كريم طابو الجزائري : مناضل مدنيّ بقبّعة عسكرية..

يوسف الغريب

(.. أنا أرفض العنف والتيارات الانفصالية، وانه لا جزائر بدون منطقة القبائل ولا منطقة القبائل بدون الجزائر.)

هو تصريحك أيها الطابو أثناء محاكمتك يوم 04 مارس 2020.. وكم كنت كبيراً وكريماً في عيْنيّ لحظتها.. وتمنّيت اللقاء بك هنا أو هناك لأخبرك بأنّنا أيضاً ومنذ 47 سنة ومن جيل لجيل نقول وبأعلى صوت قيادة وشعباً ( نرفض العنف والتيارات الإنفصالية وأن لا مغرب بدون صحرائه.. وأن لا صحراء بدون مغربها..)
بهذا المنطق نكون قد تقاسمنا عقيدة مبدئية في الفعل الدبلوماسي الخارجي لكل الدول المناضلة مثل بلدي  من أجل الأمن والسلام والتقاسم بين الشعوب والأمم..
لذلك اعتبرتك رمزاً ورجل مبدأ إلى حدود سقوط القناع على وجه المناضل المدني قبل يومين لتظهر ملامح قبعتك العسكرية عبر ما جاء في ردّك على مداخلة السفير المغربي بالأمم المتحدة السيد عمر هلال مؤخراً وبالحرف والأمانة :

(.. كلام عمر هلال عن استقلال منطقة القبائل هستيريا سياسوية وانزلاق خطير…)

من حيث الشق الأخلاقي فاللقب في مثل هذه المحافل قد يعفى ذكر الإسم الشخصي باعتباره سفيراً لدولة قائمة الوجود والحدود..
وهو ما نحترمه في جميع سجالاتنا مع رموز دولتك.. إذ نخاطبهم – رغم عدوانيتهم لنا – بالسيد الرئيس.. السيد الوزير.. وحتى لقب العصابة فمصدره الحراك.. هذه السقطة الأخلاقية تقربك أكثر إلى معجم النظام العسكري في بلادك ممتدّة إلى رأس الهرم هناك.. والأمثلة كثيرة.. منها اننا في جغرافية تسمّى ( هوك).
واروعها نشرة صورة لخريطة بلدنا تخبر عن حالة الطقس في مدينة العيون المحتلة .. وو
وبهذا السلوك أيها ( الزعيم) تكون قد كشفت عن الوجه الثاني لعملة نظامك وسياسته لاغير.. في الأسلوب كما في الممارسة فبقدر ما ترفض أية حركة انفصالية داخل بلدك.. تبيح لبلدك  العمل على تقوية وتمويل وتسليح حركة انفصالية في بلدنا..عبر جمهورية الوهم
بل ترفض مطلقاً ان تحارب بنفس الأدوات..
وكأن الجزائر مقدّسة.. وبلادنا مباحة ومستباحة..
كانت تلك أماني قيادتك قبل 47 سنة وقبل ولادتك بقليل وطيلة هذه المدّة لم تستعمل ورقة القبايل إلاّ مؤخراً كإشارة صغيرة للكف عن هذا العدوان المرضي المتوارث حتّى عند  القيادات المدنية الجديدة مثلك.. مؤكداً وبقوّة على اننا لسنا انفصاليين بدليل ان تصريح السفير المغربي هو ردّ فعل لسبب سابق انخرطت فيه عصابتك بمختلف مراتبها المدنية والسياسية والإعلامية والثقافية.. وكان من الأجدر ان تبحث عن الدافع الأساسي لهذا التصريح الذي لا يتجاوز أسقف الأمم المتحدة.. ولا امتداد له داخل بلدنا وداخل مجالها الحيوي إقليميّا وقاريّا..مستحضرين في هذا الإطار خطاب جلالة الملك – شفاه الله وعافاه – حين أكد للشعب الجزائري بأن الشر لن ياتيكم من المغرب..
والغريب في تصريحك أنّه صادف في التوقيت استقبال لعمامرة لوزير خارجية ما يسمى بجمهورية الوهم وأكدا حسب البيان المشترك ما يلي :
( أن الطرفان بحثا مستجدات القضية الصحراوية والجهود المبذولة لاستئناف المسار الأممي بهدف تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية)
وأكيد أنّك اطّلعت عليه  ووقفت عند كلمة الإستعمار اي المغرب.. ولم تحتج انسجاما مع قناعتك الرافضة للحركات الإنفصالية في بلدك كما في بلدان العالم وخاصة جيرانك..
لم تحتج لانّك أداة بيد النظام العسكري وخاصة الجنيرال توفيق الذي استعملك كآلة للهجوم على الفايد صالح.. وحين اكتشاف وجهك الحقيقي كان رد الجزائريين قويًا و سريعًا بعد أن قاموا بطردك من المسيرات الشعبية شرّ طردة يوم 19 أبريل 2019..( منشور على مواقع وجرائد جزائرية)
الزّمن كشاف أيها العسكري بالزّي المدني..
كشّاف لعورتك التى لم تستطع ان تحتج وبنقس القوة على فرنسا بإيوائها كل مؤسسات حكومة القبايل بالمنفى.. لم اسمعك وانت ونظامك لحظة استقبال دولة كندا رسميا وفد من هذه الحكومة القبايلية..
فقط لم تلاحظ إلاّ مداخلة السفير المغربي..
أم أوحي إليك.. وهو الأرجح..وبهذا التفكير الذى يحاول دائما ومنذ المقبور هواري بومدين يحاول شخصنة ملف الصحراء المغربية في المؤسسة الملكية.. رافضين كل الرفض استيعاب قداسة الوحدة الترابية للمملكة لدى كافة فئات الشعب المغربي والدفاع عنها يحضى بإجماع وطني… وأننا نأخذ الأمور بإيمان وحزم دون تشكك ولا ريب، وبالفائض من الثقة والفائض كذلك من العزم والصمود… مردّدين وبصدق اننا ضد العنف وضد التيارات الإنفصالية عندنا وفي باقي بلدان العالم كمبدأ وسلوك وممارسة دون أن ننحاز لموقف المسيح ونصفع مرّتين.. مقتنعين في صراعنا معكم بأننا لانملك اختيار جيراننا.. فالأمر موكول للجغرافيا ذاك العنصر الثابت في السياسة..

ولأنّها كذلك فعقيدة دبلوماسية بلدنا لا تراهن على مشاكل الجيران لتحقيق امتيازات وليست لنا أيّة مصلحة في أن يصاب جيراننا بالحمى..
لكن ضريبة هذه الجغرافيا أن هذا النظام بوجهيه العسكري والمدني عمل ويعمل كل هذه المدّة كي يصاب المغرب بمرض.. ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً)

وذاك مسك الختام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد