كل شئ قابل للتغيير سوى الجغرافيا بحسب مقولة بسمارك فالجوار بقدر ما هو مبعث تعاون وتضامن وتك شكل كذلك مصدر تهديدات ومواجهات وازمات . وفي حالة المغرب فان موقعه الجيو – إستراتجي كان له التأثير الكبير في تفاعلاته الأفقية والعمودية المتعددة الأبعاد الروحية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية . ان قوة الدولة – الأمة عبر قرون وثقل مقومات الشرعية جعلت المغرب مؤهلا للمحافظة على كينونته وسيادته خارج الحكم العثماني . وخلال أربعينيات القرن الماضي استطاع المغرب وفي اصعب الظروف ان يظل فاعلا مسموعا وهو تحت الحماية وما لقاء آنفا بين الملك الراحل محمد الخامس وروزفلت سوى دليل على هذه الحقيقة .
وقد أعطى هذا المسار قوة دفع للدبلوماسية المغربية واستكمال تحرير التراب الوطني الذي توج بالمسيرة السلمية التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني هذه الدينامكية التي تعززت بصورة غير مسبوقة بفضل الإصلاحات المؤسساتية والتنموية الكبرى والطموحةٌ التي يقودها جلالة الملك محمد السادس .
ان سمات الحكمة والاتزان والاعتدال التي تطبع الدبلوماسية المغربية تبقى مقرونة دائماً بروح الحزم والاصرار وعدم التفريط في حقنا السيادي الثابت ان دسترة التشبث بالوحدة الترابية الوطنية تحمل دلالة عميقة وعلى هذا النهج الوطني يتصدى الجهاز الدبلوماسي وكل القوى الحية كل من موقعه لمناورات اعداء وحدتنا الترابية ويعملون على تنوير صناع القرار بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي للتوصل لحل سياسي وتفاوضي نهائي وفضح تهافت الاطروحة الانفصالية التي تحاول يائسة معاكسة المشروعية وحتمية بناء مغرب كبير موحد ومتجانس ومندمج ومتكامل ان هذا العمل الدبلوماسي في حاجة لحركية دائمة ويقظة مستمرة وتعبئة قوية في جميع المناطق مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية هذه الدولة او تلك ..لضمان تحقيق النتائج المرجوة. وما من شك ان عملا من هذا القبيل يتعين ان يكون متناسقا وشاملا لكل الفاعلين في المجتمع الدولي دون استرخاء او استثناء بما في ذلك البلدان التي يشهد لها بالتضامن مع بلادنا كالدول الخليجية .
ان مملكة البحرين على سبيل المثال تقدم نموذجا لهذا التحرك الدبلوماسي حيث كانت سباقة للدفاع عن قضيتنا الأولي امام الامم المتحدة على امتداد السنوات الاخيرة بما يعكس التضامن الكامل للقيادة السياسية والرأي العام عبر وسائل الاعلام بصفة خاصة مع مشروعية قضيتنا المصيرية .
وهنا احيي بتقدير الاداء الجيد للسفير احمد رشيد خطابي وحرصه على التواصل الوثيق على مختلف الواجهات .
ان النجاح الدبلوماسي الأمثل يظل في الاخير رهينا بانخراط منتظم وفعال للأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجماعات الترابية والمثقفين والاعلاميين ويبقى السؤال المطروح هو كيف يمكن ان نضفي طابع الاستمرارية على “الدبلوماسية الشعبية او الموازية ” من منظور الرسالة الملكية السامية الموجهة للسفراء في غشت2013 بتأكيدها على الدور المركزي لهذه المكونات غير الحكومية بعدما أضحت الجهود الرسمية وحدها غير كافية .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.