لماذا الحرب في ليبيا؟.. أو.. ماذا يريد هذا الحفتري؟

بقلم محمد شنيب* //

إن العسكري الفاشل الذي تعود دائمآ على أن يكون مهزومآ لا يرضى إلا بأن يكون أسيرآ ليحقق هذف العمالة الذي إستأصل فيه…أقول لايرضي بأقل من أن يكون  أسير حرب وكذلك عميلآ لقوى أجنبية لا تنتمي لليبيا الوطن…
إنقلب في مايو عام 2014 على السلطة التي كانت تعيش أزمة دولة ،في بلاد كانت تعاني من الفقر السياسي وفي أمس الحاجة إلى إلتفاف وتأييد أبناء الوطن  ليبيا والوقوف معها لمواجهة المد الإسلامي الذي تزعمه الإسلام السياسي والذي كان قد بداء عرقلة تحقيق التغييرات التي هذفت  إليها إنتفاضة 17 فبراير الديمقراطية، فذغذغته الأحلام الكاذبة بالوصول إلى السلطة والتي كانت كامنة فيه منذ أن عمل مع “القذافي” في الإعداد لإنقلاب سبتمبر 1969
فالإنقلابيون لا يعتبرون إلا تحقيق “الإنتصارات” لهم فقط ولا يدركون ما يقومون به من أعمال مهما كانت نتائجها السيئة (سواء كانت سياسية وإجتماعية وتاريخية) تلك التي تصاحب “إنتصاراتهم”والتي هي ليست إلا هزائم في تاريخ الشعوب(وهنا أتحدث عن الشعب الليبي)…
أعلن هذا الحفتري من جانبه وعلى طريقة كل الإنقلابات العسكرية تجميد الدستور المؤقت وأنه قد بداء في محاربة “الإرهاب”بتشكيل جيشه “العربي”.
-فبأي حق يقوم عسكري متقاعد كان قد تمت هزيمته من قبل التشاديين عندما كان قائدا لجيش “القذافي” الذي كان يطمع في إحتلال دولة التشاد الجارة الجنوبية لليبيا؛ بتجميد الدستور الليبي المؤقت في مايو 2014؟ سوى السيطرة عَل البلاد وليكون زعيمآ وقائدا وديكتاتوريآ على طريقة كل الديكتاتوريات العسكرية التي حكمت الكثير من دول المنطقة وعلى رأسها قائده  “القذافي” الذي حكم ليبيا بسياسة الحديد والنار أو كما كان يردد مثل كل الطغاة الديكتاتوريين “سأقودكم إلى الجنة ولو بالسلاسل”.

-وكيف يدعي محاربته للإرهاب إذا كان قيامه بالإنقلاب هو في حد ذاته عملآ إرهابيآ.أما إذا كان قصده محاربة الإسلام السياسي فكيف يكون هذا وهو يتم تحريكه من وهابي السعودية؛ البلاد التي خلقت ومولت فكر الإسلام السياسي  وبكل أنواعه،و أكثر دول العالم الإسلامي تخلفآ والتي لا تعترف بأبسط حقوق الإنسان والمعمول بها في دول العالم المتحضر وبالرغم من كل ما يقوم به ولي عهدها من تمثيليات ذات المظهر “التحرري” ..وكذلك إرتباطه بما يسمى الدولة “الصوفية” أو دولة قبائل الإمارات العربية” والتي يحكمها شيوخ قبائل متخلفة ولم يمضي على وجودها سوى بعض من
عشرات السنين.  وطواعيته اللامتناهية للعسكري  الديكتاتور الذي يحكم مصر…!!!

-كيف سمى ميليشياته بالجيش “العربي” ؟ فغالبية “جيشه” هم من الشباب الذي لا يعرف ماهي العسكرية ولا ماهي القوانين التي تحكمها؟ ومنهم الكثير من مدمني المخدرات  وخريجي السجون علاوة على إستعانته بالمرتزقة من التشاد والسودان والروس وحصوله على أسلحة أمريكية عن طريق فرنسا والإمارات؟ وأخيرآ وصول فرق من الجيش المصري.؛
ولماذا سمى هذه الميليشيات بالجيش “العربي” متناسيآ تسميته على الأقل الجيش الوطني الليبي..أم أنه ينوي تعميق المد العربي(الآتي من الجزيرة العربية) في ليبيا وناسيآ أن ليبيا بلد به أكثر من مكون ثقافي وإجتماعي وأن إسم ليبيا هو أقدم في التاريخ من قبل أن يحلم سكان الجزيرة العربية ببلاد إسمها ليبيا ويأتي العرب إلى ليبيا تحت غطاء نشر الدين الإسلامي….وأن ليبيا هو الإسم الذي كان يطلق على المنطقة الممتدة من الحدود المصرية الغربية وحتى المحيط الأطلسي.
إرتبط هذا العسكري مع كل من دول الخليج أي بدولة الوهابيين السعودية  ودولة قبائل الإمارات ودولة العسكر المصرية (ولتحقيق أطماع توسعية لهم وجغرافية بالذات لمصر) لتزويده بالمال والعتاد وظل يدمر المدن الليبية لعدة سنوات وللأسف حتى الآن مازال ما يسميه “إرهابآ” قائمآ في هذه المدن سواء كانت في شرق البلاد أو جنوبها؛ولآن ومنذ تسعة شهور يحاول تدمير طرابلس عاصمة البلاد.
هذا العسكري لا يفهم الحس الوطني وكل ما يرغب فيه هو حكم البلاد ولو على جماجم الليبين ليرجع “قذافيآ جدديدآ” وليعث في ليبيا الفساد به وبأبنائه وعائلته وقبيلته..ولتتسع. عروبة الوهابيين والصوفيين والعسكريين.أم أنه ينوي أن يكون “نيرون” الذي إمتلئى سعادة بحرق روما أو “كاليغولا” عم نيرون الذي أرغم أعضاء مجلس الشعب الروماني “الپرلمان”بالركوع إلى حصانه وسط “الپرلمان”…
وبالرغم من أنني شخصيآ أرى أن إتفاقية الأمن والتي وقعها المجلس الرئاسي مع تركية قد تكون منفذ لتحقيق أطماع تركيا التي يحلم بها رئيسها أردوغان في توسيع وإيقاظ “الخلافة العثمانية المتعفنة” وكذلك قد يستفيد منها جماعات الإسلام السياسي في محاولة فاشلة لتحقيق الدفع  بأهذافهم إلا أنها بينت وبكل وضوح ما كان يصبو له ديكتاتور مصر العقيد السيسي عندما قال “إنني لن أسمح بأن تتولى أمور ليبيا دولة أخرى وأنني سأقف مع جيش حفتر”. وكذلك أثبتت أن القوى المتصارعة في ليبيا هي عبارة عن “بيادق” لقوى خارجية ولتحقيق أغراض وأهداف ومصالح خارجية لا تخدم ليبيا.
هذا المغامر لو كان مؤمنآ بمصلحة ليبيا لكان قد قبل الجلوس مع الليبين في أپريل الماضي لوجود حل لما كان يبدو خلافآ بينهم. ولكن طمعه في الوصول إلى حكم البلاد والسيطرة عليها وبإغرآت الإمارات ومصر والوهابية السعودية..
هذا العسكري لن يتوقف على إستخدام آلة الحرب حتى يتم أسره فهو لا يستطيع العيش إلا أسيرآ…ويكرر ما حدث له في وادي “الدوم” في التشاد المجاورة في ربيع عام    1988

ماذا جرت هذه الحرب على الليبيين سوى موت الشباب المغرر بهم وكثرة الضحايا وتهديم البنى التحتية وغلاء المعيشة وإعطاء الفرص للتجار الحروب في سرقة أبناء هذا الشعب وكذلك سرقة أموال الدولة في الصفقات المشبوهة وإغراق ليبيا في الديون في سبيل غناء هذه البيادق من الجانبيين

وهاهو الآن يتلقى حفتر مجددا بوادر الهزيمة ،بعد أن تمت هزيمته في يوليو الماضي بطرده من مدينة غريان، في مدينة ترهونة
*محمد شنيب /ميلانو// أوغسط 2019
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد