انكشف أمر حكومة العدالة والتنمية ومن يسير وراءها، وذلك بخصوص موقفها من القضية الأمازيغية، وما يتعلق بالقوانين التنظيمية المتعلقة بترسيمها وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، التي لاتزال تراوح مكانها بسبب محاولات نواب البيجيدي الإلتفاف على مطالب الحركة الأمازيغية والعودة بهم إلى نقطة الصفر..
العثماني وقبل أن يعرج، أمس الجمعة، على نشاط نظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، قرر القيام بزيارة إلى مقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حيث التقى بمسؤوليه، وذلك للتحدث معهم بشأن القانونين التنظيميين المتعلقين بتنزيل مقتضيات الفصل الخامس من الدستور بخصوص رسمية الامازيغية وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة الامازيغية، وكذا حصيلة ما تحقق في مجال ردّ الإعتبار للامازيغية..
هذه الحيلة انكشف أمرها بعد أن ظهر العثماني مباشرة بعد ذلك، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس للغة العربية الذي ينظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية تحت شعار “نحو استراتيجية وطنية للنهوض باللغة العربية”، ليتضح ان زيارة العثماني لمعهد بوكوس لا يعدو أن تكون مجرّد مناورة ترمي إلى تهدئة الخواطر والحيلولة دون إثارة سخط الامازيغ وغضبهم إذا ما حضر نشاط ائتلاف السيد فؤاد بوعلي، دون المرور بإيركام ولو في التفاتة شكلية..
وسيكون على السيد العثماني، بصفته رئيسا للحكومة، لكي يفند هذا التأويل، أن يقوم انطلاقا من اليوم بالحضور في انشطة الائتلافات والمنظمات والجمعيات التي تعجّ بها الساحة المغربية، لأن زيارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية قد تكون مبررة باعتباره مؤسسة رسمية تم إنشاؤها بظهير شريف، بينما الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، الذي تم تأسيسه من طرف فؤاد أبو علي وإخوته، ليس مؤسسة رسمية بل هو جمعية كباقي منظمات المجتمع المدني، وليس لها وضع يسمو عن باقي التنظيمات المدنية والتي تجعلها محط اهتمام رئيس الحكومة.
ما قام به السيد العثماني، يعتبر محاولة لتوهم الرأي العام الوطني بان هذا الإئتلاف هو في مستوى ودرجة مؤسسة كالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، وهو ما يكشف أن الإئتلاف، الذي يخصه الإخوة في العدالة والتنمية بعنياة فائقة منذ تأسيسه، سيصبح ذراعا او جناحا للبيجيدي داخل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية الذي لايزال قانونه التنظيمي يراوح مكانه شأنه في ذلك شأن القانون التنظيمي المتعلق بترسيم الأمازيغية..
ويأتي حدثا أمس الجمعة، في خضم الجدال الدائر حول لغة تدريس العلوم، وهو ما يؤكد من جهة أخرى أن الحزب يريد إرسال رسائل إلى من يهمهم الأمر ويعطي الإنطباع أن المعهد الملكي ومعه الأمازغ يسايرون البيجيدي في موقفه الرافض لتدريس العلوم ببالفرنسية أو الأنجليزية، وهو ما يتضح من خلال تصريح العثماني أمس الجمعة أمام مسؤولي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بان الحكومة حريصة على جعل المراسلات الرسمية باللغيتين العربية والأمازيغية، وهو ركوب على هذه الأخيرة لتنفيذ سياسة الحزب اللغوية، في وقت يعلم فيه الجميع ان الإخوة يدرسون ابناءهم في مدارس البعثات وفي المدارس الخاصة وأن التعريب لا يعدو أن يكون سوى شعار لدغدغة المشاعر.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.