صدر للزميل الصحفي بجريدة العالم الأمازيغي منتصر إتري كتاب تحت عنوان ” الصدمة يوميات زلزال الحوز” وهو في 120 صفحة عن منشورات إيديسيون أمازيغ وهو إصدار أرخ ووثق للحظات زلزال الحوز مند يومه الأول إلى الكثير من الاحداث التي تعاقبت بعده من مآسي وآلام ساكنة الحوز إلى جانب مبادرات إنسانية جمعوية و فردية ووعود حكومية وكل ما هو مرتبط بهذه الكارثة الطبيعية في كل جوانبها.
وهذه المقدمة “هذا الكتاب” التي افتتح بها الزميل منتصر إتري كتابه :
لم أكن أتوقع ولم أفكر حتى في تحويل «يوميات مشتتة وممزقة» تماماً كـ «الخيام البلاستيكية» المتناثرة والمنتشرة في قرانا ومداشرنا، إلى «كتيب» ليبقى شاهداً على ظروف قاهرة وقاسية مررنا منها في مختلف الأقاليم والمناطق المتضررة من الزلزال، لولا إصرار بعض الأصدقاء والمقربين وإلحاحهم على ضرورة نقل «يوميات افتراضية» إلى تجربة تدوين ضمن كتيب.
كانت الفكرة في البداية، توثيق الأحداث التي عشتها بشكل شخصي في «دوار تنصغارت» بإقليم الحوز، من أول اتصال توصلت به لحظة وقوع الكارثة الإنسانية، إلى أشهر ما بعد يوم 08 شتنبر 2023 الغير قابل للنسيان، عن طريق «يوميات مختصرة» على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، إلا أن إلحاح الأصدقاء والصديقات، بينهم/ن من عاش التجربة القاسية والمؤلمة، دفعني إلى تحويلها إلى هذا «الكتيب» الذي يتضمن تجربتي الشخصية في حدود «دواري»، وهي بكل تأكيد تجربة يتقاسمها الكثيرون من أبناء القرى والجبال المنكوبة.
كانت تجربة مريرة وعسيرة على الهضم إلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم يستطع العقل أن يتجاوز مخلفاتها وتداعياتها، ولم تتمكن النفسية بعد من التخلص من آثارها. وددت لو كان بإمكاني استرجاع كل التفاصيل المحيطة بها، ونقل معاناة المتضررين في كل الأقاليم والمناطق المتضررة في هذه التجربة، لكن، قد يفهمني من عاش نفس التجربة، بمجرد التفكير في التفاصيل تدمع العين ويوجع القلب وتتصبب عرقا.
والذي يزيد من الآلام ويفاقم المعاناة والآهات، هو العيش داخل خيّام بلاستيكية مهترئة تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم، منذ أشهر، بالإضافة إلى حرمان الكثير من أبناء هاته المناطق من حقهم في الاستفادة من التعويضات المخصصة لضحايا الزلزال.
فصاحب هذه السطور، لا يزال يبحث عن «بطاقة الإقامة» في «دواره» وسط أهله وذويه وجِيرانه وأصدقائه، بالرغم من مرور أزيد من ثمانية أشهر، مثله في ذلك مثل الكثيرين!
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.