كرونا تعطي معنى للامعنى
بقلم الفنان عمر أيت سعيد//
صحيح أن كرونا كشفت النقاب عن مجموعة من التناقضات والهفوات في مجتمعنا، في مؤسساتنا وفي إعلامنا البصري والمكتوب على حد السواء. رغم كل المجهودات والمبادرات التي أعطت أكلها إيجابا على الساكنة حيت ثم بالفعل حماية الكثير من الأرواح بفضل تطبيق الساكنة للحجر الصحي وانضباطهم النسبي له، لكن مع دالك ظهرت أشياء ووقائع أخرى تهم المجتمع والأسر المغربية وهذا يدفعنا الى طرح السؤال ، هل فعلا أسرنا المغربية تكونت على استقبال وتدبير الأزمات وكيفية السيطرة عليها ؟ ألم تظهر هذه الجائحة مجموعة من الاختلالات النفسية التي ظهرت داخل الأسر؟
في وقت غير بعيد قبل أن تظهر كرونا كنا نعيش رتابة الزمن وعبثه ونتساءل الى أين تسير الأمور؟ ومنا من يعتقد أن الهيمنة السياسية تكون بنهج سياسة التسلح وأن من يمتلك القوة العسكرية هو من يسيطر على العالم ،عشنا اللامعنى في كل شيء ،لم نعطي المعنى للحياة ، لم نقدر اللحظات ، لم نقدر قيمة البيئة ولا الصداقة ولا أي شيء …
لكن الأن وبعد ان علمتنا كرونا وأدخلتنا رغما عنا الى جحورنا فأصبحنا نعطي القيمة لكل شيء، أصبحنا نقدر قيمة التنفس دون كمامة، نقدر قيمة الأسرة بعينها نستمتع ونقضي وقتا أكثر مع الأهل والأبناء، نقدر قيمة ارتشاف قهوة سوداء في فضاء المقهى بمعية صديق مشاغب يطلق العنان للتحليل السياسي والرياضي والفني ويفهم في كل شيء إلا معنى الحياة …كرونا أرجعتنا الى رشدنا ، كرونا ساهمت في نقصان نسب الجريمة في العالم بشكل كبير، وأوقفت حرب الطرقات وأوقفت الرداءة و الكلام الكثير الذي لا يفيد .
وعشنا الى أن رأينا الأساتذة يظهرون على التلفاز ساعات طوال بدل ما كان الحال عليه سابقا من تبخيس لعمل الأستاذ .كرونا أعطت القيمة للطبيب والأستاذ والجندي والفلاح والسائق ..فهم حماة الوطن وركائزه وكل المهن تبقى مهمة بطبيعة الحال .
كرونا مدرسة ورسالة من السماء الى الأرض تحاول أن تعلم الإنسان معنى الإنسانية ، تريد إخراجه من التيهان واللامعنى الى الإستقامة وتدبير الأزمات في ضل العيش المشترك .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.