لنرسخ ثقافة العرفان بالجميل”المهندس الراحل جاك لاري”

مرثية الراحل جاك لاري 
ماذا يمكن أن نركز عليه في مسار الراحل المهندس جاك لاري بعد أن غادرنا في يونيو 2018 ؟

لابد من التذكير بالسياق الذي حل فيه بأكادير :
نحن في مغرب حديث الإستقلال و البلد في حاجة ماسة إلى أطر كفؤة لتسيير بعض دواليب الادارات المغربية التقنية…
و من جهة ثانية، في “أكادير المدمرة” والمنخرطة في ورشها الضخم لإعادة البناء بعد الزلزال؛ كانت الحاجة أقوى في إيجاد أطر مؤهلة تقنيا و تنظيميا لتدبير ورش “المندوبية السامية لإعادة بناء أكادير” والاشتغال في ظروف طوارىء مستمرة :
ورش بأحجام غير مالوفة لدى التقنيين ، بما فيهم المتمرسين، ورش مفتوح باستمرار وبتحديات جهة.
وتنضاف الى هذه الاكراهات المهنية، معظلة الاستقرار في بقعة بجنوب المغرب آنذاك…
في هذه الظروف، سيصل مهندس فرنسي في بداية الكهولة إلى أكادير بعزيمة حماسية لترك بصمته كمهندس (لانجنيور / الهندسة المدنية) و مسلح بعنفوانه، بكفاءته، بإنسانيته وبميزة استعداده للانفتاح على العقلية المحلية (دون استعلاء)،كما كان اعتياديا عند غالبية الأطر الأجنبية، الذين مازالوا سجناء طرح “التفوق الأوروبي”…
وهكذا انخرط هذا الإطار الشاب في مهام متعددة الأهداف :
1) التنسيق بين بعض المصالح في المندوبية كعمل مضن، كان يأخذ منه أكثر من 12س/ يوميا كمعدل بين العمل الميداني في الأوراش و الإجراءات الإدارية في مكتبه…
2 ) هو من وضع الهيكلة الأولية لمصالح العمالة أولا ثم البلدية في نهاية السبعينات…والذي رافق تجربة الديموقراطية المحلية في 1977 (كان سندا مرجعيا ثمينا لأول مجلس اتحادي)
3 ) على يده، تتلمذ كثير من الأطر المحلية سواء في خبايا العمل الإداري أو الهندسي-التقني.
من جهة اخرى، كان مصدرا هاما لجمعيتنا في تدقيق معطيات تقنية عديدة لمرحلة “رمادية” لفترة إعادة بناء المدينة :
أمن حيث أساليب تدبير الرصيد العقاري من طرف العمال والمؤسسات العمومية، سياقات إنجاز أهم البنيات التحيتية وتمويلها، اكراهات إنطلاق بعض المؤسسات العمومية كالمندوبية الإقليمية للسكنى والتعمير نموذجا…

على المستوى الشخصي، استقر في أكادير منذ نهاية الستينات، واستمر بها بعد تقاعده، مفضلا الانزواء إلا حين يخرج لزيارة رفيق دربه وشريكه(المرحوم محمد منيب) في استعادة ذكرياتهما المهنية المشتركة وأسرارهما حول” خبايا” مدينة الانبعاث…
كانت له ملكية ريفية بمرتفعات الاطلس الكبير بضواحي مراكش، ومع ذلك أصر على المكوت بأكادير إلى آخر نفس، في بيته بحي الشرف…رغم إلحاح عائلته للعودة الى بلدته بجنوب غرب فرنسا (بحوض لادوردونيا)…
جزاه الله عنا خير الجزاء.

أمنية خصوصية :
لو حدى غالبية مهندسينا حذوه مهنيا وتفانيا في العمل العمومي غير ب 60% لكانت أكادير أفضل بكثير مما هي عليه…

محمد باجلات، عن مكتب إيزوران نوكادير


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading