كارثة الملعب بتارودانت.. الواد لايترك بيته

تدوينة للدكتور الحسين بويعقوبي//

على إثر الفاجعة التي ألمت بسكان تزيرت، أحد دواوير تارودانت، حين جرفت مياه الواد ملعبا مبنيا وسط الوادي نتج عنه عدة وفيات من شباب المنطقة، تذكرت مثلا أمازيغيا يقول “الواد لا يترك بيته”. مثل ينم عن معرفة الإنسان الأمازيغي لمجاله الطبيعي وعلاقته بالتحولات المناخية وعلى أساس هذه التحولات يحدد طبيعة سلوكاته وأفعاله طيلة السنة. كارثة الملعب الذي جرفته السيول تظهر مدى التباعد الموجود بين جيل اليوم وثقافة أجداده في علاقتهم بالطبيعة. فلم يستفيذوا لا من ثقافة الأسلاف و لا من العلم الحديث الخاص بالأرصاد الجوية. فأن يبنى ملعب وسط واد كبير معروف تاريخيا بسيوله الجارفة وبترخيص من المنتخبين الذين افتتحوه رسميا أمام أعين السلطات المحلية دليل على ما وصلت إليه اللامسؤولية في تدبير الشأن العام المحلي لدى بعض مسؤولينا.
ما وقع للملعب في هذا الدوار يمكن أن يقع في العديد من المناطق المحادية للأودية في المدن حيث “سمح” بالبناء العشوائي (جنبات واد سوس مثلا)، بل إن بعض الأحياء بنيت كلها على الواد (إكي واسيف بتزنيت)، حيث بقيت الطوبونيميا وحدها شاهدة على طبيعة المكان، أو حي الشرف بأكادير، المبني على جنبات واد الذي تحول إلى طريق رئيسية في اتجاه البحر. وبما أن “الواد لا ينسى بيته” مهما طال الزمن فخطر وقوع كوارث إنسانية، حين يعود الواد لبيته، إما بسبب كثرة الأمطار أو، لا قدر الله، انفجار سد، يبقى واردا.
رحم الله ضحايا إقليم تارودانت ورزق ذويهم الصبر والسلوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد