لا يتعدّى عددُ الفنانين الذين جرى توشيحهم بأوسمة ملكيّة منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999، اسما واحدا، وهو الفنان الراحل محمد رويشة (نالَ وساما ملكيا بعْد وفاته).
بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، عادَ موضوعُ عدم حُضور الفنانين الأمازيغِ ضمْن قوائم الفنانينَ الذين جري توشيحهم بأوسمة ملكيّة ليُطرحَ بقوّة، في صفحات الأمازيغ على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة وأنَّ الاحتفالات بذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة كانَ لها طابع خاصّ.
وتساءَلَ عدد من الأمازيغ عن سبب عدم توشيحِ أيِّ فنان أمازيغي بوسام ملكيّ، في حينِ أنَّ المغنية دنيا باطمة، جَرى توشيحُها للمرة الثانية، في مناسبتيْن متقاربتيْن. وحسبَ المعلومات التي حصلتْ عليها هسبريس فإنَّ هذا السؤالَ طُرحَ بقُوّة داخلَ الوسط الفنّي الأمازيغي، خاصّة وأنَّ الرصيد الغنائيّ لعدد من الفنانين الأمازيغ يتضمَّنُ أغانيَ وطنيّة.
الناشط الأمازيغي أحمد عصيد قالَ إنّ هناك استياء عامّا وسط الفنانين الأمازيغ، بسبب عدم توشيح أيٍّ منهم بوسام ملكيٍّ على غرار باقي الفنانين خلال الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وأضاف: “لقدْ تلقيتُ عددا من الاتصالات من فنّانين أمازيغ وعدد من الفاعلين الجمعوين من مختلف المناطق، يستفسرون عنْ سبب عدم توسيم أيّ منهم، ويعبرون عن استيائهم من هذا السلوك”.
وتباينتْ رُدودُ فعل الأمازيغ على مواقع التواصل الاجتماعي بين من رأى في عدم توشيح أيٍّ من الفانين الأمازيغ نوعا من “الحُكْرة”، وبيْن منْ رأى في ذلك “إقصاء”، بيْنما أرجعَ الناشط الأمازيغي أحمد عصيد خُلُوَّ لائحة الفنانين الموشحين من اسم أيّ فنان أمازيغي إلى “استمرار عقليّة المَيْز القديمة لدى العديد من المسؤولين الذين لم يأخذوا بعيْن الاعتبار التطوّرات والتحوّلات الأخيرة”.
وضمَّ عصيدُ صوْته إلى أصواتِ المتسائلين عنْ سبب تغييبِ الفنّانين الأمازيغ عن لائحة الفنانين المغاربة المُوشّحين، قائلا: “الذين أعدّوا القوائم استدْعوْا مجموعة صغيرة من الفنانين الذين أدّوا أغانيَ حوْل المسيرة الخضراء بالعربية، بينما عدد الأغاني بالأمازيغية عن المسيرة يتجاوز 60 أغنية، أدّاها فنانون أمازيغُ كبار، لكن لا أحد يتحدّث عنهم”.
وذهبَ عصيدُ إلى القول إنَّ هناك “معيارا ذاتيّا” يتحكم في الموضوع، موضحا أنَّ المسؤولين المكلفين بإعداد قوائم الفنانين الذين يتمُّ توشيحهم بأوسمة ملكيّة ينطلقون مما يعرفونه هم، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار الوطن ككل، موضحا: “بالنسبة لتكريم الفنانين، مثلا، فهم يفكّرون فقط في الفنانين الذين أنجزوا أغاني حول المسيرة الخضراء باللغة العربية، ولا يستحضرون أنّه من الممكن أن يكون هناك فنانون آخرون أنتجوا أغاني بلغات وطنية أخرى”.
واعتبرَ الناشط الأمازيغي عدمَ تضمين لائحة الفنانينَ المُوشّحين بأوسمة ملكية خلال الاحتفالات الأخيرة بذكرى المسيرة الخضراء أسماءَ فنانين أمازيغَ “تقصيرا كبيرا”، غيْرَ أنّه أكد على أنه لا ينبغي القولُ إنَّ المسؤولية تقع على المسؤولين المكلفين بوضع اللوائح، وينتهي الأمر، بلْ ينبغي التعامُل مع الموضوع في إطارِ توجّهٍ عامّ يقود عملهم، بما يضْمنُ مواكبة وتعزيز المكتسبات التي تحققت للأمازيغية وتطويرها.
“فحتى لو أخطأ هؤلاء المسؤلون المشرفون عن وضع لوائح الفنانين الموشحين، فمن الضروري أن يكون هناك من يقولُ لهم عليكم أن تأخذوا في هذه اللوائح بعين الاعتبار عددا من المعايير، مثل تعدد الجهات، والمناطق، والتعددية اللغوية والثقافية”، يقول عصيد، مضيفا: “لابد للدولة ككُلٍّ أن تضع معايير وتفرض على المسؤولين احترامها، وإذا لم توضع هذه المعايير سيستمر الحيف الحالي”.
هسبريس – محمد الراجي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.