كلمة السيد مندوب المقاومة وجيش التحرير بسيدي إفني بمناسبة الاحتفال بذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة

ازول بريس

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 

  • السيد باشا مدينة سيدي افني
  • السيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة سيدي افني
  • السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بسيدي افني
  • السيدات والسادة المنتخبون
  • السادة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسادة متطوعي المسيرة الخضراء
  • السادة ممثلو الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني
  • الحضور الكريم،

       يلتئم جمعنا في هذا اليوم المبارك،احتفاء بالذكرى46 للمسيرة الخضراء المظفرة، هذا الحدث التاريخي الذي يعتبر معلمة تاريخية مشرقة ووازنة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها.

     بعد استرجاع المغرب لمنطقة آيت باعمران في 23 نونبر 1957 و طرفاية في 15 أبريل 1958 و لسيدي افني في 30 يونيو 1969، تمت استعادة أقاليمنا الصحراوية إلى الوطن بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي أكد على مغربية الصحراء ووجود روابط بيعة وولاء بين سكان هذه الأقاليم وملوك الدولة العلوية الشريفة.

         وإثر هذا القرار التاريخي، نظم المغرب المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه سنة 1975، وتم إجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء في 28 فبراير1976 ليتكلل هذا المسار النضالي والوحدوي باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979، وهي محطات مجيدة تنطق بعظمة المغرب وإيمانه القوي بعدالة قضيته وإصراره على استرجاع حقوقه المشروعة وتثبيت وحدته الترابية في إطار الشرعية الدولية.

معشر الحضور الكريم،

           إن الأجيال الجديدة والناشئة هي في أمس الحاجة إلى تعريفها بهذا التاريخ، تاريخ بلدنا التليد الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد والمكرمات لاستقراء جوانبه وفصوله واستلهام قيمه وعبره وعظاته، لتقوية الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية وحفز الاجيال الصاعدة على استيعاب الأبعاد العميقة والدلالات الرمزية لموروثنا الجهادي في مسيرات البناء والنماء التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله بحنكة واقتدار وبعد نظر . 

          وإن أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني لتغتنم هذه اللحظات الغامرة بمشاعر الحماس الوطني الفياض وأجواء الإحتفاء بالذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة لتجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد وتؤكد استعدادها الكامل وتعبئتها الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية، وتثبيت السيادة الوطنية على أقاليمنا الصحراوية المسترجعة، كما تعرب عن دعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لهذه الأقاليم في ظل السيادة الوطنية، باعتبار هذا المشروع ينسجم مع الشرعية الدولية ويلقى المساندة من طرف المنتظم الأممي وفي المحافل الدولية، كما يشجب أعضاؤها مناورات حكام الجزائر الذين يتمادون منذ أزيد من أربعة عقود في التصعيد من مواقفهم العدائية تجاه الوحدة الترابية لبلادنا والوقوف حجر عثرة في وجه تطلعات وطموح الشعوب المغاربية في تحقيق التكامل الاقتصادي وبلوغ الوحدة المنشودة. 

كما نستحضر ونشيد بهذه المناسبة باعتزاز وإكبار، بمواقف أسرة المقاومة وجيش التحرير  بإقليم سيدي افني تجاه قضية الوحدة الترابية، والتي عبرت عنها في بيانها الأول للرأي العام الوطني يوم 14 أكتوبر 2020 ضد المناورات والخروقات الأخيرة لجبهة البوليساريو في شرق الجدار العازل، والتي ذكرها تقرير انطونيو غوتيريس المقدم إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص التواجد العسكري للبوليساريو شرق الجدار الرملي مما يشكل خرقا للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع مع المغرب ، وفي بيانها الثاني يوم 18 نونبر 2020 بمناسبة الذكرى 65 لعيد الاستقلال المجيد التي أشادت و نوهت من خلاله بالتدخل النوعي للقوات المسلحة الملكية بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية في معبر الكركرات ، وذلك في سياق متابعة  أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني للتطورات الخطيرة والمتصاعدة التي عرفتها منطقة الكركرات في الصحراء المغربية، المتمثلة في سلسلة من الاستفزازت غير المسؤولة لجبهة ” البوليساريو” في ذات المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا، في محاولات يائسة منها لتغيير الوضع القانوني للمنطقة والاستمرار في العرقلة غير القانونية وغير المقبولة لتدفق الأشخاص والسلع والبضائع التجارية، بشكل لا ينسجم مع مضمون قرار مجلس الأمن 2548 الذي حذر من الخروقات المقترفة في المنطقة، حيث جددت موقفها الثابت من قضية وحدتنا الترابية وأعلنت استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة ومواصلة الجهود والمساعي لتحقيق الأهداف المنشودة والمقاصد المرجوة في بناء وطن واحد موحد الأركان، قوي البنيان ينعم فيه أبناؤه بالحرية والعزة والكرامة.

 كما ثمنت عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية لاسيما وأن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي، ويعتبره المراقبون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية والذي يسعى خصوم وحدتنا الترابية نسفه ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولن يفرط المغرب قيد أنملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على الأقاليم الجنوبية المسترجعة، وسيظل دوما وباستمرار على أهبة للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

والمناسبة سانحة لنثمن مضامين الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ليوم 07 نونبر 2020 بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذي حمل إشارات قوية ورسائل بليغة في مسار قضية وحدتنا الترابية.

وفي هذا السياق نستشهد بما ورد في الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة، حيث يقول حفظه الله:

” سيبقى المغرب إن شاء الله، كما كان دائما متشبثا بالمنطق والحكمة، بقدر ما سيتصدى بكل قوة وحزم للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية. وإننا واثقون بأن الأمم المتحدة والمينورسو، يسواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة”

كما يقول جلالته :

“إن الوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد، يتطلب من جميع المغاربة، مواصلة التعبئة واليقظة، والعمل الجاد والمسؤول، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.

فعلينا جميعا استحضار هذه الروح، وهذه القيم، لمواصلة إنجاز المشاريع، التنموية والاجتماعية، والدفاع عن مصالحنا وقضايانا العادلة، وتعزيز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي والدولي.” انتهى المنطوق السامي.

ومهما يكن، فإن المغرب سيظل متمسكا بحقوقه المشروعة في صحرائه ومتشبثا بإيجاد حل سياسي متفاوض عليه لقضية الصحراء المغربية تحت إشراف هيأة الأمم المتحدة. كما سيبقى على أهبة للتصدي لمؤامرات خصوم وحدتنا الترابية وعلى استعداد لكبح أطماعهم التوسعية بفضل الإجماع الوطني الذي تحظى به قضيتنا الوطنية من طرف جميع الأطياف السياسية للشعب المغربي وقواه الحية. 

        وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر الجزيل للسلطات الإقليمية والمحلية وللمجلس الجماعي لمدينة سيدي افني والمجلس العلمي المحلي لإقليم سيدي افني وكافة الشركاء والمتعاونين في إنجاح الفعاليات والأنشطة المخلدة لهذه الذكرى، وبنفس المناسبة نجدد أسمى عبارات التهاني للسيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة سيدي افني وكافة أعضاء مجلسه الموقر على الثقة التي حظوا بها من طرف ساكنة مدينة سيدي افني خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.

          وفي الختام   نتوجه بتحية تقدير وإكبار للضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية والإدارة الترابية وكل المرابطين على الحدود وفي الثغور ،على ما يبذلونه من جهود جبارة في سبيل استتباب الأمن والاستقرار بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم. 

فهنيئا وطوبى لأبناء هذه المدينة المناضلة ولأسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم سيدي افني بهذه الذكرى الخالدة لنستحضر المشاركة الوازنة لنساء ورجال ابت باعمران في هذه الملحمة تلبية للواجب الوطني والنداء الملكي نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر السادة المقاومين : الحاج محمد أبوالحقوق والحسن مومن والحاج الحسين بوالحليب والمرحوم المجاهد يحضيه شقرون الذي كان في الصفوف الأمامية للوفد الرسمي الذي تٍراسه الوزير الأول آنذاك المرحوم أحمد عصمان لاختراق الحدود الوهمية، 

 

وكان يعرف على المرحوم شقرون يحضيه عمله التطوعي خدمة للقضية الوطنية، ففي 06 نونبر 1975 تطوع بمحض إرادته لتأمين المؤن والغطية والماء الصالح للشرب وإبصالها إلى مدبنة طرفاية ومنها إلى الأقاليم الجنوبية التي اتجهت إليها حشود المتطوعين والمتطوعات، كما قام المرحوم يحضيه شقرون بعدة أدوار ديبلوماسية خدمة لقضية وحدتنا الترابية كحضوره في مؤتمر نيروبي في العاصمة الإثيوبية .

رحم الله شهداءنا الأبرار شهداء الاستقلال والوحدة الترابية وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس وشريكه في الكفاح والمنفى مبدع المسيرة الخضراء المظفرة وباني المغرب الحديث المغفور له الحسن الثاني، وحفظ الله بما حفظ به الذكر الحكيم سليل الأكرمين وباني المغرب الجديد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأبقاه الله ذخرا للبلاد وملاذا للعباد، قرير العين بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب مولاي الحسن، وشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة والشعب المغربي قاطبة.

انه على ما يشاء قدير وبالإجابة  جدير وانه نعم المولى ونعم النصير

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading