لحسن لعسبي : هكذا خطف الموت غدرا من بين يدي الفقيد مصطفى المنساوي

أزول بريس – لحسن لعسبي //

في مثل هذا اليوم، 17 نونبر 2015، غادرنا الأخ والصديق مصطفى المسناوي بالقاهرة. وشاء قدري أن أكون شاهدا على لحظات رحيله المؤلمة، التي تجعلني إلى اليوم لا أتقبل كيف اختطفه الموت من بين يدي غدرا بسبب أزمة قلبية. ولن أنسى كيف كان هو هادئا، موقنا أنها ساعة الرحيل، حين ظل يردد الشهادتين بلا توقف، ثم فجأة نام وغاص في الأبد مثل من يطفئ نور مصباح. لن أنسى أبدا (وللكثيرين أن يصدقوا ذلك أو لا يصدقوه، أن يجدوا له تفسيرا أو لا يجدوه مثلي)، كيف أنني كنت جمعت بسرعة أوراقه وجواز سفره وهاتفيه في جيبي، باتفاق معه رحمه الله، في انتظار وصول سيارة الإسعاف لنقله بسرعة إلى المستشفى الأمريكي القريب من فندق ماريوت الزمالك، وفجأة في الطريق انطلق صوت القرآن في هاتفه وهو في جيبي، أخرجته لأطفئه، بحركة سريعة، فوجدتني لا إراديا أضفط على رقم ابنه أنس المتواجد بأبوظبي، فأوقفت الإتصال بسرعة. حينها مباشرة التفت إلي الطبيب المرافق في سيارة الإسعاف وقال لي: “صاحبك راح عند ربنا”.
لم أكن أتصور أن هذه الصورة ستكون آخر صورة لنا معا ونحن في الطائرة إلى القاهرة يوم 15 نونبر 2015. سافرنا معا على الخطوط المصرية من الدار البيضاء إلى القاهرة، وعدت يوم 18 نونبر 2015 لوحدي رفقة الصديق أحمد الدافري الذي وقف معي وقفة الرجال هناك (عكس البعض)، تماما مثلما وقف سندا لي ليومين كاملين الصديقان والإخوة المصريان أحمد فائق ومصطفى الكيلاني. حقا كانا نعم السند ونعم الإخوة. ولن أنسى أيضا وقوف ثلاثي من مسؤولي السفارة المغربية بالقاهرة إلى جانبي على مدار الساعة لأكثر من 36 ساعة (غادروا الآن إلى عواصم أخرى)، هم عبد الصمد المنقاشي، محمد ميزرا، سي الركراكي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد