر” ولم تتمكن هده الحكومة من دخول العاصمه حتى الآن, مما جعل “حفتر” يعيد التفكير في إعادة الكرة والتحالف مع “رئيس حكومة الوفاق الوطني وإقتراح تغيير السيد “صنع الله” من رآسة المؤسسة ألوطنية للنفط وإستبداله بالسيد “فرحات بن قدارة” الدي كان محافظ للبنك المركزي الليبي أيام الديكتاتور القدافي ثم مرتبطآ ب “حفتر” والحكومة الموازية برآسة “الثني” علاوة على رآسته لمصرف في دويلة الإمارات والتي قد تشير إلى إرتباطه بها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.