لغات التدريس..التوظيف السياسي
ما اثار استهزائي المرير في المقال المعنون ب” لغات التدريس..التوظيف السياسي” المنشور في جريدة الصباح ليومي السبت و الاحد 9 و 10 مارس2019 هو تعدد اقنعة حزب العدالة و التنمية. لكل ظرف سياسي قناع خاص به متناقض مع الاقنعة الاخرى المسايرة للظروف المختلفة و المستجدة، لكن يبقى الثاوي الايديولوجي هو المرجع الذي لا يتغير.
القناع الجديد الذي تقنع به الحزب موهما نفسه انه سيوهمنا بالدفاع عن اللغة الامازيغية في مواجهته للمشروع الجديد في التعليم و المتمثل بتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية و الذي يحاول حزب العدالة و التنمية توظيفه سياسيا لمصلحته الايديولوجية ، يرى الحزب ان: ” قرار العودة الى التدريس باللغة الفرنسية، هو نكوص لغوي و اهانة للغتين دستوريتين”.
السؤال هو: ما هي اللغة الدستورية الثانية التي تدافعون عنها يا سادة العدالة و التنمية؟
اذا كانت اللغة التي تشيرون اليها هي الامازيغية و التي رسمها الدستور المغربي، فنحن نعرف موقفكم السابق و الحالي منها. الموقف السابق هو العداء لهذه اللغة المغربية لانها تقف حاجزا ( بما تحمله من قيم مدنية عقلانية) امام مشروعكم الايديولوجي لربط المغرب بالشرق لتنزعوا عنه مشروعيته الدينية و خصوصيته الثقافية و الحضارية، و كنتم من اكبر المتشددين على عدم ترسيمها انتم و حزب الاستقلال في دستور 2011. و الان تعارضون خطها الكتابي تيفيناغ و ما زالت في عهدكم حبيسة البرلمان.
رجاء لا تتاجروا بهذه اللغة، بدعوى محاربة الفرنسية، فالامازيغية ليست ورقة سياسية كما العربية بدورها ليست ورقة سياسية لتتلاعبوا بهما قصد تحقيق مئارب سياسية، البعض نعرفها و الاخر نجهلها.
الامازيغية يا سادة هي لغة لجميع المغاربة، و ليست للتلاعب السياسي، فما زالت اقوال الزعيم و بعض زعماء الحزب “العنصرية ” النابعة من العمق الثقافي و من اللاوعي الايديولوجي تقبح وجه تاريخ الحزب، فهل سننسى ما قاله الزعيم كمسؤول ثان في هرم السلطة و يمثل الشعب المغربي قاطبة : ” بشحال كاع كايفطر هاذ الشلح؟” و ” اش هاذ الشينوية؟” و هو يعني تيفيناغ، و هل سننسى النكتة العنصرية التي اضحك بها منظر الحزب و الفقيه البرلماني السيد المقرئ الادريسي اسياده الكويتيين: ” عندنا تجار من عرق معين..” ليصفهم بالبخل. فمازالت هذه الاقوال العنصرية ضد الامازيغية ترن في اسماعنا لن ننساها لانها خرجت من العمق النفسي لزعماء سياسيين( فلو صدرت من اناس عاديين ستعتبر عادية جدا).
يا سادة، نحن مع لغتينا العربية و الامازيغية و مع اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية، ليتساوى ابناء الشعب في التعليم.
فبدلا ان يتعلم ابناء النخبة السياسية و الاقتصادية باللغات الاجنبية ليتحكموا في المناصب السياسية و الاقتصادية، نريد ان تعطى لكل ابناء الشعب نفس الفرص ليتعلموا بدورهم بالفرنسية.
فلا تستحمروا ابناء الشعب بخطاباتكم الايديولوجية، تعلمون ابناءكم بالفرنسية و بالتركية و بالانجليزية و تفرضون على ابناء الشعب تعلم العلوم بالعربية.
ابداوا بأبنائكم و ارسلوهم الى الازهر ليتعلموا بالعربية اذ ذاك سنثق بكم.
nnan willi zrinin: ” ssngh km a taba( jdda) urta ilkim rmDan”.
ذ. الحسن زهور
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.