“كيل كبد” هدية مني إلى مدينتي، وهي أقل ما يمكنني أن أهديه إليها.
في تقديم لكتابه هذا قال الاستاذ أحمد إدو خراز :
“إلى من برحمة الرحمن منحني رحِمُها الحياة ثم كانت رحمةَ احتضان رحلة الكَبَد والكدْح، إلى السيدة العظيمة إيـمّـي /ⵉⵎⵎⵉ أمّي.
إلى رفيق مشوارها في رحمة الكَبَد بفيض العناية والرعاية والحب والحنان والحكمة الممزوجة بالقوة والعزم، إلى السيد العظيم بـابـا (بترقيق الباءين) ⴱⴰⴱⴰ/ أبي) .ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.
إلى “إيـمّـي سْ تـيـبّـيـتْ:ⵉⵎⵎⵉ ⵙ ⵜⵉⴱⴱⵉⵜ”/أمّي بالرَّضاعة؛ تلك النبع الفياضة بالرحمة والعطاء التي أرضعتني لبنا خالصا سائغا من ثدي تربتها الضرعاء فسرى في جسدي طيفا نورانيا أرسل على روحي شواظا من لهيب العشق. تلك التي أطعمتني “تيزْلْفينْ” أو سنابل “تاغْزوتِها” ودقيق شعيرها وقمحها وجعلتني أتلذذ بـ”تايْدْرينْ” أو أكوازِ وقناديلِ ذُرتها الخضراء الطرية واليابسة، ومتعتني بدرنات بطاطسها المكتنزة المتفردة والوحيدة في العالم (ياوْباطاطْ سْ ياوْكيلو) لتمنح الطفوحَ للذة التذوق والانتشاء. سقتني مياه سواقيها الفياضة الرَّوّاء، واغترفتُ بيديَّ من ينابيعها المتدفقة من وادي سوس المَعينِ ماؤُه فنهلتُ حتى ارتويت، وعمَّدتُ كعبيَّ بماء “تيمْدْوينْ” أو البرك المائية المتناثرة على جسد الوادي السخي. كستْني من صوفها المكثف الوفير ومن وبرها الناعم الأملس، فوقتني زمهرير الشتاء وقيظ الصيف. من نباتاتها البرية الأصيلة؛ “تـيـكـيـوْتْ/الدّْغْموسْ، أشْـبّـارْضـو، أَلـيـلـي، بـايْـمّـوتْ، وايْرورو أو الخِرْوعُ، تيبي أو الخبيزة وبذورها (تيبورْزيڭينْ)، بوقْساسْ أو الحْرّيكَه،…” هيأت لي وصفاتِها العلاجيةَ الطبيعيةَ الأصليةَ قبل أن تصبح مجرد بديلة. في غابتها أو “تاڭـانْـتْ نومْـلالْ” وفي أحراشها الرملية المغطاة بنبات “إيـلْـڭّـْوي/ الرتم” و”أَزْڭّارْ/ السِّدر”، والمنتصبةُ فيها شامخةً أشجارُ “تامّـايْتْ: الأثل” والكاليبتوس هيأت لي زواياي الحميمية التي كانت تُطيق وحدها زئبقيتي وتدفُّقَ شغبي. بأهازيجها المُوَشّاة بصوفية “إيسْمْڭـانْ” وروحانية “إيعيساوينْ” وتدفق حياة “أَهْيّاضْ” وسحر أنغام “الروايْس” وجمالية إبداع “تيروبّا” أو المجموعات الغنائية كان زفافها لي… إلى مدينتي إنزكان.”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.