لا علاقة على الإطلاق لما قرأته لطيفة أحرار خلال برنامج Mais encore (على القناة الثانية) بكتاب الله.. وادعاء العكس هو الذي يسيء إلى القرآن ويهزأ به.. ما رددته أحرار هو نص شعري للشاعر ياسين عدنان، عبارة عن حوار من مسرحيتها “كفر ناعوم” (عن ديوان رصيف القيامة لنفس الشاعر)..
أما إذا كان المقصود بهذه الغيرة الزائفة، هو طريقة الإلقاء، فليست هناك طريقة مقدسة. وتلك الطريقة التي يعتمدها المغاربة في القراءة الجماعية للقرآن ليست جزءا من القرآن ولا من العبادة، إنها طريقة للحفظ وتقويم النطق، في محيط لغوي لا يتكلم العربية كلغة أصلية بل كلغة مكتسبة (وخاصة في المناطق الأمازيغية). وهي طريقة لا تستعمل في قراءة القرآن وحده، بل تستعمل في قراءة دلائل الخيرات لمحمد بن سليمان للجزولي أيضا ، وفي حزب الشيخ الهادي بن عيسى (بالنسبة لأتباع هذه الزاوية)، وفي كل الأوراد الصوفية…. بل إن بعض المدارس العتيقة التي تلقن لطلابها مقامات الحريري تجعلهم يقرؤونها بنفس الطريقة ، لأن الغرض ليس هو العبادة..
ولذلك نقول : ادعاء أن لطيفة أحرار تهزأ من القرآن لأنها تقرأ الشعر بطريقة تقلد فيها القراءة الجماعية للمغاربة، هو أغرب فهم للدين والقرآن، هو فهم صبياني أخرق شبيه بفهم الطفل الصغير الذي يظن أن كل موجودات العالم امتداد لذاته وجسمه فيغضب عندما تنتزع منه لعبة أو قطعة حلوى أو نعل أمه ظنا منه أن جسمه هو المستهدف..
لا مجال للمزايدة هنا في الحديث عن الإساءة للقرآن … وإطلاق هذا الزعم جهل في جهل في جهل…
أظن أن من دبر هذه التهمة التافهة للطيفة أحرار لا يكاد يخرج عن أحد غرضين (أو هما معا): صرف النظر عن حملة محاسبة المقرئ أبي زيد في قضية العنصرية، أو تصفية حساب قديم مع لطيفة أحرار منذ الضجة التي اثيرت حول مسرحيتها كفر ناعوم قبل سنتين..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.