قناة ” MBC 5 ” تعميق للغزو الثقافي العروبي للمغرب الكبير
بقلم محمد شنيب / طرابلس – ليبيا//
عرفت المنطقة ما بين الحدود الغربية المصرية وحتى جزر “الكناري” في المحيط الأطلسي بمنطقة المغرب الكبير من الناحية الجغرافية وأيضآ التاريخية وذلك لإنتشار سكانها الأصليين الأمازيغ في هذه المنطقة قبل مجيئ العرب والإسلام؛ بل كانت تسمى أيضآ ليبيا. وسكن الأمازيغ في هذه المنطقة الممتدة بين الساحل الأفريقي للبحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى؛ وقامت هناك عبر التاريخ دول تولت قيادة المنطقة من أمثال دولة نوميديا التي ناطحت دولة الرومان ومن قادتها كان الملك “مسينيسا” وحفيده الملك “يوغرطوس”.
وكان لهم علماء وكانت لهم ديانات ومن أشهر آلهتهم كان الإله “آمون” الذي آمن به فراعنة مصر، وقد قام بالحج له في واحة سيوة التي تقع في أقصى الجنوب الغربي المصري “الإسكندر المقدوني”،والآلهة “تانيت” والتي يقال أن إسم “أثينا” الإغريقية مشتق من إسمها.
كما إنتشرت لفترة طويلة كلا من الديانتين اليهودية والمسيحية ومن أشهر القساوسة الأمازيغ المسيحيين القديس “أغوسطينو” والمشهور والمعترف به حتى اليوم في مدينة ميلانو الإيطالية وكان قد ولد بالقرب من مدينة عنابة الجزائرية الآن و بعد حصوله على لقب قسيس ورجوعه من مدينة “ميلانو” الإيطالية إلى عنابة مات إبان هجوم قبائل “الڤاندال” على الدولة الرومانية وذلك لإحتلال الشمال الأفريقي.
وتداخلت وتبادلت مع شعوب البحر الأبيض المتوسط بين شماله وجنوبه الثقافات التي أسست الحضارة الإنسانية التي إرتكزت آنذاك وسط المتوسط؛ وآثار هذا التداخل مازال موجودا في الكثير من المدن الشمال الأفريقي؛فهناك الإغريقي كالموجود في مدينة “Cyren” شحات في برقة بليبيا والروماني في “Leptis Magna” والتي تعد أكبر مدينة بنيت خارج روما وهي أيضآ مدينة الإمپراطور “سيپتيموس سيڤياروس” *والتي كانت جامعتها يرسل لها أبناء الإرستقراطية الرومانية للدراسة ولإزالة مدينة “Leptis Magna.ومدينة صبراتة “Saprata” والتي تعد من أجمل المدن الرومانية خارج روما ؛في الغرب الليبي والتي بها الآثار الرومانية الجميلة والمتجلية في مسرحها وساحات الفورم والحمامات والأسواق كما يوجد بها الآثارالبونيقية أيضآ ومن أشهرها النصب الپونيقي.
كانت على الأراضي الليبية أن قاتلت الملكة الأمازيغية “كهينا ديهيا”**والمشهورة بقوة شخصيتها وجمالها الفائق وواصلت المقاومة ضد الغزات العرب وبالذات جيش “حسان بن النعمان”والذي تمت محاصرته في الغرب الليبي (كما نعرفه الآن ب طرابلس الغرب) وفر هاربا إلى الشرق ولكنه عاد مرة أخرى وإستعمل أسلوب الغدر والخداع الذي إنتهى به الأمر إلى قتل هذه الملكة.
فالشرق الليبي والممتد من البحر المتوسط إلى واحة “سيوا” التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لمصر مع ليبيا هو جزء من أراضي “تامزغاء” والتي تسمى الآن أراضي المغرب الكبير والذي يصر العروبيون على تسميته زيفآ المغرب”العربي”.. هذا المغرب الكبير لم يخلق حديثآ لتمييزه عمايسمى المشرق “العربي” بل تم إحياء المغرب الكبير بعد أن تم تحرير كل أراضيه من الإستعمار الحديث..وفي عام 1968 ومن بعد تم تجديد إحيائه في مؤتمر “وجدة” والذي تمت تسميته فيه إرضاء لديكتاور ليبيا “القذافي” وسمي المغرب “العربي”…!!!!وهذه التسمية لا تجوز لا تاريخيآ ولا جغرافيآ، ولكن جهل سياسي المنطقة بتاريخ المنطقة وجغرافية موقعها سموها هكذا بل مازالوا مصرين على هذه التسمية والتي ظهرت مؤخراً في إصرار الغزو السعودي والإماراتي والمصري وبالذات تدخلاته في إشعال الحرب الأهلية في ليبيا وما قامت به الدولة الوهابية السعودية أخيرآ بإنشاء قناة ما يسمى البث التلڤزيوني (MBC5) والتصريحات الخاطئة التي صرح بها المتحدث الرسمي ومدير العلاقات العامة والشؤن التجارية لمجموعة ال”MBC” السعودية السيد”مازن حايك” هذه التصريحات التي تدل عن جهله للمنطقة المغاربية والتي أعتقد أن المغرب الكبير هو الإرتباط باللغة الفرنسية والإستعمار الفرنسي للجزائر والمغرب وتونس إعتباره خطاء.
أن المغرب الكبير هو واقع تاريخي وجغرافي ولا شك ثقافي متجليآ في العادات والتقاليد واللباس والأكلالتي نجدها منتشرة وتجمع وتربط هذا المغرب والذي يعد متواجدآ قبل أن يصله غزاة الجزيرة؛ وأقصد تصريحاته التي إستثنى فيها كل من ليبيا وموريتانيا وإعتبرهم من خارج المغرب الكبير. وللأسف يجهل هذا “الإعلامي” أن ليبيا هي إحدى جناحي المغرب الكبير بل إن إسم ليبيا هوالإسم الذي عرفت به المنطقة المغاربية منذ أقدم الأزمنة.
إن إداعة التلڤزيون السعودية المعروفة ب”MBC” بجميع قنواتها تعد محاولة لتثبيت وتعميق بداوة سكان الجزيرة وبطريقة إسلاموية تعتمد تمويل الپترول والغاز. إننا لا ننسى ما كان يكتب في الفترة وبالذات في تسعينات القرن الماضي في فترة الإستراحة بين برامج تلڤزيون “MBC” (تذكر صلاتك قبل مماتك) والذي وبدون أي شك شعار وهابي بإمتياز بل حتى داعشي… إن مجموعة “MBC” لا يمكن إعتبارها إلا مجموعة مشبعة بالتناقضات والغريب أنها مغلفة بأوراق مؤمركة ومؤورپة وببرامجها المختلفة بين التركية واليونانية (حسب الوفاق السياسي مع تركيا أو اليونان من جهة ودوّل الخليج أو دول الجزيرة من جهة أخرى) وكانت في فترات سابقة حتى مكسيكية وأرجنتينية….فعلاوة على تفاهة هذه البرامج والمسلسلات التي لا تحمل أي معنى سوى التقليد السادج لبعض المسلسلات الأمريكية أو الأوروپية ولا شك ليس لها أي دور تقدمه للنهوض بمنطقة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي…
ولا يفوتني في هذا الخصوص أن أذكر الأمور التي تتساوى فيها برامج مجموعة ال”MBC”وبالذات من الناحية الإخبارية كل الإذاعات الخليجية إبتداء ب “الجزيرة” التابعة لدولة قطر إلى “سكاي نيوز عربية” و”العربية” التابعتان إلى دولة الإمارات ،الهذف الرئيسي لهذه الإذاعات هو تعميق الغزو الثقافي العروبي سواء كان إسلاميآ من إخواني إسلامي إلى وهابيا أو صوفيآ وسلفي والدفع به وإستمراريته في منطقة الشمال الأفريقي والشرق الأوسط وخلق جمهور من الكبار والصغار وبدون أن يكون له شخصية وطنية مبنية على الحداثة والوطنية والإحساس بالوطن بالمفهوم الحديث وبدون أن تكون لهم أي هوية وطنية بل الدفع بهم في طريق الأكذوبة الكبرى “القومية العربية” والإبتعاد عن تكوين الإنتماء الوطني.
هوامش :
*سيپتيموس سيڤيروس كان ليبيآ من مدينة “Leptis Magna” وتخرج من جامعتها كمحاميا وتوفت زوجته الليبية بعد أن رزق بإبنين ؛والتحق بالجيش الروماني ليصبح جنرالا وتم تعيينه لقيادة الجيش الروماني في سوريا حيث تزوج زوجته الثانية السورية.وأثناء أزمة الحكم في روما نادى به الجيش ليتولى الإمپراطورية الرومانية.وقاد الجيش الروماني في غزواته على إنغلترا.مات في مدينة يورك في شمال إنغلترا. ورفض القذافي إحضار جثمانه إلى ليبيا لإعتباره له أنه رومانيآ.
** سميت من قبل الغزات العرب “الكاهنة الداهية” لجهلهم باللغة الآمازيغية وما تعنيه “كهينة ” و”ديهية”،وتولت مقاومة الجيوش العربية بقيادة “الحسان بن النعمان” الذي بعد هزيمته وفراره أمام الملكة “كهينة ديهيا” إستخدم أسلوب المراوغة والخداع والتجسس الشخصي ذلك برصده تحركات “ديهية” عن طريق إبنها بالتبني والمسمى “خالد بن زيد” والذي كان عربيآ حتى تمكن من قتلها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.