كلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير تحتفل باليوم العالمي لشجرة الاركان
L’arganier : du local à l’international
شهد فضاء الانسانيات برحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية يوم الاثنين 10 ماي 2021، ندوة علمية في موضوع الاركان من الشأن المحلي الى المستوى العالمي، نشطها خبراء ومتخصصين واساتذة باحثين من جامعة ابن زهر ومن المندوبية السامية للمياه والغابات والمعهد الوطني للبحث الزراعي. اشادت المداخلات العلمية باعتراف الامم المتحدة بشجرة الاركان الفريدة والمستوطنة بالجنوب الغربي للمغرب (828000 هكتار) باعتبارها تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية، وذلك بفضل جهود المغرب في تثمين هذه الشجرة والحفاظ على التنوع البيولوجي داخل محيطها الحيوي.
تناولت المداخلات العلمية سبل تطوير شجرة الاركان وتوسيع نطاقها، ووقف مسلسل تراجعها في بعض النطاقات على المستوى الوطني، لاسيما بالسهول الاطلنطية ومنطقة سوس بفعل الضغط السكاني وانشطته المتمثلة في التوسع الحضري والزراعي على حساب محيط الاركان. واذا كانت الأبحاث الزراعية المخبرية المكثفة تروم تنويع الاصناف وتطوير الاركان الزراعي (Arganier culture) المنتج لزيت الاركان المطلوب جدا على المستوى الوطني والدولي، فإن إعادة التوطين الزراعي في المجال يصطدم بإكراهات طبيعية وبشرية، تستلزم الحفاظ داخل محيط الاركان على التنوع البيولوجي الذي يضمن نموه وتوطينه في ظروف ملائمة ( نملة تامري الفريدة مثلا).
اما المداخلات التي تناولت البعد السوسواقتصادي والتراثي فقد ركزت على أن المحيط الحيوي للأركان يشهد اختلالا للتوازنات التقليدية بين الانسان والمجال، وترتب عنه تقلص لمساحة شجرة الاركان وتدهور الاوساط البيئية المستوطنة بفعل سلوكات الانسان المسرعة لهشاشة التوازنات بمحيطه، منها على سبيل المثال، تغير نمط الترحال الرعوي، وتوسع الزراعات المسقية وانتشار المطارح العشوائية على حساب محيط الاركان، بالإضافة الى توسع الانشطة السكانية المستهلكة لمجاله ( مطار المسيرة – مؤسسات جامعية – بنيات تحتية– تجزئات سكنية …على حساب غابة ادمين…مثلا). إن اعتراف منظمة الامم المتحدة بالأركان تراثا انسانيا لا ماديا، هو اعتراف بجهود النساء القرويات ( Les arganières) في الإسهام في التنمية المحلية، رغم أنهن الحلقة الأضعف في تسويق منتجات الاركان على المستوى العالمي، كما أن الاعتراف الدولي يطرح تحديات على المغرب مواجهتها، لاسيما في الحفاظ على الاركان ومحيطه الحيوي في ابعاده التاريخية والثقافية والتراثية والبيئية.
توج هذا اللقاء العلمي بغرس مجموعة شجيرات الاركان بإحدى فضاءات كلية الآداب والعلوم الانسانية، احتفاء بتخليد اليوم العالمي الأول لشجرة الاركان بالمغرب وعلى المستوى الدولي، والذي اقرته منظمة الامم المتحدة في 10 ماي من كل سنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: الحسن فركاكوم، طالب باحث – كلية الآداب والعلوم الانسانية- اكادير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.