قناة الجزيرة تسوّق للغباء السياسي..
أزول بريس - يوسف الغريب
فجأة اختفت تلك الأسئلة الحارقة التي كانت تصدح وسط بلاطوات هذه القناة القطرية منذ تأسيسها..وخاصّة ما يتعلق بمواكبة الشأن السياسي العربي بشكل عام حتى أصبحت مزعجة حد أن تعرضت للتضييق أحيانا وتوقيف البث والإرسال بل وإغلاق مكاتبها الخارجية في أحايين كثيرة..
اختفى كل ذلك في برنامج لقاء خاص مع رئيس جمهورية العسكر عبد المجيد تبّون أمام صحفيّ القناة الذي لا يحسد على هذا الموقف الذي وجد فيه وهويحاور بل يحاول في الكثير من المرات أن يساعد هذا الرئيس في إتمام جملة مفيدة طيلة هذا اللقاء.
25 دقيقة عمر هذا اللقاء الخاص الذي جعل اغلب المتتبعين يعتقدون بأن قناة الجزيرة قد اقتنعت أخيراً بأهمّية البرامج الفكاهيّة.. وبمواصفات جمالية تستهدف استقطاب المشاهد العربي بالخصوص والتخفيف عليه باقتراح برنامج بهلواني برتبة رئيس دولة يتحدّث في السياسة الإقليمية والدولية..
هل هناك قناة استطاعت أن تصل إلى هذا الإنجاز… !! ؟
وهو ما يفسّر تلك السخرية السوداء التى لامسها الجميع من خلال التعليقات على هذا اللقاء الخاص في الوسائط الاجتماعية.
وبعناوين ساخرة حد البكاء من الضحك.. منها مثلا
أن البهلواني / الرئيس أنهى الأزمة الليبية بجملة صغيرة.. وهي طرابلس خط أحمر.. وانضبط الجميع.. بما في ذلك حلف الناتو.. و الجيوش العالمية..
عمق السخرية أن الجميع يعرف بأن جميع الفرقاء الليبيين اجتمعوا في كل بقاع العالم الا الجزائر..
يعرفون أن الرّحال ومنذ زمان لاتشدّ إلاّ ل ( رباط الخير).. والجميع يعرف بأن مؤتمر برلين 2 هو محطة تكميلية لما تم إنجازه في المغرب في محطات الحوار بين الفرقاء الليبيين في الصخيرات وطنجة وبوزنيقة.. ومع توالي دقائق البرنامج ارتفع منسوب السخرية والضحك حين أخبرنا البهلواني بأنّه لن يقبل بالواقع المجسّد في أقاليمنا الصحراوية.. ولن يؤمن به مهما كانت الظروف .. وأن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لا تأثير له..
ولأنه بهلوانيّ.. لن نقول له من أنت؟.. وهل هذا الواقع يقبل بك..
أبدا.. مادام البرنامج فكاهي.. فجميع القنصليات الموجودة بأقاليمنا الجنوبية ستغلق قريبا.. وإدارة بايدن أوقفت اللحظة مناورات الأسد الإفريقي بمدينة المحبس واقترح لجنة لإعادة النظر في الاعتراف ذات الصلة. ووو، لأن البهلواني لايؤمن ولن يؤمن بهذا الواقع مهما كانت الظروف..
في الحقيقة شكرا لقناة الجزيرة على هذا الاكتشاف لهذه الموهبة الفنية وأبرزتها للعالم العربي بالخصوص..
فليس سهلا أن يحيط بك الفشل والهزيمة داخلياً وخارجيا.. وتخرج إلى الناس تحمل مشعل قضايا الشعوب المضطهدة من فلسطين إلى “الشعب الصحراوي” بين قوسين..
فذاك يقتضي أن يكون اسمك عبد المجيد تبّون والمعروف عنه أنّه يكذب بمعدل وسطي على الأقل أربع مرات في اليوم..
لذلك أعتبر جلّ المهتمين والعقلاء بأن هذه الخرجات الإعلامية لدمية العسكر وخاصة بعد فضيحة بن بطوش بقدر ما كان المقصود منها الخروج من عزلة النظام الجزائري بقدر ما أعطت العكس تماما.. وأظهرت للعالم المستوى الهزيل للرئيس الجزائري في الشكل كما في الأسلوب والروح. حتٍى أنّه عاجز في تكوين جملة واحدة مفيدة.. بمعطيات وأرقام خاطئة.. وأحداث غير موجودة الا في مخياله.
لقد أهانت قناة الجزيرة الشعب الجزائري بهذا اللقاء الخاص.. وخلقت تعاطفا مع نضالات الحراك الشعبي وصدقية شعاراتهم..
لقد أهانت نفسها أيضا بهذا اللقاء.. لأنها تسوّق للغباء السياسي.. ووضعت نفسها في موقف الدفاع عن العسكر ضد شعب أعزل..
أهان الصحفي نفسه أيضاً.. وهو يتواطأ مع الرئيس المزور أثناء الحديث عن زيارته لا بن بطوش.. أو ابراهيم غالي..
تواطأ حين سكت عن طرده من إسبانيا ليلا دون أن يتم فترة علاجه..
تواطأ حين تمّ تغييب هذا الملف الفضيحة..
تواطأ حين تركه يتحدّث عن العصابة وهو جزء منها..
في الحقيقة هو تواطؤ مشبوه من طرف القناة القطرية التي لا تخلوا مشاهد المظاهرات العربية من برامجها.. ولم تنشر ولا ثانية من مسيرات الشعب الجزائري في اسبوعها 122.. هو التواطؤ الذي لا نجد له إلاّ جواباً واحد هو قوله تعالى
“قل من يحيي العظام وهي رميم..”
أمّا جمهورية العسكر الجزائري.. فهي ضمن الدول حسب مركز محاربة الأمراض والوقاية بأمريكا التي لا ثقة في المعطيات و الارقام التي تقدمها، وما هو صحيح في الميدان الصحي صحيح كذلك في باقي الميادين… كما قال الخبير الدبلوماسي المغربي نور الدين بوشكوج.. نعم بمافيه هذه الخرجة البهلوانية..
التعليقات مغلقة.