- الطيب أمگرود //
يوم 06 أكتوبر 2016، سيتوقف نجم في سماء الروايس عن الوميض، سيترجل عن صهوة الحياة أحد عمالقة الشعر والفن الأمازيغيين، سيغادرنا إلى الأبد الرايس لحسن بوميا عن عمر ناهز سبعة وستين سنة، بعد أن أبدع وشنف الأسماع وأطرب، بعد أن ملأ الدنيا شعرا وطيبوبة وبساطة، بعد أن ولج قلوب الملايين من محبي الشعر الراقي وفن الروايس.
قبل رحيله ألقى الحاج لحسن بوميا آخر عمل شعري له، عمل يوثق من خلاله لرحلة الاستشفاء وردود أفعال الأصدقاء والأحبة، نص ينضح واقعية وتماهيا مع الواقع، بكى من خلاله الراحل حاله وأحوال ومآل الناس، وقد أضحوا فردانيين، لام من خلاله الجميع وهم لا يبذلون أي جهد في الوفاء بالعهود، في صلة الرحم، يكتمون الشهادة ويحجمون عن قول الحق، ليعرج على موقف أصدقاء الأمس منه، سواء وهو على فراش المرض أو مغادرا المستشفى، آلمه حالهم، ومنهم من سعى لتعميق آلامه، ومنهم من تشفى لحاله وقد أنهكه المرض.
يقول الفقيد:
ⵜⵕⵎⵉ ⵣⵣⴳ ⴳⵉⵜⵉ ⴷⴷⵓⵏⵉⵜ ⵏⵕⵎⵉ ⵣⵣⴳⵉⵙⵏⵜ
تْرْمي زّْگيتي دُّونيتْ نْرْمي زّْگيسْنْتْ
ⵍⵍⵉⵖ ⴰⵔ ⵏⵥⵕⵕⴰ ⵜⵉⴷ ⵉⵅⵛⵏⵏ ⵏⵃⴹⵓ ⵜⵏⵜ
لّيغْ أرْ نْژْرَّا تيدْ إيخْشْنّْ نْحْضُو تْنْتْ
ⵜⵉⴷⴰ ⵉⵏⵜⵍⵏ ⴰⵔ ⴽⵓⵍⵍⵓ ⵜⵜⴱⴰⵏⴻⵏⵜ
أَ تيدا إينْتْلْنْ أرْ كولُّو تّْبانْنْتْ
ⵜⵉⴷⴰ ⵉⴱⴱⵉⵏ ⵓⵔ ⵜⵏⵜ ⵉⴳⵯⵏⵉ ⵢⴰⵏ
تيدا إيبِّين أورْ تْنْتْ إيگني يانْ
ⵜⵉⴷⴰ ⵉⵊⵍⴰⵏ ⵓⵔ ⵜⵏⵜ ⵉⵥⵕⵉ ⵢⴰⵏ
تيدا إيجْلانْ أورْ تْنْتْ إيژْري يانْ
ⵜⵉⴷⴰ ⵉⵖⵔⴰⵏ ⵓⵔⵜⴰ ⴰⴽⴽⵯ ⵅⴷⵉⵎⵏⵜ
تيدا إيغْرانْ أورتا أكّْ خْديمْنْتْ
ⵀⴰ ⴰⵖ ⵔⴰⴷ ⴷⴰⵖ ⵏⵙⵙⴰⵇⵇⵔⴰ ⵜⵉⵇⴷⵉⵎⵉⵏ
ها يّاغْ رادْ داغْ نسَّاقْرا تيقْديمينْ
ⵏⵊⵕⵕⴱ ⵉⵎⴷⴷⵓⴽⴽⴰⵍ ⴽⵓⵍⵍⵓ ⵣⵔⵉⵏ ⴰⵖ
نْجْرّْبْ إيمْدُّوكَّالْ كولُّو زْرينْ أغْ
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵎⵉ ⴹⵡⵡⵕⵖ ⵉⵙⴽⵔ ⴱⴱⴰⵟⵟⴱⵓⴽⴰⵍ
وانَّا مي ضوّْرْغْ إيسْكْرْ بواطْ فوكالْ
ⴰⵔ ⴰⵖ ⵙⵓⵍ ⵉⵜⵜⴰⵡⵉ ⴷⴷⵔⴰⵀⵎ ⵣⵣⵖ ⵓⴼⵓⵙ
أرْ أغْ سولْ إيتَّاوي دّْراهْمْ زّْغْ أوفوسْ
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⵙ ⵜⵏⵏⵉⵜ ⵉⴳⴰ ⴰⵃⴱⵉⴱ ⴰⵔⴷ ⵕⵎⵉⵏ
وانَّا سْ تْنِّيتْ إيگا أحْبيبْ أرْدْ رْمينْ
ⵉⵖ ⵏⵍⵍⴰ ⵖ ⵍⵄⴰⴼⵉⵜ ⵔⴰⴷ ⴰⵖ ⴷ ⵉⵍⵍⵉⵍ
إيغْ نْلاَّ غْ لْعافيتْ رادْ أغْ دْ إيلِّيلْ
ⵉⵖ ⵓⵔ ⴳⵉⵏ ⴰ ⵢⵉ ⴷ ⵉⴽⴽⵙ ⴰⵡⵉⵏ ⴷ ⴰⵎⴰⵏ
إيغْ أورْ گينْ أَ يي دْ إيكّْسْ أوينْ دْ أمانْ
ⵓⵔ ⵔⴰ ⵓⴽⴰⵏ ⴰⵍⵍⴰⵖ ⴰⵔⴷ ⴰⵖ ⵉⵥⵕ ⵉⴼⵕⵃ
أورْ أَ أوكانْ ألاَّغْ أرْدْ أغْ غيژْرْ إيفْرْحْ
ⴰⵡⵉⵏ ⴷ ⵍⴳⴰⵣ ⴰⴷ ⵏⵉⵜ ⴳⵉⵜⵉ ⵜⵜⵀⵏⵏⴰⵏ
أوينْ دْ لْگازْ أَ نيتْ گيتي تّْهْنَّانْ
ⵍⵍⵉⵖ ⴰⵖ ⵢⴰⵖ ⴽⵔⴰ ⴽⴽⴰⵖ ⴷ ⵓⵍⴰ ⵙⵙⴱⵉⵟⴰⵕ
لّيغْ أغْ ياغْ كْرا كَّاغْ دْ أولاَ سّبيطارْ
ⵜⴰⵙⵓⵙ ⴽⵓⵍⵍⵓ ⵜⴰⵎⴰⵔⵜ ⵉⵏⵓ ⴹⵄⴰⴼⴰⵖ
تاسوسْ كولُّو تامارْتْ إينو ضْعافاغْ
ⵉⴱⴰⴷⵍ ⴰⵖ ⵍⵍⵓⵏ ⵉⵅⵛⵏ ⵡⵓⴷⵎ ⵏⵏⴰⵖ
إيبادْلْ أغْ لُّونْ إيخْشْنْ وُودْمْ نَّاغْ
ⵡⴰⵏⵏⴰ ⴷ ⴷ ⵊⵎⵄⴰⵖ ⵉⴱⴱⵉ ⵜⵜ ⴳⵉ ⴱⵉⴷⴷⵖ ⵓⴽⴰⵏ
وانَّا دْ دْ جْمْعاغْ إيبِّي تّْ گي بيدّْغْ أوكانْ
ⴰⵔ ⴰⵖ ⵙⵓⵍ ⵉⵜⵜⵉⵏⵉ ⵜⵖⴰⵎⴰⵜ ⴳⵉⵜⵏⵖ
أرْ أغْ سولْ إيتِّيني تْغاماتْ گيتْنْغْ
ⵙⵙⵏⵖ ⴽⵓⵍⵍⵓ ⵡⵉⵍⵍⵉ ⵉⵔⴰⵏ ⴰⴷ ⴷ ⵖⴰⵎⴰⵖ
سّْنْغْ كولُّو ويلِّي إيرانْ أدْ دْ غاماغْ.
ولد الرايس لحسن بوميا سنة 1949 بدوار تاوريرت قبيلة مزوضة إقليم شيشاوة سنة 1949، وتشرب من محيطه موهبة الشعر والأداء، وولج ميداني أسايس وتيرويسا سنة 1969 وبرع فيه، بل أضحى من بين عمالقته.
وعرفت عنه قدرته على الارتجال العفوي لنصوصه، سواء في أحواش وهو يحاور الشعراء، أو كرايس. ولم يبلغ تلك المرتبة صدفة، بل تتلمذ على كبار إينضامن في منطقته أونزوضت وفي المناطق المجاورة وعلى يد كبار الروايس، ومن أساتذته الرايس محمد أوتاولوكلت، وقد أثمرت ملكته واحدا وخمسين شريطا غنائيا.
نجح الرايس لحسن بوميا في تأسيس مدرسته الخاصة في فن الروايس، وتتلمذ على يديه العديد من الفنانين نذكر منهم الرايس حماد أوطالب والرايس أعراب أتيگي والرايس العربي إيحيحي والرايس الحسين أمراكشي والرايس محمد أجديگ وآخرين.
لقد بصم الرايس لحسن بوميا فن تيرويسا ببصمته، ولمع نجمه في سمائها، وخلد اسمه إلى اليوم إلى جانب الرواد، فحظيت أعماله ونصوصه الشعرية وأغانيه وتحظى بحب المتلقين إلى اليوم، وتميزت شخصيته بالبساطة والواقعية والقرب من الناس ومن همومهم، والالتزام بقضاياهم، مما انعكس على التيمات التي تناولها في أغانيه، فتحدث في الهوية الأمازيغية والقضايا الاجتماعية والعدل والمساواة والوحدة الترابية ومختلف أوجه المعاناة التي يصادفها الإنسان في مسيرة حياته.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.