لعمامرة الجزائري : مهرّج بأقنعة ملوّنة
أزول بريس - يوسف الغريب
سأترك جانباً البيان الثاني الصادر عن وزراتكم على إثر زوبعة ما سميّ ببرنامج بيغاسوس للجوسسة.. ولن أنتبه إلى جمل الإدانة لبلدنا المغرب حتّى قبل التحقيق والفصل القضائي في الموضوع.. لأنّه ببان لا يحمل توقيعك ولا خاتم الوزارة.. بل دام نشره أقل من يوم واحد لا غير..
سأترك هذ الإرتباك جانباً والذي حصل – لا محالة – منذ المنشور المغربي قبل أيّام..
سأترك كل ذلك وأعود إلى القضية المركزية في العقيدة الدبلوماسية الجزائرية ذات الصلة بفلسطين ظالمة أو مظلومة ضد العدو الإسرائيلي حتّى أصبح هذ الشعار لازمة تفتح بها كل النقاش في الجزائر..
عدت إليها وأنا أتابع قرار الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب بهذه المنظمة الخميس الماضي.. منتظرا قرارا رئاسيا من الجزائر خصوصاً مازال تصريح عبد المجيد تبّون لم يغادر مسامعنا حين زلزل العالم ب ( لن نطبّع ولن نهرول كبقية المهرولين)
انتظرنا أكثر من ثلاثة أيّام ليخرج السوبرمان لعمامرة بيان فيه كل شيء إلاّ الموقف من قرار العضوية لإسرائيل.. وبشيء من التفصيل في قراءة هذا البيان الغامض
الذي تحدّث عن وفد جديد وبصيغة الشبح واعتبر ذلك ( لا حدث) ولن يؤثر على مجريات المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية كما جاء في البيان..
مؤكداً إلى أن القرار من صلاحية رئيس المفوضية ليتناقض مع نفسه في نفس الورقة بالقول بأن القرار اتخذ دون مشاورات بقية الدول..
هذ الإرتباك الواضح في البيان الغامض يفسّر هذا التأخير في إصدار البيان.. كأوّل وجه مقنّع للجبهة الداخلية أوّلا.. دون إبراز موقف الرفض من القرار نفسه أو التهديد من الإنسحاب..
بل التصريح بأنّه قرار لا حدث… لن يوقف ارتفاع الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل التي
بلغت قيمتها أكثر من 9.7 مليون دولار، مقارنة بسنة 2019، وبأكثر من 7 ملايين دولار مقارنة بسنة 2018، وفق ما كشفت عنه إحصائيات شبكة “Trademap” العالمية.
وحسب ذات المصدر، فأبرز الصادرات الجزائرية الموجهة إلى إسرائيل تعتمد بالأساس على الهيدروجين والغازات النادرة ومعادن أخرى، وهي نفس صادرات الجزائر نحو إسرائيل في السنوات الماضية
و للحقيقة والتاريخ فإسرائيل جدّدت عضويتها بهذه المنصة الإفريقية فقط.. حيث كانت عضوا مراقبا بمنظمة الوحدة الإفريقية قبل حلّها.. وكانت الجزائر آنذاك في قيادة الحركات الثورية في العالم ولن تجد أيّ بيان ضدها صادر عن فترة هواري بومدين أوغيرها..
بل الأغرب أنّ المهرّج لبس قناع الثوري مباشرة بعد ساعات من إصدار بيان الوافد الجديد ليخرج بتصريح لإحدى الجرائد المحلية هناك معلناً بدء مشاورات مع بعض الدول العربية لإسقاط عضوية هذا المراقب الجديد.
بعد ساعات تحوّل (لا حدث) كما جاء في البيان الرسمي إلى حدث مهم وخطيرة يتطلب حشد تعبئة عربية وأفريقية لإسقاطه..
هو الفصل الثاني من مسرحية المهرج وبقناع الثورية والدفاع عن القضايا المصيرية للأمّة العربية.. وووو
ما الذي يمنع لعمامرة السوبرمان من دبلجة موقفه بكل الوضوح دون الحاجة إلى منصة إعلامية محدودبة القراء
الذي يمنعه هو أنّه غير صادق ويعرف أنّه مهرج العصابة..وتعرف العصابة أنه محتال وماكر في مثل هذه الأدوار..
لكن الذي لا يعرف لعمامرة هو أن الجمهور قد تغيّر بالمرّة..واللعبة مكشوفة بسقوط الأقنعة مع توالى الأحداث..
وأنّ الوافد الجديد لن تستطيع العصابة أن تمنع حضور أشغال القمة الأفريقية إذا استضافتها الجزائر.. أبداً..
أبداً.. لأنّكم اليوم لم تستطيعوا حتّى أن تدينوا قرار الانضمام بكل الوضوح وبدون لغة الخشب..
بل وقفتم عاجزين.. مرتبكين خائفين.. مذهولين أمام بيان وزارة الخارجية التي نشرت الخبر وهي تشير إلى عدد دول إفريقيا ب 54 دولة..
لن تستطيعوا
لأنّكم عصابة.. سقطت كل أقنعتها تباعاً..
فأيها المهرّج… ارم أقنعتك..
فقد أسدل الستار
التعليقات مغلقة.