بدأت الضغوط الخليجية المصرية على قطر تؤتي ثمارها، في الوقت الذي شرعت فيه الدوحة إلى اتخاذ خطوات للوراء في سبيل فك العزلة الاقليمية التي فرضتها دول خليجية عليها بعد قرار سحب سفراءها من الدوحة.
فقد كشفت مصادر مطّلعة أن السلطات المصرية تتابع بقلق نقل قيادات إخوانية مطلوبة في مصر إلى عواصم أوروبية، وخاصة إلى لندن لمنع تسليمها إلى القاهرة لصلتهما بقضايا إرهابية.
وأضافت المصادر لصحيفة “العرب” اللندنية أن قطر طلبت من 15 إخوانيا مغادرة الدوحة للتهدئة مع دول الخليج ومصر، من بينهم محمد محسوب وجمال حشمت ومحمود حسين ومحمد سويدان، وجرى الاستقرار على لندن بالتنسيق مع سفارة قطر هناك، التي تعهدت بأن تستقبلهم وتسهل لهم عملية الدخول والإقامة في أقرب وقت، وقد كان ذلك منذ أسبوعين تقريبا.
وذكرت أن من بين الإخوان الهاربين الذين نجحت الدوحة في تسوية أوضاعهم في لندن من بوابة مكتب للمحاماة تخصص في استقبال قضايا الإخوان، محمد سويدان، وضياء المغازي، مشيرة إلى أن تسوية بعض الملفات ستكون مقدمة لدخول عشرات القيادات الاخوانية إلى لندن.
وقال مراقبون إن الدوحة أرادت بهذه الخطوة أن تتجنب الضغوط الخليجية المصرية عليها، خاصة أن الرياض سبق أن اشترطت عليها أن تتولى حسم أمر بقاء الوجوه الإخوانية التي تتخذ من قناة الجزيرة فضاء للتحريض والحث على الفتنة.
وكانت قطر تنوي منح القيادات المصرية الفارة (من الإخوان والجماعة الإسلامية) الجنسية القطرية، لكن الضغوط الخليجية فرضت عليها البحث عن أماكن إقامة لهؤلاء سواء في تركيا أو في بريطانيا، مثل ما حصل مع ضياء العزاوي الذي غادر قطر في اتجاه تركيا ثم انتقل بسرعة إلى لندن.
وكان عدد من قيادات الإخوان قد فر من مصر إلى بريطانيا وعدة دول أخرى عقب إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي، إثر اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة طالبته بالتنحي.
وانتقلت أنشطة التنظيم إلى بريطانيا، التي لم توقع مع مصر اتفاقية لتسليم المطلوبين، ما سهل على جمعة أمين القيادي في الجماعة وعضو مكتب الإرشاد لعب دور المرشد من لندن بعد اعتقال محمد بديع.
وقالت المصادر السابقة ل “العرب” إن جمعة يستغل مساحة الحرية في لندن للإشراف على إعداد خطط المواجهة التي تجري الآن في القاهرة، وخاصة ما تعلق بإثارة الفوضى في الجامعات المصرية، وتصدي شباب الإخوان العنيف لرجال الشرطة المكلفين بحراسة المؤسسات التعليمية أو العامة.
وأكدت أنه رغم مطالبات مصر بتسليم جمعة أمين، لكن السلطات البريطانية لم تصغ إلى الأمر ما شجعه على مواصلة تحركاته الهادفة إلى تقويض الوضع في مصر.
يذكر أن جمعة أمين، البالغ من العمر 79 عاما، انتقل إلى بريطانيا قبل الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي تحت مزاعم تلقي العلاج الطبي، لكن الخطوة كانت استباقية من الجماعة.
وأثار وجود قيادات إخوانية هاربة وتحركها ضد استقرار مصر احتجاج اتحاد المصريين في بريطانيا، الذي أقام في وقت سابق تظاهرة أمام مكتب الإخوان في لندن، وذلك كردة فعل على الاغتيالات التي استهدفت رجال شرطة وضباط في الجيش المصري.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد ب”الإرهاب”، وتصف جماعة الإخوان المسلمين ب”الجماعة الإرهابية”، إلى جانب صور قائد الجيش المصري السابق المشير عبدالفتاح السيسي.
وتدعم قطر أنشطة حقوقية تقوم بها شخصيات عربية مقيمة في لندن وتصب في خانة الهجوم على مصر أو دول عربية أخرى تختلف سياستها عن التوجهات القطرية وخاصة ما تعلق بملف الإخوان.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.