بقلم الفنان عمر أيت سعيد//
صحيح أن جائحة كرونا حولت الإنسان من عالم الى أخر، من عالم الحرية والمساحيق والوجاهة، الى عالم من الحيطة والحذر ولبس الكمامات والحجر الصحي والمكوث في البيوت. حينما دخل الإنسان في النمط الثاني من الحياة كأنه دخل الى عالم أخر يشبه بركة ماء لا يعلم أغوارها ولا أعماقها….
إن زمن هذا العالم الجديد ، عالم الكمامات حينما نتأمل فيه بعيون فنية أو بعشق للحياة نجد أنه في حقيقة الأمر وقت مستقطع من حياتنا وقت لا يمكن أن يحتسب على الحياة ، فنحن نزعم أنه فصل خامس في السنة ، لا هو ربيع ولا صيف ولا خريف ولا شتاء هو فصل خريف الربيع ، خريف زهور الإنسان ، فصل العودة الى الذات .
في هذا العالم الجديد ، استأسدت التكنولوجيا على الحياة الطبيعية ، وكلمة كرونا أصبحت مادة دسمة للإعلام وطنيا ودوليا، أصبحت أرقامها التي تنم عن الوفيات والحالات المؤكدة والمتماثلة للشفاء تشبه الى حد بعيد أرقام البورصات العالمية أو أرقام البطولات الرياضية عند البعض طبعا.
كرونا أوقفت غرور الإنسان نسبيا، وأوقفت تجبره ومحاولته لطمس معالم العالم الطبيعية فأدخلته الى جحره رغم أنفه لكنه في الحقيقة لا يتعظ بل جعل منها مادة للإعلام والتجارة كرونا.com . كرونا أصبحت عنوانا للمئات من المقالات والمسرحيات والأغاني و…يتألم الإنسان فيغني ألما ليخفف عن نفسيته. والله غريب أمر هذا الإنسان إنها السريالية والغرابة في الأن نفسه .
هل ظاهرة كرونا هي حرب عالمية ثالثة ؟ تدور أطوارها في البداية بين الإنسان وأخيه الإنسان ، ونتيجة لهذا الصراع يطور الإنسان وحش كرونا كألية للحرب والإستقواء لكنها تنقلب ضده وتجعل الجميع هدفا لها. فتصبح كائنا فضائيا ، تتطور ذاتيا، فتحول الصراع الى صراع بين الإنسان والفضاء والهواء والفيروس ….صراع جديد يعلن بدايات جديدة في حياة جديدة .
بقلم ذ.الفنان عمر أيت سعيد
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.