قفة تجار الدين وقفاف غيرهم: حلالهم وحرام غيرهم ( ليس دفاعا عن الفنان عبد العزيز الستاتي)
لم تدع الخلايا الإلكترونية لتجار الدين فرصة ظهور الفنان المغربي عبد العزيز الستاتي، وهو يوزع بعض الإعانات في أحد الدواوير، تفوت دون استثمارها في تسجيل بعض نقاط الثأر لصالح تيارهم السياسي من التيار السياسي، العدو، للستاتي.
المثير في هذه الهجمة/ الحملة، أن أصحابها يستغفلون المتلقي، بل يستهدفون بخطابهم الشريحة الواسعة من البسطاء ممن لا يعلمون أن تجار الدين لم يحكموا قبضتهم على جحافل الناخبين إلا باستراتيجية القفة.
وهم نكرات، وهم بعد في مرحلة التأسيس لولوج عالم السياسة، بوابتهم نحو ارتداء ربطات العنق وتغيير الزوجات وإكثار الخليلات، وركوب أغلى السيارات، والتنكر لكل شعاراتهم السابقة، كان تجار الدين “الأولون”، فضلا عن مجالس الذكر وحلقات الوعظ ومختلف الأنشطة التي يستغلون لتنظيمها المناسبات الدينية تحت يافطة الثقافة والثقافة منهم براء، لا يدعون مأتما، ولا عرسا، ولا عقيقة، بل حتى حفلات إنبات الأسنان الأولى tamghra n tukhsin…إلا ذهبوا إليها وسجلوا الحضور المغرض. وكانوا، ولا يزالون، هم ومن يمتحون وإياهم من نفس المعين النتن، يفسدون على الناس أفراحهم، فيستثمرون مآسي المغاربة: فيضانات، حوادث، حرائق…فيحلون بها ويرتدون لبوس المحسنين وفاعلي الخير (فيضانات 2014 وما عرفته من توزيع لشيكات وأغذية وأغطية ممولة من الجيب العالمي لتجار الدين)، ويحلون جماعات بكل فرح من أفراح المغاربة، المغلوبين على أمرهم طبعا، فيحولونها إلى حلقات ذكر ظاهرها الوعظ وباطنها التأسيس والترويج والتمكين لمحتلف التيارات الخاشقجوفوبية؛ فصيروا المناسبات التي ترعرع المغاربة وشبوا وهم ينتظرونها للفرح والاحتفال بالجمال إلى تجمعات لتهويل الناس وترويعهم بخطابات عذاب القبر والثعبان الأقرع، لينتج ما نراه اليوم من تدمير لتامغريبيت بوسطيتها واعتدالها وتسامحها…مقابل التمكين لتاخاشاقجوفوبيت[1] بتطرفها وتقوقعها ونزعة تفوقها وعنفها بكل تجلياته.
لم يقتصر برنامج تجار الدين الجهنمي، المؤسس لمشروعهم الحقيقي والمتمثل في التمكن من دواليب المجتمع والدولة، على احتلال الأعراس والمآتم والتقرب إلى البسطاء من الناس وفتح منافذ إلى قلوبهم، بل امتد إلى استغلال حاجتهم، فأسسوا الجمعيات، وعددوا الأسماء على برامجهم: زكاة الفطر، القفة، كفالة اليتيم، الأضاحي..فكانوا يؤسسون خلايا تستذر عطف الناس فتدق أبواب المنازل وتستجمع زكاة الفطر ولحوم الأضاحي وما فضل، إن فضل، عن حاجة الناس من المواد الغذائية والألبسة والأحذية… يقومون بالتجميع تحت يافطة التضامن وتقديم يد العون للأرامل والمعوزين وابن السبيل…ويوزعون باسم أحد الأذرع الجمعوية لتيار تجار الدين، وكلما تيقنوا من أن بضاعتهم قد ارتفعت أسهمها وأن مدينة أو قرية أو مدشرا يدين بالولاء لهم كشفوا عن أوجههم الحقيقية وأشهروا أسماءهم وترشحوا باسم الذراع السياسي للتنظيم وحولوا قفافهم إلى أوراق انتخابية امتطوها ليبلغوا مختلف المناصب من أبسطها إلى أسماها فيتحكموا في رقاب الناس ويمطروهم بمسلسل لا ينقطع من القرارات الجائرة التي يبصمون عليها منذ 25 نونبر 2011 دون أن يرف لهم جفن: مقايسة وتدمير المقاصة، تقاعد، تعاقد…وآخر العقد الساعة المباركة.
عندما فشلوا في تدبير الشأن العام في كل مراتبه جماعات ترابية ومجالس إقليمية وجهوية وحكومة، وأثبتوا أنهم يبطنون للناس عكس ما يظهرون؛ وبعد فشل زعيمهم في استثمار نتائج انتخابات 07/10/2016 التي بلغها بمشاريعه القفافية الملغومة، دشنت الكتائب حملة لا تنقطع على كل من ليس منهم، وبالدرجة الأولى من يمت لتيار سياسي معين بصلة، كلما أحسوا بكونه يقترب من سحب البساط من تحت أرجلهم في موقع من المواقع، فتراهم يستثمرون كل لحظة وكل فرصة للنيل ممن يظنون أنه حال بينهم وبين بلوغ كبيرهم رئاسة الحكومة لاستكمال مشروع تجار الدين العالمي، وما حملتهم ضد قفة الستاتي الخيرية إلا حلقة من حلقات مسلسلهم الطويل. فهل قفاف تجار الدين التي لم تنقطع، منذ قرابة ثلاثة عقود، حلال لا يأتيها الباطل من أمامها ولا من خلفها وبريئة من أي استثمار سياسي، وقفاف غيرهم حرام يتوجب تجييش الناس للفظها ولم لا تجريمها فقط لأن تجار الدين يريدون أن يفهموا الناس أن وراءها أهداف سياسية وأن قفافهم وراءها أهداف خيرية؟
[1] فوبيا خاشقجي: مصطلح قصد منه فوبيا الفكر الآخر المختلف
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.