اتسمعني، اخلعهم يارجل
ضاع المجتمع،
ضاعت الحضارة!
ضاعت الثقافة!
كتبتها على جدار غرفتي.
تناولت هاتفي،
امعنت بالنظر اليه وقلت له:
تكلم.. حدثني.. قل لي شيئا
لا تصمت
هل انا على صواب؟
هل تشاطر الرأي؟
ما رايك؟ هل كذبت؟
ضاعت الحضارة!
ضاع المجتمع!
ضاعت الثقافة!
وضعت هاتفي على وسادتي،
اكتب على ورقة بيضاء
موضوعة هناك على طاولة
اصبحت التكنولوجيا الاها مقدسا!
اله كوثر في مجتمعاتنا!
مزقت الورقة
لم أجد العنوان المناسب
وضعت قلمي
خرجت
في الشارع وحدي للتنزه
كوكبة من الرجال الشباب
تحت جدار مطعم
مجتمعون،
واقفون على ركبهم،
جالسون،
صم بكم صامتون
لا أحد يحدث الآخر
هم يصلون
حين يصلون بكل خشوع
ركع ومن حنين
ينسون الوقت تماما
لا احد يزعج الآخر
صار الهاتف النقال قبلتهم وكعبتهم
تحولت مواقع
التواصل الاجتماعي
لمساجد وكنائس
الى بيوت مقدسة
نعم ساكتبها وساقولها ضاع المجتمع
ضاعت الحضارة
ضاعت الثقافة
لهذا كتبتها على جدار غرفتي
انا امشي وروحي حزينة
العالم صار يعزل نفسه
عيناي تمردتا.
لم يعد عقلي يتحكم في خطواتي
المحمول في جيبي..
امشي ببطئ شديد
صوت رنين المنبه
نعم يتحكم الهاتف في كل خطواتنا
انا واحد منهم.. امتلكت هذه العبادة
نعم اكتبها مرارا واقولها:
ضاع المجتمع!
لقد ضاعت الحضارة !
الثقافة تضيع ايضا!
لهذا اعيد كتابته على جدار غرفة نومي
مستلق على سريري
ابحث عن عنوان مناسب
يروي الهاتف
اسافر اثناء قراءة الأخبار والمنشورات
فضائح وشخصيات
لم اكتب اي شيء ساق وله مرة اخرى
ضاع المجتمع
لقد ضاعت الحضارة
الثقافة تعني في صمت
مبغض
لهذا اعيد كتابته على الحائط المثالي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.