قوس الاحتجاجات و سهام الدولة

رشيد كديرة

رشيد كديرة*//

يبدو ان الدولة لم تستفد من دروس التاريخ القريب ، حين تتدحرج المطالب من لقمة عيش مواطن باءع بسيط جنوب تونس واسطورة احتراقه ، لتحترق كراسي الدولة وتكبر المطالب لتصير جماعية ، ويصير الشعب بصوت الفرد “البوعزيزي”….ففي قانون الشعوب سرعان ما يصير الفرد شعبا و ينصهر الشعب في الفرد ….اما في قانون الدولة ، الوضع تخطى الخطوط الحمراء و السوداء و تجاوز المطالب الاجتماعية و الاقتصادية و صارت مطالب انفصالية تخريبية موامرتية ….تحت السيطرة! المقاربة الامنية التي تسعى الى ىبسط الاطمئنان بالهيمنة و تسخير الجميع كرها الى تبنيها مقاربة لا امل لها في الحياة ، خصوصا امام الثورة المعلوماتية وطفرة حراك الامس القريب….

في الدول التي تحترم شعوبها ، ترد المؤسسات المعنية في الوقت و الحين ، عن ادعاءات و حجج الخصوم ، فحين تبث المنابر الاعلامية الريفية مطالب المحتجين متحدين الدولة انه بمجرد تحقيق الملف الحقوقي سيدخل السكان امنين مطمئنين الى بيوتهم لم نر سوى ما يرينا اهل الريف من “عسكرة ” الشوارع وسيوف المدنيين المستقدمين ….كما سخرت جيوش من دوي السوابق والجهلة في تظاهرات البيضاء في الموسم الانتخابي ، تم اقتيادهم لتخريب الممتلكات العامة و افزاع السكان ….واقتيد الوزراء ليتلو كل واحد اية ولاءه دونما ادنى توضيح للراء العام !

بالامس تحولت المطالب الاجتماعية و الاقتصادية باكديم ازيك الى مطالب انفصالية ، بالجنوب الشرقي تحولت مطالب اقتصادية اجتماعية الى حرق البطاءق الوطنية ، بسوس و الاطلس ينادي الشارع بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين و ناهبي المال العام و ثروات الوطن …لست ادري ان لم تنصت الدولة لمواطني القوس المهمش من الريف الى الاطلس المتوسط الى الجنوب الشرقي الى سوس و الصحراء انصاتا عمليا و عاجلا ، كيف تستغرب حين يرفع الجائع صوته وعيناه على خيراته بايدي غيره ويشد اوتار و حبال عنقه ليدفع عنه ظلم سهام حكامه ، قوس التجويع و التهميش ليس في حاجة الى سهام التخوين و التكفيربل الى رحمة عزيز قوم دل و ليس بعد هدا مدلة …هو تلميد نجيب ردد سوال معلمه : اين الثروة فلم تحاكموه ، كافءوه ليتبع الكسلاء نهجه ويبحث في ارضه عن الثورة ؟

ليس بالامكان تدارك حافة وعي الشعب اليوم ، ببلاغ شاحب يخفي خوفا من مآلات اخفاقات الدولة التي تدفع وعي الشعب الى الحافة و الحد ، والعودة لخطابات سنوات الرصاص، وتنتهي بما قال الرئيس التونسي السابق ….فهمتكم….. الزعماء السياسيون تجاوزهم وعي الشعب ، الزعماء وعيهم زاءف ولا يصلح للحمة الوطن ، مطالب قوس التهميش صدحت بها حناجر المنظمات المدنية من قبيل منتدى الشمال لحقوق الانسان وفيه شخصيات وطنية عليها توافق الجميع كالاستاد المرابط و اخرون….كان على الدولة الانصات لهم و تنفيد توصيات هده المنظمات …الحركات الاحتجاجية التي استمرت في رفع نفس المطالب حرصت على سلميتها وعلى تشبتها بالوحدة الوطنية ، لاشك ان الفراغ القانوني و المؤسساتي حاضر بقوة ، ففي غياب نصوص قانونية ومؤسسات امنية بين الدولة والحركات المدنية و الاحتجاجية بتمثيلية مشتركة تسهر على التشخيص المشترك بين الدولة و المؤسسات المدنية المستقلة كمنتدى حقوق الانسان لشمال المغرب ، و التوافق على الحلول الممكنة CLS ( التعاقدات المدنية الحكومية للتدبيرالسلمي للاحتجاجات كما في الدول الغربية ) وهو ما صرح به وزير الداخلية السابق بعد ازمة كديم ازيك …امام هدا الفراغ لا يمكن الرهان على احتكار احادي للفعل الامني و المعلومات الامنية التي لا تتجاوز وزراء الاغلبية ووسائط حزبية منهكة تغرد خارج التاريخ بكلمات الفتنة و ما من شانه و نظرية المؤامرة و المخربين، او وسائط شخصية مرفوضة تزيد الوضع تعقيدا كالعماري و الصراع اشتعالا…..كرة الثلج لا تدوب بنار العنف، بل بحوار ندي المنتصر فيها قيم العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و كرامة المواطن باولوية قوس التهميش.

*/ أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، مؤسس مركز الجنوب للدراسات والأبحاث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد